الريشة الخامسة

165 43 39
                                    

قد حذرها
قد حذرها و حدثها مرارًا و تكرارًا عن عجزه
لكنها أبت . . .

أبت أن تصدق أي هراء من ذلك
فهو بعينيها !
بطلٌ يهابه الموت ربما ؟
أم ملاكٌ منزل لا تشوبه شائبة ربما ؟
أم ملكٌ بأمره كل شيء ربما ؟

هو لم يكن كذلك أبدًا
بل إنه لشدة ضعفه لم ينظر لمشاكله يومًا حتى

حتى و إن كان نورًا لها
حتى و إن كان قدوتها
حتى وإن كان جل دنيتها

فهو ليس أكثر من عاجز . . .

••••••••••••••••••••

أحبت اللهو معه كثيرًا
كانت دومًا تخرج مسرعة
تركض . . . و تركض
تختبئ بين الشجيرات
أو خلف صخرةٍ
أو تذهب بعيدًا جدًا لذلك الشاطئ
لم تمل يومًا أو تقلق
لأنها كانت تعلم دائمًا أنه سيجدها سريعًا ... !

قد كان يومًا ممطرًا و عاصفًا
و قد أوصاها حينها كثيرًا
أن تؤجل لعبتها لحين غد و وعدها أن يعوضها
و ألا تحزن لذلك . . .
فهو كان يعلم مزاجها الحساس
لكنه كان يعلم أكثر . . .
كم سيكون اليوم شاقًا عليه

ابتسمت كعادتها و قالت بسخرية :

حااااضرة يا سيد !

فما كان منه سوى أن ربت على رأسها و قبل جبينها قائلًا :

عليك أن تعي بأني لست قادر
على فعل كل شيء
في أي وقتٍ و زمان
بالطبع أنا أقدرك أكثر من أي شيء
لكن هناك بعضٌ من الأوقات
عليك أن تراعي فيها قدراتي

دفعته بسخرية :

لكنك تستطيع فعل أي شيء !

تأخر عن عمله . . .
فتح الباب و قال لها بحزمٍ :

لا تدعي الأي شيء يهلكني

ابتسم بحنان وأردف قبل خروجه :

كوني فتاةً مطيعة في غيابي

•••••••••••••••••••••••••••

تأخر الوقت
و أتى منتصف الليل . . .
لكنه لم يعد بعد قد كان الطريق وعرًا لشدة الأمطار حينها

بدأت تشعر بالملل
تذكرت كلامه . . .
لكن غرورها به أعماها
و حينما وصل . . .
كان الأوان قد فات

لأجلك ريشي تسقطWhere stories live. Discover now