الفصل السادس عشر

829 84 5
                                    


اقتربت جومانة من فريد وهي تقول بدموع :- ابننا كان هيروح مننا يا فريد، إزاي دة حصل بس ؟ أنا خايفة على ابني أوي.

قالتها وهي تحتضنه بقوة وهي تبكي، ليربت على ظهرها بتعاطف وهو يقول بهدوء :- خلاص أهدي هو كويس دلوقتي، أوعدك إني مش هسيب اللي عمل كدة .

وجدتها فرصة لتقترب منه أثناء جفائه، تحت أنظار الأخرى التي ضغطت على يدها بقوة حتى برزت عروقها، شعرت بألم كبير بداخل فؤادها، ورغبة قوية في أن تلقي جومانة بعيدًا عنه، ولكن بأي حق ؟

وجدت أنه غير مرغوب فيها وخاصة بعد أن اطمئنت على حالة يوسف لتنزل بمفردها للأسفل وتنتظرهم ريثما يغادروا، تخشى أن تستقل التاكسي بمفردها فما فعله أكرم جعلها تحذر ألف مرة ممن حولها، جلست على أحد المقاعد تنتظرهم ونظرها شارد في نقطة ما .

بالأعلى دلفا سويًا للإطمئنان عليه، هتف فريد بحنو :- حبيبي جو قولي إيه آخر حاجة أكلتها أو شربتها هي إيه ؟

أردف يوسف بقليل من التعب :- مأكلتش حاجة بس شربت لبن قدام ما أروح انام.

ردد فريد بترقب :- ومين اللي جابلك اللبن دة يا جو ؟

أردف ببساطة :- ندى، بعد ما شربته حسيت بوجع في بطني كتير أوي.

ما إن مرر اسمها إليه حتى اشتعلت بداخله نيران الكمد، هذه اللعينة أرادت أن تقضي على حياة ابنه بهذه البساطة ! نظر لابنه وهو يقول بتأكيد حتى يبرأ ذمته :- متأكد يا يوسف إن ندى هي اللي جابت اللبن ؟

هز الصغير رأسه بموافقة وهو يقول بتأكيد:- أيوة وأكدت عليا اشربه كله .

كانت إجابته كفيلة بأن تجعله يتحول إلى شخص آخر تمامًا، وبمنتهى الجمود حمل ابنه وتوجه للخارج، لتتبعه جومانة بابتسامة منتصرة فها هي قد حققت هدفها . بقلم زكية محمد

صعدوا للسيارة وندى بالخلف بمفردها تراقبهم بحسرة حتى وصلا للقصر، لينزلوا من السيارة ويدلفوا للداخل .

توجهت ندى لغرفتها وأبدلت ملابسها وتوجهت للفراش لتنال قسطًا من النوم، إلا أنها انتفضت في محلها حينما وجدت من يفتح باب الغرفة عليها، لتجد فريد يقف أمامها واعينه تطلق شرارات لهب جعلت الذعر يدب بداخلها، تراجعت للخلف وهي تحاول ستر ما يظهر منها بخجل وخوف .

تقدم هو نحوها وفي لحظة كان ذراعها في أسر يده
القوية، نظر لها بغضب عاصف ليقول :- أنتِ شربتي يوسف اللبن ؟

هزت رأسها بنعم وهي تقول بتوتر :- أيوة و ....

قاطعها وهو يضغط أكثر على ذراعها حتى كاد أن يهشمه :- أنتِ إزاي تجيلك الجرأة تعملي كدة ؟ بقى عاوزة تخلصي من ابني أنتِ مستوعبة بتلعبي مع مين أصلا !

أخذت ترتعش كالقط المذعور بين يديه وهي تردد :- لا، والله معملتش كدة .

أردف بكمد:- بطلي كدب، كان لازم أعرف إنك بنت مأمون يعني الوساخة بتمشي في دمكم .

المتاهة Where stories live. Discover now