الفصل الحادي عشر

851 88 6
                                    


في وقت الظهيرة دلفت سكن للداخل، وما إن رأت عاصي يجلس أمام المسبح انفجرت باكية وتوجهت إليه، جذب انتباهه صوت بكائها لينهض من مكانه بفزع ويسألها بقلق :- بتعيطي ليه ؟

لم ترد عليه وإنما زاده ذلك قلقًا ليقول بحدة :- في إيه انطقي .

هتفت ببكاء وحروف متقطعة :- أصل.... أصل...
لم تكمل حديثها وتابعت البكاء، ليمسح على وجهه بقوة وهو يقول :- يا بنتي في إيه ؟

أردفت بدموع :- أصل أنا حليت وحش في الشيت، الدكتور عمل امتحان مفاجئ وأنا محلتش كويس .

ارتاح قلبه فقد ظن أن هناك مصيبة أو شيء أكبر من ذلك، ليردد بلطف :- خلاص اهدي .

أردفت ببكاء :- أهدى إزاي، كدة هسقط وأحمد هيعلقني، أنا مية مرة أقولهم طلعوني من الكلية مسمعوش كلامي يشربوا بقى .

ردد بغرابة :- يعني أنتِ خايفة من أحمد مش خايفة على مستقبلك !  بقلم زكية محمد

هتفت بدون اكتراث:- لا أنا مستقبلي مع قرة عيني اللي هيريحني من الكلية دي وقرفها، امتى يجي بقى امتى ؟

ضحك عليها بقوة ليقول :- قرة عينك يا فاشلة، امشي امسكيلك كتاب ينفعك يا أم ملحق.

أردفت ببلاهة :- بقولك ايه يا أجنبي يا طري أنت ما تتجوزني وتكسب فيا ثواب .

اتسعت أعينه بذهول ليردف :- طري ! وقعتك سودة معايا النهاردة.

تراجعت بحذر لتقول:- بهزر معاك يا أخويا إيه ما بتهزرش يا رمضان.

ضغط على شفتيه بقوة كي لا يقوم ويهشم رأسها تلك، غبية هي بكافة المقاييس فهذا شيء لا يمكن إنكاره، ردد بهدوء :- امشي من قدامي دلوقتي.

أردفت بعند :- لا مش ماشية أنا قاعدة في بيت عمي والجنينة دي بتاعة عمي بردو .

ستصيبه بذبحة صدرية لا محال، إن ظل يجادل معها ليقول بضيق :- يبقى أنا اللي همشي واشبعي بجنينة عمك يا غبية .

ألقت الكتاب عليه وهي تقول بشراسة :- أهو أنت اللي غبي وستين غبي كمان .

وقف فجأة وقد جن جنونه، فقد تعدت هذه البلهاء جميع الخطوط الحمراء،  ركضت وهو خلفها لتصرخ بفزع قائلة:- خلاص يا عاصي مش هعمل كدة تاني، يا لاهوتي.

أخذ يلف حولها حول الطاولة وهي تهرب منه لتركض ناحية المسبح وهو خلفها، فتصرخ بمرح حينما كان على وشك أن يمسك بها، لتقوم بدفعه بقوة فيختل توازنه ويقع في المسبح .

أخذت تضحك عليه بقوة ليرشها بالماء وهو يقول بغيظ :- يا رخمة.

تعالت ضحكتها عليه ليشرد هو في هذه الابتسامة، ليشعر بتضخم دقات قلبه بصدره بشكل غير طبيعي.

أردفت سكن بصعوبة من كثرة الضحك :- شكلك تحفة وأنت مبلول كدة، تعيش وتاخد غيرها .

خرج من المسبح ونزع التيشرت المبتل، ليسمعها تصرخ بفزع ليقول بنفاذ صبر:- في إيه تاني ؟

المتاهة Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu