الفصل الثاني

1.2K 86 4
                                    


يجري فريد مكالمة هاتفية والغضب حليفه، وبعد أن انتهى نظر أمامه ببسمة انتصار لما هو مقدم عليه، فالخطوات نحو ما يسعى إليه باتت معدودة، وأخيرًا سيخمد لهيب سنوات عجاف مشتعل بصدره، لم ترحمه يومًا هذه النيران فدومًا ما تعذبه، وها قد حانت اللحظة والتي بسببها سيتم القضاء على هذه الألسنة التي تزداد اشتعالا، فرصته التي انتظرها لأعوام ها قد قُدمت إليه على طبق من ذهب .

خرج من المكتب بوجه يعلوه الابتسامة التي لا تظهر إلا قليلًا، وفي خضم هذه المشاعر التي تغمره ظهر هذا الصغير الذي يعد بمثابة الشعلة التي تضيء عتمة حياته، حمله بحماس وهو يقول :- my little boy  ولدي الصغير .

جعد الطفل جبينه بضيق ليقول :- I'm not a little boy, I'm a man dad as you told me .
أنا لست صغيرا يا أبي أنا رجل كما أخبرتني.

هز رأسه بموافقة وهو يبتسم على عقل هذا الصغير ليقول :- it's ok man, I'm just joking.

ردد الصغير بحماس :- so tell me dad, where are we going today ? I want to spend time with you.
حسنا أخبرني يا أبي أين سنذهب اليوم ؟ أود قضاء الوقت معك .

هتف فريد بحذر :- ok, I'll finish my work first, and you must speak Arabic that way you will forget it .
حسنا سانهي العمل أولا واريد منك أن تتحدث العربية بهذه الطريقة سوف تنساها .

ليقول الصغير بتوبيخ لذاته :- نسيت بابي بس أنا أتكلم عربي ليه هنا ؟

ردد بغموض :- ما إحنا مش هنفضل هنا علطول يا جو، هننزل مصر قريب .

ردد يوسف بصراخ وحماس :- حقا ؟ أنا مبسوط كتير أحب مصر بابي أنا.

ضحك على جملته ليقول :- أيوة بجد يلا عاوزك تتكلم عربي كتير بقى، هسيبك دلوقتي وأروح اخلص الشغل .

في طريقه للخروج عارضت جومانة طريقه، وهي تضع كلتا يديها على صدره قائلة بصوت رقيق :- فريد ممكن توصلني في طريقك أصل العربية بتاعتي عطلت، please.

تأفف بضيق وهو يزيح يديها بعيدًا:- ماشي يا جومانة بس بسرعة علشان مستعجل .

ركضت للداخل لتحضر حقيبتها، وهي تبتسم بسعادة فها قد سنحت لها الفرصة للتقرب من هذا الزوج العابس، بعد دقيقة كانت بجواره في السيارة وهي تبتسم بقوة فستحظى ببعض الوقت بقربه، أخذت تختلق الأحاديث وهو يرد عليها باقتضاب، وبعد فترة وجيزة قام بتوصيلها إلى وجهتها ليقول ببرود عاصف :- خلاص وصلنا يلا علشان ورايا اجتماع مهم . بقلم زكية محمد

عضت على شفتيها بغيظ وبلحظة تهور منها، اقتربت منه بجرأة سافرة واقتطفت هي هذه المرة من رحيقه الخاص، ولكن هذا الجامد قذفها بعيداً عنه وكأنها وباء معدي ليقول بحدة :- أنتِ إيه اللي عملتيه دة ؟

وضعت يديها على صدره قائلة ببراءة :- أنت ناسي إني مراتك ولا إيه ! حرام عليك يا فريد ليه بتحرمني من بعدك كدة .

المتاهة Where stories live. Discover now