23

6.4K 332 27
                                    




دقايق ونزل مشاري يسمع دعوات الجدة حصة: روحوا عسى ربي يزرع دربكم ورد
مشاري نفى: مابي أسمع كلمة ورد بعد اليوم يمه لو ينزرع شوك راضي
ارتفعت ضحكاتهم، ومشى مشاري يشوف تميم يركب سيارته مع وجد بعد ما بدّل ملابسه يستعدون لاجتماع بتّال
والتفت مشاري يتجه لسيارته، ونطقت وجد: ما راح تجي معنا؟ دربنا واحد
تميم ناظر مشاري بصمت، ونفى مشاري: بروح مشوار سريع قبل الاجتماع وبجيكم

في سيارة عناد
ابتسمت وتين تناظر تشابك يدينهم وتسرق نظره لعناد المبتسم يناظر طريقه المجهول بالنسبة لوتين
التفتت تشوف مبنى الدفاع المدني على يمينها ورفعت حاجبها: ماخذني لدوامك تستهبل؟
عناد ضحك يلف السياره للشارع الثاني تحت نظرات الاستغراب من وتين، لانت ملامحها من وقف السيارة قدام واجهة المحل الكبيره تقرأ اسم اللوحة واللي كانت "جَناح" والتفتت لعناد بذهول
ونطقت: مو من جدك!
عناد ضحك يشيل حزامه ويناظرها: انزلي يا بنت سلطان، تحسبين البراشوت لحاله اللي يطيّر؟
ناظرت وتين المحل بعيون لامعه، وأشّر عناد: هناك جَناحنا
نزل عناد ونزلت وتين تشوفه يفتح باب المحل ووقف ينتظرها تدخل قبله، مشت وتين تخطي أول خطواتها لحلمها مع عناد
ناظرت المكتب والمانيكان بالوسط يحاوطه ألوان الأقمشة اللي ترتبت بالرفوف يتبعها الآلات الخاصة للخياطة والتطريز اللي اختارتها مع عناد في البحرين
رفعت نظراتها للوحات المُعلقة على الجدران والديكورات والإضاءة اللي اختارها عناد بعناية
ونطقت بذهول: عناد!
عناد: اخترت هالمكان لأنه قدام دوامي، و تعرفين إني حولك و حواليك
ضحكت وطاحت عينها على الدرج اللي يودّي للدور الثاني
ومسك عناد ذراعها يصعد معها فوق
وابتسم يأشر: هنا مكان راحتك، خليتها صالة وغرفة نوم في حال احتجتيها
وتين ناظرت الغرفة بذهول والتفتت لعناد اللي يناظر الأثاث برضى
و مشى للوحه المُعلقه وعقد حاجبه: ركّبوها مايله
ناظرته وتين ثواني وهو يفك مسامير اللوحه يحاول يعدلها
وتقدمت تسحب ذراعه والتفت لها يشوفها تحاوط رقبته وتحضنه بصمت
ثواني وابتعدت بدون ما تترك حضنه وناظرت عيونه: خسرت أشياء كثير، خسرت طفولتي و أبوي وأمي، خسرت آمالي وبعض أحلامي، لكني كسبتك!
ابتسم عناد، وكمّلت وتين تمسح كفها على خده: وحتى لو خسرت جَناحي، انت جَناحي و طيري وسماي
ضحك عناد من فرط شعوره يسمعها تعبّر له بكلماتها لأول مره، كانت تسكت دايم و تعبّر له بأحضانها و لمساتها وهالمره تلمسه بيدينها و بحروفها وتزعزع سكون قلبه ونبضاته
عناد نطق يسرد لها شعوره: عاندت فيك الصعب والشدّة والظروف، و سكنتي قلبي وأنا ما سكن قلبي طول عمري غير جمر ولهب، إذا أنا جَناحك انتِ وتيني
وتين لمعت عيونها: عناد
نطق يلبّي نداءها: وتينه
وتين: أحبك، أحبك عِناد للجمر واللهب وعناد للشِداد وللظروف
اتسعت ابتسامته يناظر لمعة العسل بعيونها، وناظرت وتين خط خده وغمازته و مدت يدها تتلمّسها برقّه
تعلّمه إنه جناحها العنيد وما تطير إلا معه، ويعلّمها إنها وتينه النابض ما ينبض وما تطفي نيرانه إلا بها
ينسج الريش على جناحها بعد كسره، وتضخّ هي الدم في وتينه بعد ما ضخّ فيه الرماد سنين طويلة.

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن