في اجواء باهتة ذابلة ذبول الزهور تعتليك الخيبة والإحباط وهناك تختبئ شمس اليوم خلف رماديتا تلك الغيوم البائسة تحرم الأرض من ضوئها الساطع..
بالكاد تتسلل أشعتها بشكل خافت تعطيك شعور بالبؤس وكأن السماء حزينة لحزنك.
على إمتداد ذلك الجسر المطل على نهر الهان تتراقص نسمات الرياح بعنف تهز كيان المار ..وتحمل معها أوراق الأشجار البائسة مضيعة وطنها محملة تلك الرياح بقطرات من الندى التي تبكيها تلك الغيام الرمادية البائسة
أمواج البحار والأنهار مضطربة تعطي لك شعور أن قطراتها العذبة والمالحة تتمنى الهروب من وحش كاسر يستنزفها.
النشرات تحذر العامة أن يظلوا في بيوتهم أثر التقلبات الجوية لكن الأغلب لا يكترث .. ثنائيات وعائلات يسيرون بلامبالاة ومنهم من يهرع لركوب سيارته و الرجوع لمنزله.
بدوا كـسرب من النمل الهارب حينما تهاجمه هجمات ضخمة تفزعهم من بني البشر حينما يجمعون فتات الطعام.
تتراقص مياه النهر بشغف غير مسبوق، كأنه تحمل في طياتها قصصًا غامضة وأسرارًا لا تُكشف لأحد.
على إمتداد جسر بانبو ، تقف فتاة ملتفة بثوبها، تحارب الرياح المتمردة التي تتلاعب بشعرها الأسود كاللهب. أعينها الممتلئة بالشجن تنظر للأفق، حيث يجتاح النهر موجاته العاتية الموجات تصطدم هيكل بناء الجسر كالوحش الهائج ينبش الصخر وترتفع أمواجه مثل جدران من الماء الأزرق العميق. تتساقط قطرات الماء العذبة على وجه الفتاة، وهي تنظر إلى الأعماق، حيث تشعر بالحزن الذي يلتهم قلبها.
تتذكر كيف كان يحمل ذلك النهر دائمًا لها الأمل والتفاؤل، لكنه الآن يبدو لها مخيفًا ومستحيلًا. تظل تنتظر، متأملة في العودة إلى زمن كانت تشعر فيه بالسعادة والارتياح .. ولكن لم يسبق وأن أرتاحت في حياتها ولو لمرة.
