بِغداد-

14 3 0
                                    

أسقنَي من نفسِ ساقِ خيبتُكَ
من بغداد أو من معشوقكَ،

.
.
.
.

تركتُ أدمعي لسماءِ بغداد
وتركتُ حُزنَي ليجتمعُ في غُيومِها
فتنزُلها هي بدلًا من جفافَ صحرائي
مشاعرَي أُغلقتَ كأغلاقِ السدَ عن نهرِ بغدادِ
قَلبَي تَشوهَ كما تُشوهَتَ الزُهورَ خائبةٌ من مصدرِها
الشمسُ من كانتَ تُغذيها أحرقتها
فهلَ الومَ بغدادَ .. أمَ شَمسُها ؟
نزفَ ذلكَ الجرحَ مرارًا ولمَ يشفهِ مُعالجًا
نزفتُ بقدرِ دماءَ جُثِثِ مَجزرةِ الصلاحَ ..
وقُلتُ لنفسِي هذا يكَفي أم أنَنَي لم أكتفِ بالعذاب؟
دُموعٍ تنهارُ ولا أدركُ السلامَ
كطفلٍ يَلعبُ في شارعِ العراقَ مُتجولًا باحثًا عن الراحةِ والأمان
فلمَ يجدهُ في أي مكان ،

أذهبُ لمسجدٍ لأجدَ راحتَي فأقتلُ لانَنَي لستُ من أتباعِ الإسلام بنظرهم
قُلتُ لنفَسي ؛
"هذا وأنا كُنتُ على دينِ الله فماذَا أفعلُ الآن
هلَ أعتبرُ شهيدًا أم مقتولًا من أصحابِ البلادَ؟"
فهلَ تلكَ خيانةً من بغدادَ
أم من عاشوَا فَيها؟

فأسقنَي ماءًا فأنا أمُوتَ عطشًا
قلبَي ماتَ فلمَ يعدَ لي نبضًا
قَبلنَي حُبًا فأنَ خُوفي بات مُعلقًا
أدفنَنَي بينَ جُثِثِ احبائي فأنا بِتُ شهيدًا
أعتنَي بِتُربتِي فريحةِ الوردَ قد تُنسينِي همًا
عُشتُ وحيدًا
ولمَ أعدَ كذلكَ بعدَ الآن
فأنا قدَ قتلتُ شهيدًا
والله قدَ أراعنِي في عدن
بتُ طيرًا ولم يعدَ لي همًا
لا في الركِضِ ولا في الحُزنِ ولا في حُبكِ أموتَ شوقًا
فأنا أصبحتُ مُدللًا
واللهِ يا بغدادَ أن كُنتُ حقدتُ ومُتُ حاقدًا
فلنَ أحقدَ عليكِ بلَ قلبَي يكرهُ أصحابكِ بشدةً.

مُنْفَصلII-Where stories live. Discover now