10

6.8K 261 37
                                    



حنين ناظرتها بصدمه مستغربه وجودها، ونطق شدّاد: روحوا تجهزوا، كلامي معكم بعدين
وتين سفهته ومشت بتدخل ووقفت مكانها من شافت شتلاتها طايحه على الأرض ومنتثره
وشهقت: نعناعاتي!
رفعت راسها لفريده بعصبيه: انتِ سويتي فيها كذا صح؟
صرخ شدّاد: سووا اللي قلت لكم عنه بلا كلام زايد
نزلت وتين لمستوى شتلاتها ترتّبهم وتتلمّس غصن البابونج تتأكد من سلامته
ونطقت حنين باستغراب: مين راح يجي؟
شدّاد تقدم يناظرها بعصبيه: تفهمين الكلام ولا أفهّمك؟
حنين تراجعت ودخلت تبعد عن نظراته، وقامت وتين تنفض يدها
وتقدّم شداد يمسكها من ذراعها بقوه: ما بعد حاسبتكم على طلعتكم، الحقي اختك قبل اكسر راسك
ابعدت وتين ذراعها عنه ومشت تتعدّاه وتضرب كتفها بكتف فريده اللي تراجعت بألم تناظر وتين بحقد
ومشت وتين للغرفة ودخلت تقفل الباب بكل قوّتها
شالت عبايتها وانسدحت على سريرها تناظر حنين اللي شارده
ونطقت حنين: مو مرتاحه من جيّتهم، ليه القرده معه؟
وتين عدّلت جلستها: انا اوريها هالقرده ان ما قطعت شعرها وخيّطت به عبايه
ضحكت حنين، ونطقت وتين بقهر: تقطّعت نص نعناعاتي بسببها!
حنين بتنهيده: انتِ وين وانا وين! كل همك النعناع
قطع عليهم صوت الباب ومشت وتين تطلّ من الشباك تشوف شدّاد يفتح الباب ويستقبل ضيوفه المجهولين بالنسبه لها
تشوف الرجال الغريب ومعه وحده استقبلتها فريده بالأحضان
دقايق ونزلت وتين وخلفها حنين تشوف فريده جالسه بالصالة ومعها ضيفتهم المجهوله
فريده ناظرت وتين: تعالي يا وتين سلّمي على خالتك نجلاء
وتين تقدمت تناظر نجلاء اللي وقفت تنقل نظراتها بينها وبين حنين
ونطقت نجلاء بضحكه: أي وحده فيهم وتين؟
فريده أشّرت: هذي
نجلاء ابتسمت: ماشاء الله، ماشاء الله
وتين رفعت حواجبها بدون ردّ، ونطقت فريده: روحوا سووا القهوه
وتين جلست: سويها انتِ مو انا اللي عزمت
تلاشت ابتسامة نجلاء تشوف تواقح وتين مع فريده واسلوبها
ووسعت فريده عيونها: وتين!
حنين مشت تهدّي الوضع وهمست لوتين: انا بسويها اهجدي
وتين ناظرتها والتفتت لجهة المجلس تسمع ضحكات شدّاد العالية
شدّاد هز راسه: أبرك الساعات
خالد نطق: والله يوم كلمتني اختي نجلاء وقالت لقيت لك بنت انصدمت، مالي الا كم يوم طالع من السجن وانت عارف تفكير الناس
ابتسم شداد: ابد ماهو عيب يا خالد الانسان يغلط ويتوب

