« وقفتُ على حافة الهاوية منهارة. ظلام اليأس يلفني وتأوهات الألم تعصف بي. وفي لحظة ما، ظهرت شخصية غريبة تنبض بالحياة والأمل. كانت عيناه مرآة تعكس الشجاعة والعطف، فلم يكن هناك من يعرفني بشكل أعمق منه. امتدت يده برقة لإمساك يدي المكسورة، وكأن فعلته كانت رمز للأمل في بحر من اليأس. »
✦•✦
ضوء ساطع بأعماق تلك المياه جعل صاحب الكحليتان يفرج عنه مقلتيه وهو يحتضن جسد تلك الحسناء .. مشوش البصيرة بشدة فلا يستطيع تمييز ما الذي يضئ حوله وما الذي يقربن منه..
عقله من صعوبة تمييز ما يراه خُيل له صوت مرأة رنان غنج يصدح بأذانه برنة موسيقية تغذي الروح ، ترنيمات أعطت لعضلاته جسده النشاط ولرئتاه القوى ليبدأ بالسباحة وسط التخبطات الذي يتعرض لها.
حتى خف الضوء الأزرق بشكل تدريجي وهو يسحب جسده وجسدها محاولاً الوصول للسطح لكن بدأ وكأن لا أمل وأن الوصول مستحيل..
حينها بدأ خافقه بـ التسارع في نبضه والضغط على صدره وخلايا عقله ترجع له أخر ذكرياته فـأدرك أنه الوداع لم يدرك أن المياه تحمله ورحمة الرب تنقذه بعد تضحيته بنفسه لأجل بائسة لم تعد تثق به.
وكأخر ذكرى أبصرها أمامه تلك الذكرى التي كسرت له قلبه وجعلته يخسر أعز ما يملك .. ضخت العزيمة عروقه ورغبته في النجاة من الموت مهما كلفه الأمر.
لم يكتب الموت له بعد لا يجب عليه الأستسلام فـهنالك من ينتظر بفارغ الصبر للأطمئنان عليه بل و لديه رفاقه .. سباقاته .. دراجته كل ما يحبه لا زال متمسك بالحياة فقط لأجلهم.
جدف بـسيقانه يحارب بكل قوته للصعود للسطح لأجل ملئ صدره ببعض الهواء ليتمكن من النجاة وقد أبتسم القدر له لـيتمكن من الخروج من قلب تلك الأمواج شاهقاً شهقة قوية يسحب بها أكبر قدر من الهواء لصدره..