الفصل الحادي والعشرون

958 87 7
                                    


استيقظت ندى وهي تلهث بعنف وكأنها في مضمار سباق، ارتشفت من الماء التي بجوارها لتتنهد ببعض الراحة، فقد عاشت لحظات عصيبة في كابوسها ذاك، ذمت شفتيها بأسى أليس ذلك ما سيحدث سواء الآن أم الغد سيتم الأمر، عليها أن تتأقلم وأن لا تنسج آمالًا على جبل من رمل فيخر بها أرضًا.

نهضت من مكانها وتوجهت للخارج حيث وجدت أبيها لتلقي عليه تحية الصباح، ليردها عليها بابتسامة حنونة فجلست إلى جواره وهي شاردة تمامًا مثل كل مرة في الآونة الأخيرة.

نظر لها والدها بصرامة وقد عقد نيته على معرفة ما تخفيه ابنته :- ندى أنا مش هقبل منك سخافات زي كل مرة، دلوقتي عاوز إجابة منك إيه اللي حصل آخر مرة كان فريد هنا ؟

أخذت تتهرب منه بعينيها وهي تقول :- مفيش حاجة يا بابا زي ما قولتلك .

ردد بانفعال كبير :- لا في حاجة وحاجة كبيرة كمان، مخبية عن أبوكي إيه يا ندى ؟

أخذت تفرك بيديها بقوة وهي مترددة في أن تخبره أم لا، ولكنها حسمت أمرها لتقول بترقب :- بابا فريد انقذني من أكرم، جه هنا وكان عاوز .....عاوز يعتدي عليا بس فريد لحقني .

اتسعت عيناه بذهول ليردف :- كان إيه ؟ وازاي متقوليش حاجة زي كدة ها مش أبوكي أنا ولا مش أبوكي ؟

أردفت بحذر وخوف :- والله يا بابا خفت على حضرتك وعلى صحتك.

صرخ في وجهها :- ملعون صحتي على نفسي بس ما تخبيش عني حاجة زي دي .

نظرت للأرض بسكينة ليردف والدها بشك وقد بدأ يجمع الخطوط، عندما كانت تنفر ابنته من مجرد ذكر اسم أكرم أمامها:- ندى هو معملش حاجة تانية ؟ صح ؟ طمنيني يا بنتي ..

بدأت دقات قلبها تعلو وتزداد عن معدلها الطبيعي لتقول بعدم ترابط في الكلمات :- أااا..... أنا.....

مسك يديها برفق يحثها على الحديث ليقول برجاء :- قوليلي يا بنتي وما تهربيش مني زي كل مرة، ليا خمس سنين وأنا عاوز اعرف مالك ما بتتكلميش، ليه مش عاوزة تشيليني همك  ؟ اتكلمي يا بنتي وقوليلي فيكي إيه ؟

سحبت نفسًا عميقًا وزفرته لتقول :- هقولك يا بابا كل حاجة .

سردت عليه كل ما حدث وكل ما عانته طوال هذه السنوات، وما إن انتهت نظرت لوالدها لتجد دموعه تغرق وجهه، ليسحبها فجأة وهو يحتضنها بقوة ليقول ببكاء :- حرام عليكي يا ندى ليه ما تكلمتيش ليه شيلتي الهم لوحدك ما شاركتنيش فيه ليه ؟

هتفت ندى بدموع هي الأخرى:- خفت يا بابا منك ومن الفضيحة اللي هعملهالك.

ردد بغضب مكتوم :- قوليلي وساعتها أنا هقرر هعمل إيه، ليه حكمتي عليا من غير ما تقولي .

أردفت بتبرير :- هو ...هو قالي إنك هتق*تلني لما تعرف وأنه هيقول إن اللي حصل بمزاجي مش غصب عني، وأنا مكانش معايا  حد يشهد علشان كدة سكت .

المتاهة Where stories live. Discover now