16

8.4K 398 49
                                    



في صالة الفندق الضخمه اللي امتلت بالحضور
انتشروا الموظفين والمتدربين بزوايا الصالة يشرفون على الترتيبات
من ضمنهم وجد اللي ناظرت حولها بارتباك وحماس بنفس الوقت
تعيش حلمها لأول مره بمكان ضخم وكبير مثل ضخامة حلمها
التفتت لصوته: تحتاجين مساعدة؟
وجد ناظرت سعود اللي مشى يوقف جنبها: بغيت أشيّك على عروض المسرح بتبدأ بعد شوي
سعود هز راسه: عرض البيانو جاهز توني شيكت عليهم
وجد ابتسمت بامتنان والتفتت تناظر الحضور جاهله عن نظرات مشاري اللي واقف بمسافة بعيدة لكنه يلمحها، يلمح ابتسامتها ووقوف سعود بجنبها
صدّ يشد على يده يهدّي أعصابه، والتفت لصوت تميم: ترا مو ماكل شيء، تبي أجيب لك من البوفيه شيء
نفى مشاري: بعد شوي باكل
هز راسه تميم ومشى باتجاه طاولة البنات: اكلتوا؟
حنين التفتت لصوته تشوفه يناظرها، وردّت هاجر: بعد العرض بناكل
تميم: بتّال موصيني تدخلون للبوفيه قبل الزحمه
وقفت هاجر يتبعها وقوف تهاني: أجل خلينا نقول لأمي ونروح
هز راسه تميم والتفت لحنين اللي ما زالت جالسه: وانتِ؟
حنين حكت جبينها: بنتظر وجد ووتين وأكل معهم
وسكتت حنين تناظر وقوفه قدامها والتفتت تبعد نظراتها
ونطق تميم: كلامك قليل دايم ولا بس معي؟
حنين نفت: لا بس ما عندي شيء أقوله
تميم ناظر حوله، وتقدم يجلس يترك بينهم مقعد فارغ
وابتسم تميم: أو انتِ تتكلمين مع الخيل أكثر من الناس؟ وش السر؟
حنين ضحكت تغطي فمها بيدها والتفت تميم يناظر رقّتها وهدوءها
حنين: أنا عشت عمري أحب الخيل من الأفلام التاريخية، من بطولات الخيل العالمية، من الروايات والقصائد ومن المتنبي يوم قال "الخيل والليل والبيداء تعرفني"
ابتسم تميم يسمعها تكمل كلامها: حبيت الخيل وهو كان بالنسبه لي خَيال، و حبيته أكثر وهو واقع
تميم بتفكير: يعني أول خيل حبيتيه في الواقع هو الرعد؟
هزت راسها حنين بالإيجاب، وابتسم تميم: بعذره حبّك من أول مره
حنين بضحكة: ليه؟
تميم: على قولة وجد، شمّ فيك ريحة الحب
ابتسمت حنين بحياء، وصدّت تناظر المسرح وتسمع عزف البيانو
يربكها وجود تميم بجنبها وتربكها كلماته ونظراته لها
أما في جهة ثانية من الصالة، مشى مشاري و عينه على وجد اللي واقفه مع سعود
مشاري نادى: سعود!
سعود التفت له، وأشّر مشاري: احتاج مساعده تعال
وجد: أجي معكم؟
مشاري نفى: خليك في هالجهة يمكن يحتاجون شيء منك، أنا وسعود بنروح عند المدخل
هزت راسها وجد ولوّح لها سعود ومشى بجنب مشاري يبتعدون عن وجد اللي تسندت وتكتفت تناظر حولها

في نفس الوقت عند عناد اللي عقد حاجبه وتحرّك بانزعاج من حس بالكمادة الباردة على جبينه
وتين: لا تتحرك
عناد فتح عيونه يشوفها جالسه جنبه ومنشغله تمسح الكماده على جبينه وتمرّرها حول رقبته تخفف من حرارته
تنهد عناد يأنّ بألم، وناظرته وتين بعقدة حاجبها تشوف خموله وإرهاقه
غفى بتعب وتركت وتين الكماده على جبينه ومرّرت يدها تمسح قطرات المويه من على خدّه وطرف رقبته
وبيدها الثانيه سنّدت كفها على خدها، تناظره بهالقرب لأول مره
تلمس الدفء بيدينه وملامح وجهه، وكأن داخله مُشتعل لهب لين صار خارجه دافي
التفتت حولها من حسّت بالكائن اللي يمشي على السرير
وهمست تسحبها لحضنها: نعناعه!
ابتسمت تشوفها تدفن نفسها وتغمض عيونها: حتى انتِ تعبانه ولا تقلدين صاحبك المعتوه؟
التفتت لعناد اللي ما زال نايم، مرّ الوقت وهي تنتظر و ما غادرت مكانها ولا شبر، مسكت جوالها تنشغل فيه دقايق ودقايق ثانية تبدّل الكمادات له بهدوء

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن Donde viven las historias. Descúbrelo ahora