Part11(سر الخدعة)

7 3 0
                                    

كانت تطلع الى الخارج بعيناها الدامعة تتمنى لو يزول كل ما تمر بهِ بعد زيارة اقارب زوجها الذي اخبرها انها تمتلك العديد من الذكريات برفقتهم، تبغض التعلق بشيء ربما لن يفيدها لكنها تنظر الى النصف الممتلئ للكوب فربما الامر ليس بذلك السوء اقتحم شرودها سؤال أسامه:
"سرحانه في ايه؟"

زفرت ببطئ وقالت:
"في الي رايحينله هيكون في ايه."

صمت برهة طويله حتى ظنت انه لن يجيب لكنه فاجأها بسؤال اخر:
"هتعملي ايه لو ذاكرتك مش رجعتلك؟"

نظرت له بأستنكار وقالت:
"مش عاوزه اتخيل الأسوء مش انتَ الي قولتلي كده برضو!"

نظر لها بنظرات مبهمة هذه المره ثم اعاد نظره الى الطريق من جديد ولكن في هذه المرة اقتحم مساحته سؤالها:

"أسامه هو انتَ بتحبني بجد؟"

نظر لها طويلاً لا يعلم اهو منصدم من سؤالها ام هو تائه يبحث عن إجابة.
هل هو يحبها بالفعل؟
ظل يصارع للوصول الى اجابة لكنه لم يصل لهث في منتصف الطريق واستسلم للضياع استسلم لشعور عدم المعرفه الذي يخبره انه سيظل ضائع داخل ذاته، وكالعاده انصاع للصوت الذي يفيقه لتدارك الموقف حتى وان كان بالتصنع والكذب ليبتسم لها ويقول:

"انتِ بجد محتاجه اجابة كل افعالي معاكِ مش جاوبتك، طبعاً بحبك وتأكدي انِ كل يوم بحبك اكتر."

ردت له الابتسامة لكن باخرى مشتتة لا تعلم ماهية ما حولها هي لا تعلم اي شيء في الأساس.

التقط يداها ووجهها تجاه فمه لاثماً اياها عدة قبلات ثم نظر داخل عيناها قائلاً:

"انا عايز اسأل حاجة بقى."
انتظرته ان يكمل ويخبرها ما يريد فهي في الحقيقة لم تتوقع ان يطلب سؤالها فهو يداهمها باسألته منذ الصباح فما الذي حدث الان.
وبالفعل تحدث:
"من بعد الحادثه الفترة الي احنا عيشناها مع بعض حسيتِ بايه تجاهي بمعنى اوضح انا بالنسبالك ايه او انتِ شايفاني ايه؟"

كانت تنظر له تحاول استيعاب سؤاله تعلم الاجابة لكنها لا تعلم كيف تخرج الأحرف فكانت مثل طفل في الثانيه يحاول التحدث في مرته الأولى لكنها استجمعت شتات نفسها في الأخير وقالت:

"أسامه انا بحبك اصلا."
فغر فاهه لم يتوقع إجابتها ولم يكن سيتوقعها ضاعت احرفه وتبدلت الأدوار واصبح هو المشتت الضائع فكيف احبته كيف!
تمنى ان يحدث اي شيء ينتشله من هنا حتى لا يجيبها لا يعلم ماذا يقول ولكن ما حدث انها من انقذته واكملت حديثها:

"انا صحيت مش فاكره أي حاجة أو أي حد ولقيتك انتَ قدامي انتَ الي ساعدتني واحتوتني وانتَ الي عرفتني انا مين حتى لو انا مش فاكره فضلت جمبي ومستحملني رغم انِ مش فاكراك وبتحاول تعوضني وتطلعني من كل الي انا في بكل الطرق مزهقتش ولو سبتني كل مرة كنت بحس بالضياع كنت بلاقي حضنك ملجئي كل مرة كنت بحس انِ فقدت الامل خلاص كنت بتيجي تطبطب عليا وتقولي ان كل حاجه هترجع زي الاول وان احنا ممكن نعمل ذكريات مع بعض حتى دلوقتي انا مش خايفة لو مفتكرتش انا خايفة انك تزهق من نسياني وتسيبني، لما سألتني اكتشفت انِ بحبك يا أسامه بحبك ولقيت تفسي الي انا مش فاكرها معاك لقيت بقى عندي ولو جزء صغير من الذكريات بفضلك كنت الاول حابة افتكر علشان نفسي دلوقتي انا عاوزه افتكر علشانا علشان انا بحبك يا أسامه."
شعر بشيء ساخن ينزلق على وجنتاه ولم يستغرق وقتاً طويلاً حتى علم انها عبارته، اوقف السيارة جانباً وعانقها يريد ان يخفف ألم قلبه بعناقها يشعر بالذنب يتأكله هل هو حقير الى هذه الدرجة، اعتقد انه عندما يصل الى هدفه سيشعر بالانتشاء والنصر لا الذنب وتأنيب الضمير فما الذي يجري ما الذي يحدث لك يا أسامه، تشفق عليها نعم لكونك تعلم ان لاذنب لها ولكنك حقير وتتلاعب بها.
وفي هذه الدقيقة استطاع سؤال ذاته
، هل انتَ سعيد بوصولك الى هدفك؟
كاد لعقله ان يجيب ولكن قلبه أصمته وقال:
_لا لست سعيداً.
_________________

انتِحَال إجبَارِي. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن