الفصل التاسع عشر

840 90 5
                                    


دلفت ندى شقة أبيها وهي تشعر بوجع شديد قد سرى في جميع خلايا جسدها، وجدت أبيها يقرأ في الصحف لينهض وهو يبتسم لها بترحيب ليقول :- ندوش حبيبتي ازيك ؟

رسمت ابتسامة باهتة على صفحة وجهها لطالما برعت في هذا الدور، أن تظهر للآخرين أنها بخير بينما كل الانهيار والآلام بداخلها، هتفت بحب :- وحشتني يا بابا، عامل ايه ؟

احتضنها بشوق ليقول :- الحمد لله بقيت كويس لما شفتك .

ثم انتبه للقطة التي تحملها ليقول :- إيه دة قطة تاني !

هزت رأسها بنعم لتقول:- ما أنت عارف يا بابا إني بحبهم، فريد جابهالي علشان كدة هسميها فريدة .

ابتسم لها بسعادة فقد ظنت أن علاقتهما قد تحسنت، وربما تأخذ منظور آخر ليقول بود :- طيب يا ستي كويس إنك جيتي يلا علشان نحضر الغدا أنا جعان أوي. بقلم زكية محمد

أردفت بشفقة :- يا حبيبي يا بابا حاضر هحضرلك الأكل حالا .

ردد بحب :- لا متحضريش حاجة مرات البواب جات طبخت الاكل بس هنغرف ونطلعه على السفرة .

اومأت له بخفوت ومن ثم ذهبت معه فليأكل طعامه بالأول، ومن ثم تخبره بهذا الخبر المحزن .

وبالفعل بعد تناول طعامهم والتي أجبرت فيه ذاتها على تناول بعض اللقيمات الصغيرة، هتف مأمون بترقب :- مالك يا ندى شكلك مش عاجبني.

أردفت بتعب :- كويسة يا بابا متقلقش .

أردف بتأكيد:- متأكدة ؟ بصيلي وقولي أيوة.

هزت رأسها بنفي وهي تنظر بعيني والدها لتقول بدموع :- لا يا بابا مش كويسة أبدًا.

قالت ذلك ثم انفجرت باكية وهو يربت على ظهرها بحنو وهو يقول :- مالك يا بنتي فيكي إيه ؟ حد عملك حاجة ؟ قوليلي يا بنتي متخوفنيش عليكي .

أردفت ببكاء :- إحنا، أنا وفريد هنطلق .

ردد بصدمة :- بتقولي إيه ؟ إيه اللي حصل ؟

ردت بدموع :- عادي يا بابا متنساش إن إحنا اتجوزنا إزاي فدي كانت نهاية متوقعة .

أردف بأسى:- حبتيه مش كدة ؟

هزت رأسها بنعم ليتنهد هو بحزن على حالة ابنته المزرية، ظل صامتًا إلى جوارها وهو يفكر في الوصول إلى حل ينقذ هذه المعضلة .

************************************

في الصباح التالي بالشركة دخل أحمد مكتبها كالإعصار وهو يقول بدون مقدمات :-  ممكن أفهم إيه اللي أنتِ عملتيه دة ؟

نظرت له بفزع من دخوله المفاجئ، وما إن طرح سؤاله عليها تظاهرت بعدم الفهم لتقول :- عملت إيه ؟ مش فاهمة .

اقترب نحوها حتى وصل لمكتبها ليضرب بيده عليه بقوة وهو يردد بحدة :- ما تستعبطيش يا هنا، إيه اللي وداكي بيت رحمة ؟

المتاهة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن