رياح الشتاء

الفصل 29 : جدية

"أنا معجب بك."

الكاميرات تدور، وشياو زان قد خرج للتو من الحمام. وهذا يسبق المشهد السابق حيث كان عليه أن يبتعد عنها. من الألم المحفور بشكل دائم في عينيها وهي تتحدث معه بشكل عرضي، وتشرب المشروبات التي كان يعدها لها.

لقد حرص على جعلها خفيفة، وأقل قوة بكثير مما طلبت، وحرص على استمرارها في الحضور، أحيانًا دون أن تدرك ذلك.

كانت تستدير بعيدًا لإلقاء نظرة على الفرقة التي كانت تعزف في زاوية الحانة، وكان يستبدل كأسها الفارغ بكأس جديد. كانت على وشك أن تضرب الزجاج بمرفقها أثناء تحركها، فالكحول يجعلها مضطربة وخرقاء بشكل متزايد، وكان يحرك الجذع بعيدًا عن الطريق قبل أن يحدث الانسكاب ويخيفها ذلك.

كان يعرف كل شيء عن تاريخها وحزنها ودمارها.

لكنها لم تدرك أنه فعل ذلك.

بالنسبة لها، كان مجرد النادل الشاب اللطيف الذي بدا أنه اتخذها كزبونه الوحيد طوال الليل. لم يهتم بها أحد ولم يهتم هو بأي شخص آخر.

لم تكن تعلم أنه يملك الحانة، وأنه اشتراها بسببها.

بسبب الأمل الغامض في أنها ستعود إليه يومًا ما، وسيلتقي مرة أخرى بالمرأة التي غيرت حياته. المرأة التي كان يبحث عنها طوال السنوات السبع الماضية.

لسوء الحظ، كانت لا تزال مكسورة بسبب الخسارة التي عانت منها، على الرغم من أنها أصبحت الآن ماهرة جدًا في إخفاء ذلك.

كانت عيناها خاليتين من الضوء، وكانت ابتسامتها عبارة عن جهد مهتز ومضني في الود.

لذلك استأذن نفسه للذهاب إلى الحمام... للحظة للتعافي وإبعاد المشاعر التي كانت تهدد بالخروج من قلبه والكشف عن نفسها على وجهه.

عيناه حمراء وضبابية، وآخر شيء يريده هو أن ترى ذلك.

ومع ذلك، كان الأمر لا مفر منه لأنها تركت أيضًا مقعدها في الحانة، وتوجهت إلى هذا الردهة الضيقة بحثًا عن الحمام.

تعرفت عليه على الفور، وضحكت بهدوء في الإثارة وهي تشير إليه.

"أنت!" لقد تمايلت قليلاً، وقد مد يده ليمسك بها.

وهي الآن بين ذراعيه وتحدق مباشرة في عينيه.  ابتسامتها  ناعمة ونظرتها ضبابية من التسمم.

كررت: "أنا معجبة بك"، وسمح شياو زان لمشاعر وجع قلبه عند تلك الكلمات بالظهور على وجهه.

لقد قالت له هذه الكلمات بالضبط قبل سبع سنوات عندما قابلته لأول مرة باعتباره جانحًا، وقد غيرت مسار حياته.

يقول: "دعونا نوصلك إلى المنزل"، ويفكر في رفعها بين ذراعيه حتى لا تضطر إلى الخروج من الحانة.