٤٣| المٌ لابد منه.

32 6 9
                                    


«ماذا حدث عندما كنت في الخامسة عشر من عمري؟.» كان هذا اول سؤال اسئله لعمي عندما وصلنا، أفكاري تأتي وتذهب.

اليوم يجب أن اعرف كل شيء يخص والداي، عائلتي، الاشياء التي لا اعرفها، يجب أن اعرف اكبر قدرٍ ممكن من المعلومات.

لن اتهاون هذه المرة.

«اكاسيا؟.» تحدثت رايلي مستغربة، لأقطب حاجبّي. «مالذي تخفونه عني؟.» تحدثت منفعلة في وجه عمي الصامت، ليوقفني ماركوس من سريره. «توقفي اكاسيا، مالذي تعنينه بما حدث في الخامسة عشر من عمركِ؟.»

«مالذي تخفونه عني؟ هل حقًا عائلتي كانت حية عندما كنت في الخامسة عشر من عمري؟ ولما لا اذكر شيئًا من هذا؟ هل حقًا شهدت انفجار المركز بهما؟.» كنت أتحدث، وفكي يرتجف، وجسدي كذلك، اريد ان اعرف.

لا احتمل المزيد من الأكاذيب والاقاويل السخيفة.

اين كانت عائلتي؟ لما حدثت اشياء كهذه معي؟ لما لا اذكر شيئًا؟.

اريد ان اعرف، لا اريد كذبًا يا عمي، ارجوك لا تخذلني هذه المرة.

أخبرني..

«عمي.» نظر لي متفاجئًا لبرهة، ثم تنهد اطول تنهيدة وأعمق تنهيدة اسمعها، ليومأ. «هناك ما لا تعرفينه، أنه كذلك أمرٌ يخص وثائقكِ وعدم التعرف عليكِ كذلك، وبما أن الأمر آل إلى هذا الوضع، اعتقد ان علي اخباركِ.» شهقت عمتي، ثم نظرت له. «جيمس؟.»

اومأ هو لها ليبتسم. «اكاسيا أصبحت في وضعٍ يجب أن تعرف فيه هذا.» رمشت، والقشعريرة احتلت جسدي، لينظر لي مجددًا، بنظرة ثاقبة.

«اول ما يجب أن تعرفيه، هو انكِ فقدتِ ذاكرتكِ في عمركِ الخامسة عشر.» شهقت، ووضعت يدي على قلبي.

فقدت ذاكرتي؟.

«اعرف، هذا صادم، ولكن القصة طويلة، ولكن مايجب أن تعرفيه، انكِ التقيتِ بعائلتكِ قبل وفاتهم بساعاتٍ فقط.» قشعر جسدي، وارتجف فكي، التقيت بوالداي؟.

«كانت ماريكا وقتها تتحدث معهم، تحاول إقناعهم بالعدول عن هذه الأبحاث، ورغم ذلك هم رفضوا، وفي تلك الأثناء، ظهرتِ أمامهم فجأة، واضطروا لإفقادكِ ذاكرتكِ في تلك اللحظة.» كان يتحدث، رغم أن حديثه مختصر، الا أني اكتشفت الكثير من الآفاق، الحلقات المفقودة التي كنت اجهلها.

«جميعنا نعرف أن تأثيرات قدرات البطاقات تكون متأخرة بساعة، ولحظكِ انتِ، قبل انقضاء الساعة، آخر ما رأيتيه، كان انفجار المبنى امامكِ، وعائلتكِ بداخله، وقتها كنا معكِ، وحاولنا تهدئتكِ، ولكن بطاقة والدكِ أتت بمفعولها، وفقدتِ ذاكرتكِ على إثرها، وبهذا بدأنا بإخباركِ كل شيء حدث معكِ من عدا لقائكِ بعائلتكِ، لأنكِ كنتِ بدون وثائق..» طالما كان عمي يتحدث، واجفاني كانت ترتفع مع كل كلمة، فكي يكاد يهبط للأرض.

Case Closed | أغلقت القضيةWhere stories live. Discover now