انتِحَال إجبَارِي.

Part 10(عدوي القديم)

ربما يجب على الجميع البوح وعدم الكتمان، الكتمان جيد ظاهرياً لكننا نعلم ان استمررنا بالكتمان فنهايتنا لن تكون جيده البته.

يجب ان يصبح لك شخص تستطيع البوح امامه بكل ما يدور في ذهنك وقلبك، تستطيع ان تتحدث بدون ان تفكر في ما ستقوله تتحدث لانك تعلم انه سيتفهم كل شيء بدون تبريره.

كانت تقرأ كلماته الأخيره في كتابه السابق، تسائلت هل يجب بالفعل وجود شخص ما في الحياة، شخص يستمع ويستطيع مشاركتك جميع مشاعرك السيئه والجيده هل يجب بالفعل؟
وان كان يجب فما حكمها وهي لا تمتلك اي شخص مقرب.

الوحده موحشه لكنها اعتادت عليها فبالرغم من وحشتها إلا انها كانت خير الصديقه الدائمه.

لا تلومها على اي شيء لا تلومها عندما يفيض بها الكيل وتبكي لا تلومها على غبائها لا تلومها على افعالها بل كانت خير الداعمه، كلما خلق جرح جديد اخرجت لها لاصقه لتضمد جروحها لم تمل من التربيت على كتفيها اثناء اهتزازهما اثر البكاء.

لكنها تيقن ان كل ذلك ماهو إلا انعكاس لها، هي وحدتها هي من تدعم نفسها هي من تضمد جراحها بنفسها،هي من تستطيع اصلاح جميع ما افسد الاخرين بداخلها.

في ذلك الاثناء شردت داخل ذكرى قديمه.

منذ سبعة أعوام.

كانت تصب كامل اهتمامها على تلك الحروف التي تخطوها تشعر انها ستصبح ذات شأن يوماً ما فهي تمتلك موهبه رائعة، فور انهاء ما بيديها انطلقت صوب ذلك الواقف امام المرأة يهندم ملابسه.
لتتحدث بحماس:

"بابا بص انا كتبت ايه انا قولتلك انِ هكتب قصة رائعه في غضون يومين وفي سنين بقى ان شاء الله هبقى اشهر كاتبه."

لم تتلقى اي رد مما جعل فمها يتقوس بحزن مردده بيأس:

"بابا هو انتَ سامعني؟"

واخيراً اعطاها بعض الاهتمام والتفت إليها قائلاً:

"انا مش فاضي دلوقتي يا آية وبعدين شوية الحروف دول مسمياهم قصة وموهبه روحي ياحبيبتي ذاكري وسيبك من الكلام الفارغ دَ."

قال ذلك وغادر الغرفة تارك خلفه تلك الصغيرة تندب حظها على والدها الذي لا يفوت اي فرصة إلا في احباطها وتحطيم قلبها.

ولكنها لم تستسلم وحاولت مراراً وتكراراً لكنه لم يمل عن تحطيم امالها ودفن افكارها داخل عقلها تحت مسمى(هذه تفاهات ولن تفيدك في شيء ما سيفيدك هو الدراسه وفقط.)

عودة للوقت الحالي.

مرت الأعوام وفقدت والدها وفقدت بجانبه شغفها وحبها للكتابه وحتى ان حاولت الكتابه سراً فهي تسمع صوت داخل اذنها مثل الطنين.

تعلم ان حديثه كان خاطئ ولكن ربما كان به جزء من الصحه او هي من صدقت ذلك، فهي بالفعل ليست موهوبه ولن تصل إلى شيء ولم تكن ستفيدها المحاولات إلا تضييعاً لوقتها.