19

6.4K 301 41
                                    




التفتت وجد بتمشي وطاحت عينها على وقوف مشاري بملامح شاحبه و لاحظت وتين شحوبه
وجد نطقت بتوتر: مشاري!
وهمست وتين لوجد: أنا بروح للبنات
مشت وتين تتعداهم وتقدّم مشاري لوجد اللي ارتبكت من فهمت إنه سمع كلامها عن سعود
ونطق مشاري بقهر بان بنبرة صوته: تحبينه يعني؟
وجد عقدت حاجبها بدون ردّ، وكرّر مشاري: تحبينه؟
رفعت وجد أكتافها تجهل الرد وتنحرج من فكرة إن مشاعرها صار يدري مشاري بها
ناظر عيونها يعرف إجابتها من لمعَتها، يفهمها وهو اللي يفهم كل تفاصيلها من صغره، يفهم إن قلبها مال لغيره وحبّت غيره، و فهم إنها مستحيل تشوفه مثل ما عيونها تشوف سعود
تراجع مشاري ونادته وجد والتفت لها بصمت
ونطقت وجد باحراج: الكلام اللي سمعته مني، مابي أحد يدري عنه
تعدّاها مشاري يختفي عن أنظارها ومشت وجد لجلسة البنات مستغربه وضع مشاري و ردة فعله
جلست بجنب وتين اللي التفتت بهمس: وش صار؟
وجد ناظرتها باستغراب: توقعته بيطقطق علي ويفضحني بس سألني اذا أحبه و راح!

مشى مشاري يرجع لطاولة تميم اللي جالس وبيده محفظة مشاري
ناظر محفظته وصور وجد بيدين تميم اللي رفع نظراته لمشاري
تميم نطق: نسيت محفظتك
سكت مشاري، و سأله تميم: صور وجد وش تسوي بمحفظك؟
مشاري: لقيتها طايحه
قاطعه تميم يقوم من الكرسي اللي ارتدّ يطيح على الأرض
وتقدّم يعدم المسافه بينه وبين مشاري: لا تكذب!
صدّ مشاري، ونطق تميم يشد على الصورة بين أصابعه: هذي ثاني مره! ثاني مره أشوف صورتها عندك
بلع مشاري ريقه وكمّل تميم: قلت يمكن جت الصوره معه بالغلط، بس هالمره في محفظتك! لا تكذب ليش صورة وجد عندك؟
مشاري ناظره ثواني ونطق: احتفظت بالصورة لأني أحبها
تقدّم تميم يلكم مشاري اللي تراجع يطيح بالأرض بألم
واعتلاه تميم يشد على ياقته يردّد بين أنفاسه: اختك، عاملتها مثل اختك يا كلب ما تناظرها بهالطريقة
تراجع تميم من حس بيدّ عناد تبعده: تميم! وش جاك انهبلت؟
وقف مشاري يمسح الدم عن وجهه بألم ورفع نظراته لتميم اللي يناظره بحدّه وعقد عناد حاجبه يناظر حالتهم الجديدة عليه
كانت المرة الأولى اللي تنمدّ فيها يد تميم على مشاري، المرة الأولى يرتفع حسّه عليه بهالحدّه والمرة الأولى اللي يتضاربون فيها بدون ما يضحك مشاري
لانت ملامح تميم من لمح لمعة عيون مشاري اللي مشى يتعدّاهم يتجاهل نداء عناد له
مشى مشاري لمواقف السيارات يترك الفندق خلفه، يترك شغله ويترك وجد و حبّه، وياخذ معه خيباته وآلامه ولسعات جروحه
ركب السيارة وتسنّد يغمض عيونه يتذكر نظرة تميم وغضبه عليه
شال بقلبه حبه لوجد وحزنه ولا شكى ثقله لين لمسه تميم بيدينه، انكسر قلبه وما تحمّل ثقل العتاب ونظرة الخيبة من أخوه وخويّ عمره.
عناد التفت لتميم: وش فيك!
تميم صدّ بتنهيده، ونطق عناد: وش اللي صار بينكم فهّمني!
تميم نفى بدون رد ومشى يدخل للفندق تحت نظرات الاستغراب من عناد
ومشى عناد يناظر جواله و يتصل على مشاري وتنهد من وصله عدم الرد
تلفّت حوله يدوّر البنات ولمحهم جالسين في آخر الجلسات
وقف مكانه يناظر وتين من بعيد وابتسم بخفوت يلمحها تسولف وتضحك معهم باندماج

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن