البارت التاسع والعشرون

327 10 0
                                    



<< بـ المسَـتشفـى ، غِـرفه الليِــث >>
دخَـل الممرض وسرعان ما بلع ريَقه بتردد وهو يشِوف ذيَـاب قدامه ، ابتسم بوجهه وخَرج لأجل يظِن ذيَـاب انه غَـلطان
كان ماسَك ايِـد الليّــث عشان يحس بـ اي حَركه تنبهه انه بيصِحى وبـالفعل فز من مكـانه من شَدت ايِد الليَـث على ايده
فِتح عيونه وهو يناظَـر بالفراغ لثواني وسرعان ما رجع غمضَها وهو يعقِد حواجبه
يحَـس بظهره متصُلب ولاهو فـاهم شيء ابداً ، حتى مو قادر يرفع نفسه شوي عشان يجَلس
الليّــث وصِوته رايح لكن يعرف الايَد اللي معه زين ؛ ذيَــاب ؟
ذيَـاب وهو يمسك دمَوعه ؛ هنا ياولَد العم !
الليّــث وهو متِوقّع او متأكد انه مَو سليم تماماً ؛ ابجَلس !
هز ذيّاب راسه بالنفي ؛ ارتاح الحين بعدين تجَلس ، وش تحس !
الليّــث وهو تحرك شوي ويحس بـ شوك داخل ظهره ؛ ذيااب !
زفّـر ذيَـاب وهو يشوف وجهه الاحمَـر ؛ تآمـر !
ساعده وهو يجَـلسه ، كان ملاحظ تعابيِر وجهه اللي تتغيَـر من شِده المَـه بس ما يقدِر يقول له شيء
اخَذ نفس لثَواني وهو يناظره ؛ ذيّــاب !
شتت انظاره بعيَد عَنه بعدم مواجهه ، ما وده يَـتواجه معه ابداً
الليّـث وهو ما يقدر يحَد نبَرته ابداً ؛لا تتعبَـني يا ذيّـٰاب !
زفّـر ذياب وهو يجَلس ؛ انت بخيَـر ؟
الليّــث وهو يغمَض عيونه ؛ شفت وجهك راح عنّي الخير ، قم اذلف
ابتسَـم ذيّـاب غصب لان الليّـث ما يتحمَـل الاهتمَام الزايَـد ؛ طيب بس جالس هنا ترا !
ناظره الليّــث وهو بيسأل عن كيَـان وترَاجَـع
ذيَـاب وهو يحِك حاجبه ؛ جَـات المَـدام اول مع ابوها ! ابَوك قال لها اذا صحَي الليّــث نبلغَك !
هز الليّـث راسَه بالنفي ؛ اعرفَ لي تصالحت معه او لا ، وشف وش الجديد ما عاد فيني حيل !
ذيَـاب وهو يشِوف الدكتور داخَل ؛ بـ أمرك
الدكتِور بابتسِامه ؛ كيَف الحَال يا ليّــث !
فتح الليّـث عيونه وهو يناظره لثِواني والنَوم يداهمه ؛ عطَيني اللي عنَدك
الدكتِور بهدوء ؛ الرصاصه اثَرت على ظهرك كثير ، ما بتقَدر تمشي وتِوقف مثِل قبل هالفتره كلها وتحتاج علاج طبيعي ، ولو اجهدت نفسك اكثر احتمَال ما تقَدر تمشي نهائياً ، فاهم علي ؟
الليّـث بهدوء ؛ طيب
ناظر فيه ذيّـاب لثواني وهو يرجع انظَاره على الدكتور المستغَرب
الليّــث ؛ متِى الخروج ؟
الدكتَور ؛ الصباح يصير تقَدر تخرج ، بس على مسؤوليتك ! والافضل انك تظَل هنا وتبدأ العلاج عشان ترجع تمشي بأسرع وقت !!
لف الليّــث نظره لـ ذيّـاب اللي فهَم مباشره انه بيخَرج الصبِاح
خرج الدكتور وبعده ذيّـاب بعد ما ساعد الليّــث ينسدح
_

<< السَـاعه 11 ، بيَـت الليّــث >>
جَـالسه بتملل وأوس قِدامها يطقطق بجواله ،
قام أوس ؛ ذيّـاب جاء !
قامت وهِي تدخَل للداخل ، كلّمهم ذيّـاب ان الليّـث بيرجع البيَت الصبّاح وبيبدأ علاجه هنا
ذيّـاب وهو يشِوفهم يركبِون المسَـار لجَل يمِشي الليّـث فيه ؛ كِذا تمام !
هزت الممرضه راسهَا بـ ايه ؛ اساعده لو حابين!
أوس بهدوء ؛ يكَفي تعلميِن زوجته !!
ابتسَمت الممرضه وهِي تروح لـعند كيِـان بعد ما أشر أوس على مكانها
ذيّـاب ؛ كيَف سلطان يا أوس
أوس ؛ سلطان رجّع القضيه ، وسحَب شكوى عزيز غَصب عنه ، باختصِار جالس يمشي برغبتها وبعقله !
ذيّـاب بشبه ابتِسامه ؛ يعني ما به طلاق !
ابتَسـم أوس بهدوء ؛ دامهَا رافضَه تبعَد عنّه ما فيه !
ابتسَـم ذيَـاب بخفوت ؛ عين العقل !
ضحك أوس وهو يشوف الممرضه خارجه ؛ علمتيِها ؟
الممرضه باستغراب ؛ ما يحتاج ، تعرف كيّف تضمَد الجرح وتعرف تساعد بالمشي ماشاء الله !!
ابتسـم ذيّـاب بهمس ما سمعَه الا أوس؛ كذا تصَير زوجه الليّـث صح طيب !
خَـرج ذيّـاب وهو يرجع للمستشَـفى لعنِد الليّــث ، وأوس راح يِودّع كيان وخرج لـ شغله
_

<< الصَـباح ، بيَـت الليّــث >>
جَـالسه وتنتظِره على احَـر من الجمَـر ، داهمها شعِور غَريب وهِي تشوفه نازل ومستنَد على كتَف ذيّاب ، استغَربت انه هو وذيّاب بس بدون بقَيتهم
جَلس ع الكُرسي المُتحـرك وهو يرجع راسه للخلف ، وذيّاب يدفه
ركضت للغرفه الثانيه لجل تشوفهم وبنَفس الوقت ما يشوفها ذيّــاب
ابتسَـمت لثواني من قِوه علاقـتهم ببعض
ذيَـاب وهو يدخَل ايديه يرفِع الليّــث ؛ وحَـش ما عليك !
الليّــث بسخَريه ؛ بتدخَل النَـار بسبب تعَـزيزك لي صدقني !
ضحك ذيّـاب وهو يحاول قَد ما يقدر ما يحسس الليّـث بشيء او يعاتبه لحد ما يُشفى تماماً ؛ تآمـر على شيء ؟
هَـز الليّـث راسَـه بالنفي ؛ تسِلم !
ذيّاب وهو يترك علاجات الليّـث وضماداته ؛ انا قريب !
الليّـث اللي ما يدَري بوجود كيان اساساً وعلى بَاله فيه ممرض ؛ احَل شغلي بنفسي ، روح شغَلك !
خرج ذيّـاب وسرعان ما رجَع الليّـث جسده للخلف ، ما يدري كيف مسك العلاجَات اللي بجنبه



وهو يرميهَا بقوه ع الارض ؛ يلعن ضعفك يا لييث !! يلعنه !
وسعَت عيونها وهي تشوفه انفعَل بهالشكَل ، ما كانت تتوقع انه اثَر فيه لان أوس قال لها كيف تعامَل مع الدكتِور وكأنه مصَاب بـ زُكام او غيَـره
اقتَربت من عنده بهدوء وهي تشَوف الابتسِامه الساخره على وجهه
الليّـث بسخريه وهو مو مصَدق وجودها ؛ موجوده يعني ؟
جلست بجنبه وهي تمسك ايده ؛ زعلان مني يعني ؟
ناظرها لثواني وهو يشتت انظاره بعيَد ، كل هالرضا اللي يصيبه من يشوف عيونها شلون يقوى يزعل عليها
الليّـث بهدوء ؛ ارجَعي مع أوس ، واذا ما ودَك بالطلاق بعد لا ارجع مثِل اول تجين عندي !
هزت راسهَـا بالنفي وهي تشَد على ايده بتردد ؛ بظَل عندك ، مو زوجتك ؟ مكاني مو جنبك ؟ انت قَلت لي قولي كلمه وحده بس وابن امه ما يفّرقني عنك ! طيب انا اقول لك الحين ابغى اظَل معك ، انت بتبعدني ؟
الليّـث وهو يكره نفسه انه بهَالضعف جسَدياً وقَلبياً ؛ لا ترهقَيني !
كيَان برجاء ؛ انت اقوى من اني ارهقك ، مو ولَد عزام انت !
زفّـر الليِــث لثواني ؛ كيَـان
وقفِت قدامه ؛ قالوا لي من اول ما يجي ابدي معه ، يلا تعال !
ناظرها لثواني بعدم فهم وسرعان ما فَهم انها هي اللي بتساعده يمشي ؛ مستحَيل ، اجلسي مكانك ما تتحملين !
هزت راسهَـا بالنفي ؛ مستهَين فيني كثير ، جّرب طيب ؟
الليّــث بهدوء ؛ اجلسي مكانك
تجاهلت وهِي تساعده يوقف ؛ اذا ما شَديت حيلك بتتعبني ، لا تعاند !
زفّر الليِــث وهو بالكَاد يرفع نفسه بمساعدتها ، ما يقدر يسِوي ظهره اللي منحني من قِوه العمليه وهالشيء يحسسه بالضعَف اكثر ؛ اجلَـسي !
هزت راسها بالنفي وهي تسنده من قِدامه وايديها تحت ذراعه ؛ يلا
ناظَـر فيها لثواني وهو يشِوف خط السيّر والحواجز عن يميِنه ويساره ، تمسكه مع ذراعه كل شوي وهو بكل بِطء وعجَـز يحرك رجِوله ، خطواته ثقيِله جداً وشبه معدومه وهو يحرك رجل لكن يعجَز عن الثانيه بس تساعده كل شوي
ما كَان يناظَرها من شده الشعِور اللي يجتاح داخله من خجل واستحقَار لنفسِه انه بهَالضعف لكن ابداً مو استحقار انه بحاجتها
تمسكه من ذراعه من يتّرنح شوي وهي تسنده ، تبِتسم وكأنها تبَين له انها اقَوى من كلِ شيء لكن شعوره اقَوى منه بكثيِر
كيَـان بابتسِامه خفيفه ؛ ليّــث ؟
كان يناظرها بِدون لا يحكَـي وهو يحّرك رجوله بتثَـاقل ، شَد على ايدها بعدَم وعِـي من مشَى خطَـوتين وراء بعض وسرعان ما ابتسَـمت بفّرح
كيان وهي تشَد على ايده ؛ قلت لك او ما قلت !
رغم انه كاره نفسه ، الا انِه حابّ قربها ومساندتها له ، احساسه بالحاجه لها ما كان ضعف بالنسِبه له قد ما كان قِوه ودافع اكثر له انها بجنبِه ومعه
ابتعدت عنه بمسافه وهي تقّدم ايديه شوي ؛ يلا
مشَى خطوه وهو مو قادر ع الثَانيه لانه مو مستند لا عَليها ، ولا علِى الحواجز اللي بجَنبه
ابتسمت وهي تناظره ؛ تقَدر يلا !
هز راسه بالنفَي ووجه يتغيّر للون الاحمَر من شده غضَبه على نفسه ورجَوله اللي ما تطيعه ؛ ما اقَدر !
سنّدته وهي تمسك ذراعه ؛ تقَـدر يلا !
عض شفته لثواني وهو يعجز يحركها او يتقدم ، يعجز تماما
حركّها بعد جمود لـ ربع ساعه تقريبا وبتحريكه لها زفّر بقوه وكأنه كان بحرب وخرج منها ، رغم ان خطواته كانت متباعده ، وقليله وبين الخطوه والثانيه وقت طويل ، الا انها مبتسمه له بكل الاحوال ، يكفي ثقل جسده وهي تسنده كيف وهي تظل ساندته لربع ساعه وأكثر عشان يتحرك خطوه ما تعتبر خطِوه اساساً من صُغرها
ابتسَمت كيان وهي تناظره بفرح ؛ كملّنا ساعه ! ترتاح ؟
هَـز راسَه بـ ايه لكن ما عنده طاقه يمِشي للكنبَـه ابداً
مسكت ايديهَ وهِي تثبتها ع الحـاجز ؛ انتظَـر طيب !
ناظَـر فيها لثواني وسرعان ما فهم قصَدها وهِي تجيب الكُرسي المتحَـرك
كيَـان وهِي تسنده ؛ يلا ؟
جاهَـد نفسه وهو يلف جسَده بتثَـاقل بمساندتها
كانت تعَرف انه معصب ، وتعرف انه مو راضي يبين بهالضعف قدامها او قدام غيرها لكَن رغم ذلك معه
انحنَت وهي تقرب بترفعه لجل يقِوم عن الكَرسي المُتحرك ويجلس ع الكنبه ،تقابل وجهه بوجهَـا وسرعان ما ابتسَمت له من حست بغضبه من حركتها انها بترفعه ، ما تدري كيِف طاوعتها نفسها وهِي تقبّل خده ؛ سامحتني ؟
ما رد عليها وهو يحاول يرفع نفسه بقدر الامكِان ، كان يكبت صراخ الم كثير بداخله وعروق عُنقه تكفيِ توضِحها لـ كيان
سدحِته ع الكنبـه وهي تجلس بجنبه ، ما كانوا يحكون الاثنين لكن بينهم حِوار يدور بـ شكل ثاني ، بعيِونهم بس ، تعرف بغضبه وعصَبيته الحين ، وهو يعرف بحنيّتها وحبُها اللي بدأ يرتسم على وجها وملامحها له ..


قربت بتتكلم وقاطعها صِوت رسَاله جات على جَـوالها ، قامت بعد ما أشَـر لها الليّـُث بعيونه بانها تشِوف وسرعان ما ابتسَـمت وهِي تشوف انها توصيات كثيره من أوس ارسلها له ذيّاب من صحوه الليّـث لحد نومه
الليّــث بهدوء ؛ جيَـبي لي مويا !
تركت جوالها وهِي تروح تآخَـذ له مويَـا ، انحنـت وهِي تآخَـذ علاجاته اللي رمَـاها بالاول تحَطها فوق راسه
الليّــث بهدوء وهو يرفع نفسَـه على كوعه بس ؛ مو مجبِوره !
كيَـان وهيِ تسند راسَــه بـ ايدها؛ قل بسم الله واسكت !
الليِــث بسخَريه ؛ بدينا ؟
ابتسمت بخفه وهي تشّـربه وايده اليمين فوق ايدها ؛ ما تتركني ابدأ اساساً !
كان رافع نفسه على ايده اليسَـار ، وايده اليمَين فوق ايدها ؛ روحَي نامي الحين !
هزت راسها بالنَفي ؛ ما فيني نوم وبَظل عندك اساساً !!
زفّر وهو يسنَد نفسه للخلف بمساعدتها ، تنهَد من الالم اللي يِداهمه ، غمَض عيونه وهو يحسَ بـ ايدها بـ وسط ايده ، وده يشَد عليها لكن ابداً مو قادر من التعَب اللي يحتله ووده بِالنوم بس
ابتسَمت بخفوت وهِي تتامَـل ملامح وجهه ، قربت بتقِوم عنه لكنه بدون وعي شد على ايدها
كيَـان برعب من انه اجهَد نفسه : لا تجهَـد نفسك !
الليّــث وهو مو في حاله يتكّلم ؛ خليك هنا !
ابتسَمت وهي تشَد على ايده ؛ هنَـا !
غمَـض عيونه باريحَـيه وسرعان ما غفِى من شده تعبَه ، ظلت تنَـاظره وتتأمل بملامحه اللي تحبّها رغم انِ كِل انَش بجسِده فيه جرح وعلامه ، لكن بنظَرها ما تِزيده الا حلاوه ..
_

<< بـ المسَـتشفى >>
غمضَت عيونها بتعب وهِي تشوف عبَـدالرحمن جاي
عبَدالرحَـمن وهو يمسِك ايدها ، يتوقع منها الصّد لانها حملَت بعدَم رضاها ؛ جميِــله !
ما ردت عليه وايدها على بطنَـها ، رفع ايده بهدوء وهو يحَطها على ايدَها
عبَـدالرحمن بحنيِه ؛ ما اغصَبك على شيءِ ، بس اتملَكك لحالي ما يزبط ؟
فتحت عيونها وهي مو قادره ترد عليه من كثِر قهرها منه
عبَـدالرحمن بهدوء وهو يحط ايده على بطنَـها ؛ ما اتوقع انِك ما تبين ، ولا اتَوقع انك تتخَلين عن نعمِه جات لعندك ، ولا اتوقع ابداً تحرميني من اني اصير ابو للمره الثانيه، وتحَرمين ميهَاف من شعور الاخَت الكبيره !!
بكت وهي تغطي وجها بكفوفها ؛ قلت لك ما ابغى ! ليه تجبرني !
عبَدالرحمن بهدوء ؛ لان عنَادك ما بينكسِر الا كذا ، تعبتيِني حيل !
جميّـله بحُنق ؛ بنّـزله!
هَـز راسَـه بالنفي ؛ مع الاسف لا !
رفعت ايده وهي ترميها بحضنه بعيد بجمود ؛ لا تقّربني !
ابتسَـم بخفوت وهو يناظرها ؛ على امرك بس ما بتجهضِينه لو وش !
تكَره حركاته بشكِل مو معقول والحين زادها هالحمَل كُره له لانِه مو برضاها .
_

<< بَـيت ابِـو قاسم >>
جالسه وتطقطق بـ اصابعها بتملل وهي تسمع نقَاش امها وابِوها
ام قَـاسم بسخريه ؛ غصب تتمرد سلطان رافعها فوق راسه والليّـث مو اقل منه بالتطبيِل لها !
ابِو قَـاسم ؛ بس الصراحه انها بنّت رجال ، لو هي تبَي الطلاق صدق كان تركت الليّـث الحين وراحت مع ابوها !
ام قاسم بسخريه ؛ ما حسبَت الليِث يكون بالحاجه لجل توقف بجنبه تبيها تتركه ! متمسكه بياقته ما تفك الحيّه !
خوله بهدوء ؛ الحين انتو مالكم ومالهم !
ام قاسم بحده ؛ احنا من متى عندنا حريم يروحون المستشفى لا انصاب واحد منا وصارت له مصيبه ! من متى؟ جات وخّربت كل اللي حنا ماشين عليه من سنين !
خَوله بابتسِامه عريضه ؛ لو مو الليّـث سامح لها ما سّوت كذا ، اكبر دليل ان الليّـث يحبها هو انه ضارّب بالكل في الارض عشانها وانتِ بلسانك تقولين انها جات وخربت كل اللي ماشين عليه من سنين ، ما خربت شي بس بطّلت تسمع للعقليات اللي هنا وصارت تسمع لقلبها بس !
ابَو قاسم بحده ؛ عجيب والله ، لا استخفيتي اقول !
رفعت كتوفها ببراءه ؛ ما قلت شيء باطل!
ام قاسم ؛ صدقتي انها تحبه عاد ! تحبه مصلحه بس !
ابِو قاسم ؛ ما ظنتي مصلحه ما تحتاج منه شيء !
خوله ؛ والله انكم مهتمين فيها اكثر مني !
ابَو قاسم بسخريه ؛ ملكتك لا قام ولد عمك على حيله ، جو خطبوك مني رسمي امس العشاء !
وسعت عيونها وهي تناظره ؛ كيف ؟
ابَو قاسم ؛ كيف والله قِلتي لي انك راضيه عن الولد وانا قلت لهم طيب وجو خطبوك رسمي ، ما فيه خطبه حريم لان امَه متوفيه ! وخالته بتجي وقت قريب تتفق معاكم
خوله بتمثِيل للنسِيان ؛ وش كان اسمه ؟
ابَو قاسم ؛ مشعَـل
قوست شفايفها وهي تقوم ؛ ايه عرفته خلاص
ابو قاسم باستغراب ؛ كيف ؟
ابتسمت بغباء ؛ اخته تصير صديقه كيان زوجه الليث عشان كذا عرفتهم يعني !
كشرت ام قاسم من نطقت خوله بـ " زوجه الليّـث " ؛ والخيبه فـ الليّـث ، وفـ زوجته !
ابَو قاسم بحده ؛ ساميَــه
كشرت وهي ترجع جسدها للخلف ، وخَوله صعدت لغرفتها
ابتسَمت وهِي تدخل الغرفه بانبَساط كبير بداخلها ،


شافته مره مع تولين بـ السوق واخَذ قلبها من اول مره ، رغم انهم ما احتكوا ببعض ، ولا تحاكوا ولا طاحت عينه عليها اصلاً ومصدومه من الصَدفه الاكثَر من غريبه انه خطَبها فجأه بس ما يهمَها ابداً
_

<< بيَـت ابِـو مشعَــل >>
جَـالس ويدندن بِـروقان ، بالامس العشِاء راح هو وابِوه لـ ابو قـاسم وطِلبوا ايَـد خوله منه رسميَ ، ابوه حاكى ابِو قاسم قبِل وقال لهم بشاَور البنت ، وفعلياً وافقت خَـوله واول ما رَد عليهم ابِو قاسم بالموافقه ، العشاء راحو خطبوها منه رسمي
جلست بجنبِه وهي تناظره ؛ وش سَر الابتِسامات !
مشَـعل بابتسِامه وهو يلف عليها ؛ ابَد بتزّوج ، ما تفرحين !
تَـولين باستغراب ؛ مين ومتـى !
رفع حَواجبه ؛ انتِ مو عايشه معانا بنفَس البيت ! اللي سألتك عنها قبل !
توليَن بفهاوه وهيِ تتذكر من قال لها مشعَل عنها ؛ مشعل كيف عرفتها انت !
ضحك وهو يقوم ؛ مالك دخل ، خالتي بتجي ترا !
كشرت تولين وهي تلف عنه ؛ يع !
مشعَل بابِتسَـامه ؛ ما ودك تخرجين ؟
زمت شفايفها لثواني ؛ الا ياليَـت والله ، البس ؟
هز راسَـه بـ ايه ؛ انتظرك !
خرج بروقان وهو يركب سيارته ويدندن ، شافها مره مع قَـاسم وهِي تلاعب عُدي ، رغم انها كانت بنقَابها الا انه انجَذب لناحيتها بدون لايدري ليه ، من وقتها حطها بباله وعرف من تولين انها جميَله بعد ، وبما انها تَربيه ال عُدي ما بتِكون الا بنِت اصِول
_

<< بيَــت العميَـد نايف ، العشاء >>
لبسَـت عبايتها وهِي تنزل ركض ؛ يلا
العميَـد نايف وهو يشوفها تركض؛ بشَـويش يا بنت !
تَـرف ؛ يلا يلا يلا
العميَـد بابتسِامه ؛ يلا من قَدك بـوديك بـبدله الدوّام !
تَـرف بابتسِامه ؛ اوه يعنَي بصيَر اكسِترا هيبه !
ثامـر وهو يمسك ايدها ؛ بجَـي معاك
تَـرف بابتسَامه ؛ تعال معي عادي ، بس معانا جـود !
كشّر لانه ما يحب صَديقه ترف اللي اسمهَا جِود ابداً ؛ لا مب جاي !
ضحكت وهي تشوفه راح يركض لغرفه امه ، خرجت وهِي تلحق ابِوها
ركَب وهو يرد على أوس ؛ ايوا أوس
أوس ؛ طال عُمرك وين القاك
العميَـد نايف ؛ تعال عند الكوفي اللي بـ شارع الـ...... ، نروح سوا
وسعَت ترف عيونها لانه بنفَس المكان يَلي بتقَـابل فيه صحباتهَـا
رفع أوس حواجبَـه باستغراب ؛ تمام ، بنداوم دوام رسميَ؟
ضحك العميَـد ؛ لا تعال باللي عليك
ابتسم أوس لان ما في حاله يلَبس بدلته ؛ تمام ، تآمر على شيء ؟
هز العمَيٰد راسه بالنفي ؛ تسِلم ، فمان الله
تَـرف ؛ ليه تقول له تعال !
العميَـد بسخريه ؛ على طريقي !
كشرت وهي تشتت انظارها بعيد ؛ كريه !
العميَـد نايف بطقطقه ؛ الله يزوجك اياه !
تَـرف بسخريه؛ يع ، بعدين المفروض تبغالي احسن واحد بالدنيا مو الخيبه اللي معاك !
ضحك العميَـد ؛ ما تعرفينه لجل تحكمين !
ترف بملل ؛ عشانه يعرف يمسك السلاح واستخباراتي معاك بيصير ملاك صدقني ، لا يقهر معليش !
العميَد نايف وهو مو قادر يكبت ضحكته اكثر ؛ بكّاك صح !
وسعت عيونها وهي تلف على ابوها بذهول ، ارتجفَت كل خلاياها بخوف من ابوها انه يدري ان أوس شافها بدون حجاب او نقَاب ؛ ايوا
العميَد بابتِسامه عريضه ؛ اشهَد انه رجِال والله ، جاء واعتذر مني قال اعذرني يا طويل العمر صرخت عليها وهاوشتها بس مو عن قصد ! قلت له معذور وكانك تبي اسفل فيها الارض بحسِبه اختك هي !
وسعت عيونها لثواني ؛ ترا انا بنتك مو هو ولدك !
العميَـد ؛ والله يا ذا الـ أوس صار بحسِبه الولَد واغلى !
كشرت بسخريه ؛ الله لا يخيب ثَقتك فيه !
ناظرها لثواني بشَـك ؛ شايفه منه شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهِي تعدل نفسها من قَربوا من الكوفي ؛ لا بس ما احبه !
العميد بتعجّب ؛ من طالب منك حبه اصلاً ، اعقلي !
ضحكت لثواني وهي تستوعب انها تحاكي ابوها ؛
آسفين يا طويل العمر ، تآمر على شيء ؟
ضحك العميَـد وهو يوقف ؛ انتبهَي لنفسك بس !
ابتسَـمت وهِي تنزل وابِوها معاها ،ابتسم من شاف أوس وهو يمِشي لعنده
كشرت تَـرف وهِي تشوف كتفه ؛ مو آخر الاوجَاع يارب !!
أوس باستغراب ؛ فيه شيء مهم هنا ؟
هز العميَد راسه بالنفي ؛ وصّلت البنت وعشان قريب من بيتكم هنا قلت مره وحده نروح سوا ، تعال !
زم أوس شفايفه وهو يمشي لخلف العميَد ؛ يلا !

شهقَت جود وهي تضغط على ايد تَـرف ؛ ياويلااه هذاا من الحلو هذا !
تـرف وهي تحاول تفك ايد جود اللي تقرص ذراعها ؛ جود !!
حطت ايدها على راسها ؛ لا اله الا الله ، لا اله الا الله من الحلوين !
تَـرف وهي تشوف أوس يلتفت ؛ الله يهديك اسكتي !
وسعت جَـود عيونها وهِي تشوفه جَـاي يمشَي لناحيتهم ؛ ج ج ج جاء !! جااء !
حاولت ترف تفك ايد جود اللي مفَهيه بـ أوس عن ذراعها بعدم فائده ؛ الله لا ياخذك اتركي !

تعدَا من جنبهم وهو يدخل لجِوا ، اخذت جود نفس لثواني وهي لو يتعدا من جنبهم مره ثانيه احِتمال تموت من كثِر " خقّتها " عليه
ضربِتها ترف وهِي تجلس ع الطاوله بحُنق كبير
جلست قدامها وهي تشوفها كشَرت ؛ لا يكون حقكَ !
وسَعت عيونها وهي تضربها ؛ خير اظنه متزوج مدري خاطب اصلاً !
كشرت جود وهِي تتأمله ؛ ياخساره هالزين اكيد زوجته مو حلوه ، دايم الحلوين حظهم طايح !
تَرف بحُنق ؛ تجنن مو بس حلوه ، مع اني ما شفت الا عيونها لكنها حلوه حلوه !
جَـود ؛ دايم اللي عيونهم حلوين مب حلوين ، ماعليك يارب يتفركشون ويخطبني !
وسعت تَرف عيونها بعدم استيعَاب وهي تضرب على ايدها ؛ حياتي قولي بسم الله ! اشربي مويا تكفين وش تفكيرك ذا !
جود وهِي تشوف أوس يكّلم العامل بعد ما اخذ قهوته ويبتسم له ؛ اه ياقهري يا حّر قلبي ع الحلو يحاكي العامل ولا يحاكيني !! وش اسمه !
تَـرف ؛ أوس
كان متعَدي من جنب طاولتهم ومعه قهوته وقهوه العميد ، رفع حواجبه من سمع اسمهَ منها
وسعت عيونها وهي تغطي وجها بطرف ايدها من كثَر الخجل اللي تحس فيه ، عرف انها ما تناديه وانما قالت اسمه لسبب ثاني ، ضحك بداخله وهو يخرج
تَـرف وهي شوي وتبكَي ؛ الله يفشلك مثل ما فشلتيني ! الله يفشلك !
تعالت ضحكات جود وهي تشوف ترف تصد بوجها للجهه الاخرى ؛ يعرفك ؟
تَرف بفشله ؛ من قراده حظَـي يعرفني !!
ضحكت جود وهي تغمز ؛ دامه وقّف يعني حافظك ، متى ارقص بعرسكم؟
كشرت ترف ؛ وقّف عشان ابوي مو عشاني ، وترا
امشي !
ضحكت جود وهي تغمز لها ؛ علينا ؟
كشرت ترف وهي تلعب بجوالها بتجاهل تام لها
_

<< بيَـت الليّــث >>
جالسه ع الكُرسي المنفرد قدّام الليّــث اللي متمدد وبجنبه امه ، وقدامه ام قَاسم وجنبها ام ذيـاب
ما كَان عاجبه الوضَع ابداً وهو يحس بـ نظرات ام قَاسم المتكرره لـ كيَـان
الليّــث بهدوء وهو يناظرها ؛ كيَــان
فهَمت قصِده من عيونه انها تعَدل له المخده خلفه ، قامت وهي تروح لجنبَـه ، عدلت المخّدات خلفه وهو كان مستقصد يقربّها منه بهالشكل
الليِــث بخفوت ؛ جيبي جوالي وتعالي هنا !
ابتسمت لثواني وهي تاخذه، جلست ع ذراع الكنبه فوق راسه
كيَـان بخفوت وهي تقرأ اسامي الاشخاص اللي مكلمينه؛ ذيّاب ، ويوسف ، وحمَزه ، سكرتير واحد ، ورقم غريب وعبدالرحمن ، عمّك محمد وفيه كثير بس شكلهم مو مهمين !
ام ذيَـاب بابتسِامه ؛ يخليها لك يا ليَـث !
اكتفى بانه يبتِسـم بشكل زاد من احراج كيَـان اللي تسوي نفسها ما تسمع
كيان وهِي تشوف حمَـزه يتصِل ؛ حمزه يتصَل !
رفع حواجبه بقروشه ؛ وش كان كاتب ؟
رفعت كتوفها بلا معرفه ؛ كاتب ٨ رسائل ، اخرها واللي واضح من برا كان الحمدلله ع السلامه !
زفّـر بهدوء ؛ ردّي !
وسعت ام قاسم عيونها لثواني وسرعان ما ارتاحت وهِي تشوف كيان ترد وتحطه عند اذن الليّــث ، كانت تظَن ان الليّــث بيخَليها تحـاكَي هالشخص اللي اسمه حمَـزه
الليّــث بهدوء ؛ ايَـوا حمزه !
حمَـزه وهو ينفَـث الدخان من فمَه ؛ الحمدلله ع السَـلامه ، ماتشَـوف شر !
الليِــث ؛ الشّـر ما يجيك ، وش عندك ؟
ضحك حمزه من اسلوب الليّـث الجاف وهو ما يجامل احد ابداً ؛ احاكيك من أمس ولا ترد ، بما انك ما تجامل حتى بالتعب وش صار على موضوعنا !
الليّــث بهدوء ؛ عنَـد عمي محمد ، تفاهم معه !
زفّـر حمزه وهو يناظر الباتر ؛ بس احنا اتفقَنا معاك !
الليّـث بهدوء ؛ انا اتفَقت معك بكلام عمّي محمد بالشرقيه لانه ما كان موجود ، الحين انت هنا ، وعمي بعد هنا رح الشركه وبتلقاه !
حمزه بتفكير ؛ خلاص تم ، تآمر على شيء ؟
الليِــث بجمود ؛ فمان الله !
سكّرت كيان وهي تحط جواله بجيبِها ، ناظرها بخفوت ؛ ما خلصت !
كيَـان وهِي تعدل المخده يلي خلفه بهمس ؛ فيه عيال اعمامك وفيه اعمامك اللي يريد الشغل يتحاكى معاهم !
ابتسمت ام الليّــث اللي سمعتهم وجالس يزيد اعجابها بـ كيان اكثر
ام قَـاسم وهي تشوف المسَـار ؛ عندك ممرض او ممرضه يا ليِــث ؟
الليِـّث؛ عنَـدي كيَـان
ابتسمت ام ذيّـاب وام الليّــث بالمثل ، يعرفون طبّع الليّــث ويفهمون تلميحاته .
توردت ملامحها لثواني وهي تو تستوعب كل شيء ، من لما ناداها تعدل مخدته ، والحين كلمته " عنَدي كيان " كان يقدر يقول لا ويسكت بس حاّب يوضح لـ ام قاسم انها سنَده وحَرمه وايِده اليمَين بنفَس الوقت
ام ذيّــاب وهِي تسَلم على الليّــث؛ جاء ذيّــاب ، ما تشَوف شَـر يمه !
الليّــث ؛ الشَـر ما يجيك !
قامت كيَـان وهِي تـدخل للداخل لان ذيّـاب بيدخل ، ابتسمت تلقائياً من سمعت الليّـث يضحك وهِي مبسوطه ، ضحكته كانت عاليه بشكَل يبين الانبساط فيها لكنها خافت على ظهره لو زاد بضحكه شوي ، ام الليّـث بتظل عندِهم هالفتره لان بـالها مو متطِمن وكيان اقـنعت الليِـث بهالشيء بعد عِراك طويل بينهم انها امِه ولازم يطّمن بالها عليه
خرِجت بعد ما ناداتها ام الليّـث وهي تشوف الليّـث معقَـد حواجبه وايِده على جبيِنه ..

بين ضلع وروحWhere stories live. Discover now