تغيُر

142 8 9
                                    

لقد علمت مؤخراً أنه مسموح للسجناء بأجراء أتصال كل فترة ...فقمت بالأتصال بوالدتي و أخبرتها أن ترسل لي برفقة لوكاس دفاتري و كتبي و أعلمتها عن أماكن دفاتر خاصة أيضاً لم يكن يعلم بوجودها أحد ...و بالفعل بعد يومان قد جاء أخي لزيارتي بعد أن أجرينا حديثاً قصيرة سألته

"لوكاس ...هل والدك يريد مغادرة البلاد؟"

لقد كان يناظرني بهدوء و حب منذ دخولي للغرفة و لكن بعد سؤالي قد نظر صوب عيناي بنظرات مستغربة بعض الشيء من سؤالي ليجيب بنبرة مستغربة و متسائلة...

"والدي؟ أليس والدكِ أيضاً...هو أجل يفكر في هذا و قد كان يعمل على الجوازات الخاصة بأمي و أخوتنا الصغار"

"و أنت؟"

"أنا لن أغادر و أتركك و أترك الشركة و منزلنا"

عند وضعه لي في قائمة أهتماماته و بداية كلامه و أنه يرفض فكرة الذهاب لكي لا يتركني و أنه فكر بي قبل الشركة أو منزلنا أو أي شيء جعلني أشكر الأله ألف مرة لأنه قد وهبني أخا مثله...لأنه بكل بساطة جعل أبتسامة نادراً ما تظهر في معالم وجهي قد شقت طريقها على ملامحي ...أنا حقا أحبه أكثر من أي شيء في هذا العالم ...لأقول ولا زلت أبتسامتي مرتسمة على شفتاي

"هل حقاً أنت فكرت بي...و أنك لا تريد تركي وحدي؟"

لانت نظراته نحوي أكثر من السابق ثم أرتسمت أبتسامة حنونة و عطوفة على محياه الجميل ثم مد يداه اللتان كانتا متشابكتان على الطاولة أمامه و وضعهما على يداي المتشابكتان ليقول بكل نبرة يملؤها الدفئ و العطف و الحب الأخوي النقي ..

"و هل لدي شخصا أخر في هذا العالم أفكر به غيرك دارين؟...أنتي أختي أي أنك جزءً من قلبي و روحي و لا أستطيع التخلي أو الأبتعاد عنك ...و بصراحة أنا كنت أنوي زيارتك حتى دون أن تخبرني أمي و أعلم أنك بحاجة لهذه الكتب و أردت أحضارها"

هو دائما ينجح و بجدارة بالتعبير عني و فهمي حتى منذ صغرنا كان يدافع عني و يحميني ...يصطحبني معه للمدرسة ...بالرغم من تواجد مصروفي معي إلا أنه كان يعطيني نصف مصروفه كذلك...و قد كان يعاقب بسبب تأخره عن الصف و كان تأخره بسببي أنا ...منذ صغره كان يضحي لأجلي ولو بأصغر التفاصيل ..ولو بعطقة الحلوة التي يحبها ولو بقلمه المفضل الذي اعطاني إياه ..منذ صغره يفكر بي أكثر مما يفكر بنفسه ...منذ صغر كنت أراه على هيئة الدفئ و الحنان و العطف ...كنت أراه بمثابة العالم أجمع ولا يزال كذلك في مقلتاي
سحبت يدي من جوف يداه ثم أحطت يداه اللتان حجمهما أكبر من حجم يداي لأنطق بنبرة كل ما بها هو الأمتنان و الحب و الصدق

"لوكاس أنا حقاً اشكرك ...أنا لن أنسى ما قمت به و ما تقوم به لأجلي مهما حييت ...سأحاول أن ارد لك كل شيء فعلته لي ..أخي أنا حقاً أحبك "

"أنا لم أفعل شيء لتشكريني ...و أنا ايضا احبك"

أستقمت من مكاني ثم وضعت الكرسي الخاص بي الذي كان يقابله وضعته بجانبه و جلست عليه ليفهم مطلبي لتحيط يده كتفي و اسندت رأسي على صدره ... أنا اجاهد لإخفاء دموعي ...ليست دموع حزن بتاتاً ...و إنما نابعة عن شعور لا استطيع وصفه ...عن مشاعر كثيرة يصعب وصفها

تسعة سنوات Where stories live. Discover now