بنفس الوقت نطقت نجلاء: أخوي خالد طاح في شلة خراب من سنين وهم السبب اللي خلّوه يتأخر ما يشوف حياته ولا يتزوج
فريده شربت فنجالها بابتسامه: يتزوج يا حبيبتي ليش ما يتزوج
نجلاء ضحكت: وقلنا ندوّر له وحده تصونه ويعقل شوي ويوم كلمتيني وقلتي لي عندك بنات للزواج استانست
وتين شرقت تضحك بصوت عالي وتراجعت نجلاء تمسح رذاذ القهوه اللي تطايرت عليهم من وتين
فريده ناظرت وتين وردّت على نجلاء: صادقه وحتى هو ياخذ له وحده يربّيها من جديد
وتين بضحكه: وش ذا الزواج بكج تربيه ولا وش؟ نتزوج عشان نربّي بعض
وتين كملت كلامها تناظر نجلاء: بس للاسف هالبكج ماهو عندنا
نجلاء عقدت حاجبها ونطقت فريده: نردّ لكم خبر هاليومين
حنين جمد وجهها تستوعب الكلام اللي تسمعه، تدري انهم ماهم ضيوف عاديين، وتدري عن نية فريدة وشداد اللي وقف يصافح خالد ويودّعه
وقفت وتين واحتدت ملامحها من طلعوا، والتفتت لفريده: وش قاعده تسوين يا القرده ما يكفي كرّهتينا بحياتنا طول هالسنين!
وصلها صوت شدّاد العالي: انطمي
حنين تقدمت تسأل بعدم استيعاب: مين هالضيوف اللي جو؟
شدّاد تقدم و رمى نفسه على الكنبه بابتسامه يناظر وتين باستفزاز
حنين بلعت ريقها من نظراته الغريبة، وكرّرت سؤالها: مين اللي كان في المجلس؟
شدّاد ناظر وتين: خطيبها
وسعت حنين عيونها، وضحكت وتين بعلوّ صوتها وتصفق يدينها ببعض
وقف شدّاد وتقدم لوتين اللي سكتت تناظره بابتسامه خافته
شدّاد مسك فكّها يشدّه: يوم تكسرين كلمتي، اكسر عينك
وتين: تنكسر يدك و ما تكسر عيني يا شدّاد
شداد دفعها يكمل كلامه: بعد يومين بيجي الشيخ
حنين رفعت صوتها: أي شيخ! انت مستوعب وش قاعد تسوي؟
شدّاد هز راسه يأشر على وتين: أزوّجها، الا اذا ودك تتزوجين مثلها
وتين نفت: ما بتزوج
شدّاد بغضب: بتتزوجين، جهزي نفسك
وتين ضحكت بسخريه وناظرت شدّاد اللي يناظرها بغضب
وتين تقدمت تحط عينها بعينه: بتجبرني؟ اتحداك
شدّاد صفعها وتراجعت وتين خطوتين وسألت: هذي قوة الاجبار عندك؟ بالهمجيه؟
ورفست وتين الكرسي بصرخه: حتى انا همجيه! لا تختبر صبري لا تختبرني
تراجعت فريده برعب، وطاحت دموع حنين تشوف غضب اختها وتقدم شدّاد بعصبيه: لا تكثرين حكي، قلت اللي عندي و راح تنفّذينه واختك تلحقك وهالمزرعه ماعاد بدفع أجارها وبتطلعون منها
نفت وتين: ما تفهم؟ مابي اتزوج
شدّاد باستفزاز: ليه؟ عرفتي انك تحتاجيني؟ تحتاجين مأوى تعيشين فيه واللي أنا وزوجتي موفّرينه؟ تحتاجيننا؟
عقدت حاجبها وتين، وكمّل شدّاد كلامه يتحداها: ما قلت لك؟ حاجتك عندي وبتعيشين طول عمرك انتِ واختك تدورون العيشه وما تعيشونها، هذا انتِ ترفضين الزواج بنفسك ورضيتي بالعيشه عندي
جنّ جنون وتين تسمعه يسرد سمومه ويختم كلامه: بتعيشون تحت ظلّي، مالكم احد بهالحياه غيري انا و فريده
ابتسمت فريده بانتصار و رصّت وتين على أسنانها تشوفه يضحك بسخريه ويرجع يجلس براحه وتسمع ضحكة فريده الخافته
حنين تقدمت تمسك ذراع وتين تخاف من غضبها وتهوّرها
وهمست حنين: وتين لا تسمعين له!
وتين شدّت على يدها تناظر شدّاد، وهمست حنين: وتين تكفين
شدّاد التفت لوتين اللي نطقت: بتزوجه
وسعت حنين عيونها بصدمه: وتين!
وتين اللي ما شالت عينها عن شدّاد: بتزوجه مو عشانك، عشان اثبت لك و لقردتك انك نكره بحياتنا
سكت شدّاد يشوفها تتقدم له وتوقف قدامه بتحدي: بتزوجه عشان اثبت لك ان لا أنا ولا حنين نحتاجكم
حنين طاحت دموعها وتقدمت تسحب وتين اللي صرخت على شدّاد: ما نحتاجك تفهم؟
سحبتها حنين لغرفتهم ودخلت تقفل الباب وتقدمت وتين بغضب ترمي الاغراض اللي على التسريحة وتنثرها بالأرض وتسندت تاخذ نفس
ومسكتها حنين تلّفها لجهتها: وتين انجنيتي!
وتين جلست على السرير وغمضت عيونها بقلّ صبر
ومشت حنين تجلس قدامها وطاحت دموعها: ناظريني وتين
وتين ناظرت حنين وعيونها المدمعه ومدّت يدها تمسح دموعها: لا تبكين
حنين بقهر: لا تغيرين الموضوع، مستوعبه وش سويتي؟
وتين هزت راسها: مستوعبه
حنين نفت: انا مو مستوعبه! كيف خليتيه يلعب بعقلك وسويتي اللي يبيه هو وزوجته
وتين رفعت حاجبها: ما سويت اللي هو يبيه! سويت اللي أنا أبيه
حنين بترجّي: لا تظلمين نفسك وتسوينها، مو قلنا بنحقق أحلامنا ونطلع من هالمكان؟ خلينا نتحمل هالفتره بس
نفت وتين: ما راح اتحمل اعيش معه بعد كلامه
حنين نطقت بقهر: وتين بنطلع من هالمكان بس مع واحد خرّيج سجون! ما تسمعين كلام اخته عنه؟ طايح بالخراب وفوقها أكبر منك بعشر سنوات
وتين ناظرتها بصمت و قامت تدخل الحمام، وغمضت حنين عيونها تمنع بكاءها
ثواني و قامت حنين وطلعت من الغرفه ونزلت لشدّاد اللي يكلم بجواله
وقفت مكانها تسمعه: الله يحييكم بعد يومين موعدنا والبنت موافقه
حنين عضت شفايفها، وقفل جواله ورفع راسه لحنين وابتسم: لا تزعلين ماهي طايره اختك بتعيشين معها جهّزي أغراضك
ناظرته حنين بقهر تشوفه ياخذ مفتاحه ويطلع وطلعت خلفه فريده اللي ما زالت ابتسامة الانتصار مرسومه بملامحها
وشدّت حنين على يدها تختنق بأنفاسها وتبلع كلماتها المحبوسه بصدرها بحرقه
جلست على الدرج ولمّت راسها وغمضت عيونها تحاول تستوعب حجم المصيبه اللي طاحوا فيها
تجهل وش ينتظرهم بكره، وتخاف منه، تخاف من الأمان اللي كانت تعيشه مع اختها و في ثواني تبدّد من حولها
و الأحلام اللي كانت ترسمها مع اختها اختفت من صفحتهم وبقت بيضاء وكأنها أوهام.


غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن