26

6.7K 316 43
                                    



ابتعدت هاجر عن الباب من وصلها صوت خطواتهم القريبة تدل على خروجهم، وأسرعت بخطواتها لغرفتها
ووصلها صوت أمها فاطمة: هاجر ما تبين غداء!
هاجر اللي أخفت ملامحها: معدتي تعورني
تنهدت فاطمة وجلسوا يلتمّون حول طاولة الطعام بنفس الوقت اجتمعوا الشباب في بيت الشعر مع حاتم و راجح اللي جلس يتوسّط المجلس، يبتسم لصخبهم وضجّتهم اللي يحبها
أما في الصالة ناظرت حصة حولها: وين هاجر؟
فاطمة: معدتها تعورها
حصة عقدت حاجبها تاخذ صحن لهاجر: ماهو عندي هالكلام! قولوا لها حصوص ما يهنى لها بال لين تاكل هاجر
ابتسمت وتين وقامت: اعطيني أخذ لها صحنها
مدّت لها حصة الصحن: الله يرضى عليك يا بنتي
ومشت وتين لغرفة هاجر اللي جلست على سريرها تحس باختناق أنفاسها، ما زالت تحت تأثير صدمة الكلام اللي سمعته عن جدّها
التفتت لصوت الباب وطلّت وتين بابتسامه: نداء خاص من حصوص
صدّت هاجر تمسح دموعها ودخلت وتين باستغراب تترك الصحن على الطاولة وتسرع بخطواتها لها
وجلست جنبها بقلق: هاجر؟ وش فيك تبكين!
هاجر نفت تحاول تتماسك لكن دموعها خانتها و صوتها يخنقها
وبكت باستسلام وتقدمت وتين تحضنها: بسم الله عليك
شهقت هاجر بألم تبكي خوف على جدّها وخبر مرضه اللي نزل عليها مثل المويه الحاره تلسعها وتعوّرها
وتين تراجعت: علميني وش فيك؟ مين مزعّلك ادعس بطنه
هاجر نفت ببكاء، وتقدمت وتين تمسح دموعها: علميني
هاجر نطقت بصوت مختنق: أبوي راجح
عقدت وتين حاجبها: وش فيه؟
هاجر بكت تغطي ملامحها ما تقدر تبوح لها، وتنهدت وتين تسحبها لحضنها تهدّيها من انهيارها ورجفتها
ونطقت هاجر تاخذ نفس: أبوي راجح تعبان
وتين بقلق: وش فيه!
هاجر مسحت دموعها برجفة: ورم في الراس
وتين وسعت عيونها بصدمه، وكملت هاجر: سمعت أبوي يتكلم معه عن ورم و علاجات، ما قدرت أشوف ولا اسمع شيء ثاني بعدها حسيت الدنيا ضاقت علي
شهقت هاجر ببكاء، ومسحت وتين على ظهرها تهدّيها رغم رجفة دواخلها، ما مرّها الخبر بسهوله، تدرك تعلّقها في راجح رغم معرفتها القليلة فيه لكنها تشوف فيه الأب اللي فقدته ويقلقها تعبه و يزعّلها
وتين نطقت تواسيها بثبات: ما تدرين عن التفاصيل يمكن الورم في بدايته! يمكن له علاج ويتشافى بحول الله وقوته اذكري الله
هاجر هزت راسها تهدّي نفسها و تذكر ربها بهمس
ومدّت وتين يدها تاخذ الصحن: يالله مابي أنزل لهم لين اتأكد إنك أكلتي

فتح باب الاسطبل بعد أيام من الغياب، دخل يناظر مكان الرعد فارغ ووقف يناظره بشرود، تقدّم لباقي الخيول يشيّك عليهم
يعطيهم أكلهم وينشغل بترتيب المكان
والتفت لصوت مشاري: أبو الرعد
ضحك تميم: لقب جديد هذا
هز راسه مشاري يناظر مكان الرعد: نجدّد ذكر الطيب
تميم تنهد: والله المكان فضى
نفى مشاري يأشر على الخيول: و ذولي؟ يملون العين
ابتسم تميم يفهم مواساة مشاري له من ليلة موت الرعد كان مشاري يخفّف عنه بطريقته
التفت مشاري يسولف له، وقاطعه تميم: مشاري
ناظره بفضول، وكمّل تميم: اسف ياخوك
مشاري سكت يناظره يعتذر له رغم إنهم قفلوا الموضوع بطريقتهم وتناسوه بعد كل اللي صار إلا إن تميم ما نسى و شال شعور الذنب بصدره كل يوم
كمّل تميم: ضربتك وعوّرتك قبل لا أفهم شعورك، اعذرني
قاطعه مشاري يحاوط كتفه: ما بين الأخوان اعتذار، حتى انا فقعت راسك بصحن الفواكه وما اعتذرت
تميم ضحك: لأنك ما تستحي
مشاري التفت يشوف بتّال يمشي باتجاههم وأشّر: هذا اللي ما عنده كرامه تونا كاسرين راسه ويجيك يضحك
بتّال سمعه: هذي السماحه
نفى تميم: هذي الثوَاله
ووصلهم صوت وجد: تجتمعون في الاسطبل بدون وجد بدري عليكم!! وسعوا الطريق
ابتسم مشاري يشوفها تمشي باتجاهه تبتسم له ويفزّ قلبه لها
والتفت تميم للبنات اللي اجتمعوا في الحديقة ومن بينهم حنين
جالسه على كرسيّها تناظرهم في الاسطبل من بعيد
ناظرها ترفع خصلاتها خلف اذنها من يحرّكها نسيم الهواء، تسرق نظره له ويبتسم لها وترتفع نبضاتها لابتسامته الواضحه لها
كان المكان صاخب بضحكاتهم، من الحديقة للاسطبل لبيت الشعر اللي طلع منه عناد يتسند على جذع النخله بجنبه
يناظرهم من بعيد عاقد حاجبه، يلمح جلوسها بينهم تلاعب القطاوه بين يدينها وتبتسم لسوالف البنات رغم شرودها الواضح له، يفهم و يدري إنها مو على بعضها و ضايق خاطرها.

غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن