Chapter -24-

282 25 23
                                    

RIKI POV

يالهُ مِن عالمٍ واسِع، منعِش، جَميل.
كَم أحبُّ الهَواء، كم أحبُّ العُشب و كم أحِب صَوت العصافِير و رائحة الأزهار التي تداعبُ أنفِي، هل هذَا صوتُ مياهٍ تتدفَّق؟ يا إلاهِي كم أحبُّ هَذا.

فيمكننِي أن أشعُر بصدرِي ينشرحُ و شعورٌ بالسعادةِ ينتشرُ في قلبِي، هذا يجعلُ زوايَا فمِي ترتفعُ ببُطء.

لكِن لمَاذا لَا أرَى شيئًا؟ لا مهلًا أنَا أرَى كلَّ شَيء.
أجَل فها أنَا مع أمِّي و إخوَتي.
كم هيَ جميلةٌ أمي، إبتسامتُها هيَ كلُّ شيءٍ بالنسبةِ لِي.

كم هوَ وجهُها مشرِق، هي ترتدِي فستانهَا الأبيضَ الذِي يجعلهَا تبدُو كالمَلاك، تضعُ تاجَ الزُّهورِ الصفراءِ علَى رأسِي بينمَا تمدحُ وسامتِي، صوتُهَا هوَ أجملُ مَا سمعَتهُ أذنَاي.

ما هذَا الصوتُ الجميلُ الذِي يرنُّ فِي أُذُني؟ أجل صوتُ ضحكةِ والدتِي، أحِب صوتَ ضحِكها، يجعلنِي الأمرُ أشعرُ كمَا لو أنَّ العالمَ جميلٌ و مُشرق.

لكن مهلًا لماذَا وجهُهَا يصبحُ مشوَّهًا؟

أجَل لقد كنتُ و والدتِي فِي هذَا المكانِ المقرفِ لمدةٍ طويلةٍ لا أعلمُ قدرَها.
الرائحةُ مقرفةٌ لدرجةِ أنَّ رِئتايَ تُألماننِي.

و أجل لقَد قامَ أحدهُم بتشويهِ وجهِها لأنهُ يحبُّ مضاجعةَ النساءِ المشوهَات.

أشعرُ بالإختنَاق، أنَا لا يمكِنني تذكُّرُ وجهِ والدتِي، كيفَ كانَ قبلَ أن يشوَّه؟ أعجزُ عن تذكُّر حديثها كلُّ ما أسمعهُ الآن هو صُراخهَا.

أشعرُ بالجوعِ و العَطش الشديديْن، لا أتذكَّر متَى أكلتُ آخرَ مرَّة، لقد بدأتُ ألعَق الأرضَ علَّ الترابَ يملأُ معدتِي الفارِغة.

أغلقتُ عينايَ للحظةٍ و بعدَ أن فتحتُهُما كانَ شخصٌ ما ينامُ فوقَ امرأةٍ عاريَة، من يكُونَان؟
لا أعلم أنا فقَط أشعرُ بالجُوع.

لماذا هيَ تصرخُ كثيرًا؟ إنَّ رأسِي يؤلمُني.

"سأفديكَ بحياتِي يا طفلِي الثَّمين"
صرخَت تلكَ المرأةُ بأعلَى ما تملكُه، أَلا يمكنُها أن تصمُت؟ أنا حقًّا أريدُ أَن أنَام.

أدرتُ رأسِي لهُمَا مجددًا أحاولُ رؤيةَ وجهيهِمَا، يا إلاهِي إنهَا حقًّا قبيحةٌ تمامًا كقُبح صوتِها.

"ألم يعُد بمقدوركِ تحمُّل 5 رجالٍ حتَّى؟ ما فائدتكِ حقًّا؟"

كان ذلكَ الرجُل يضربُها بشدَّة، لماذَا لا يتوقفُ عن ضربِها؟ ربمَا تتوقفُ عن الصُّراخ.

Toxic || RIKI.NWhere stories live. Discover now