الفصل السابع

314 27 4
                                    

التصويت والتعليق يا حلوين متنسوش

لفصل السابع،

-هيا انجزي يا عزة، كل هذا تأخير؟
هتف بها عمران وهو جالس في قلب الصالة بانتظارها، فوصله صوتها من داخل الغرفة:
-خمس دقائق يا عمران ولن أتأخر.
ردد من خلفها بسأم:

-مرة أخرى خمس دقائق يا عزة، سينتهي اليوم ولن ننتهي من خمساتك ولا تأخيرك.
وصله صوتها هذه المرة برجاء:
-لن أزيد يا عمران على هذه الدقائق تحمل وانتظرني.
زفر مطولًا ليردف لها من تحت أسنانه يكظم غيظه:
-سأنتظر يا عزة وليُلهمني الله الصبر.

قالها ثم أصبح يفرك بكفيه وأقدامه في ألأسفل تهتز بعصبية، يستعجل الدقائق والثواني، يريد عقارب السريعة أن تدور سريعًا، حتى يراها ويكون معها بنفس المكان، حتى لو كان معه عزولين كعزة وعصام.

فقد زاد بمحادثاته معها تعلقه بها، عفويتها التي لا يمل من ذكرها لها دومًا بصفته الطبيب، تعجبه هو شخصيًا، جمال صورتها مع طُرف حديثها في ذكر الأحداث، وقد بدأ أنها بدأت تستجيب شيئًا فشيئًا لها في ما يود الوصول إليه! مما يجعله ينقم على هذا العصام يومًا بعد يوم.

بيده كل النعم ومع ذلك لا يقدر ولا يشعر ولا حتى يتركها لحال سبيلها، لربما....
استفاق من شروده فجأة على خاطره الاَخير، ليرفع كفه ويمسح بأنامله على جبهته يستدرك غباء تفكيره، فما الداعي، لتمني شئ لن يحدث أبدًا.

يبدو أن فرحته ببعض الرسائل التي تأتيه منها، جعلته ينسى أنها تأتي  لهوية أخرى غير هويته، انتبه فجأة على خروج زوجته من غرفتها وقد أكملت ارتداء ملابسها وهي تخاطبه:
.-ها وقد انتهيت وانتهى انتظارك؟

رمقها بنظرة سريعة يقيمها فقد كانت ترتدي دريس بناتي يناسب جسدها النحيف وهذا التكور الخفيف لحملها في الشهر الخامس، بحجاب لونه هادئ ناسب لون بشرتها الخمرية، تلفه بشكل عصري أظهرها وكأنها مراهقة في الرابعة عشر من عمرها

بجمال هادئ يريح العين، وطيبة بنفس كريمة، لا تحقد ولا تغل من أحد، مرورها كنسمة مرطبة في قلب الصيف ولكن تظل المشكلة القائمة دائمًا بعقله ولا يستطيع الفكاك منها، أنها ليست الأخرى؟

- يعني مازلت جالس ولم تتحرك، رغم خروجي إليك وقد انتهيت من استعدادي؟ فاأين ذهب صياحك العالي علي منذ قليل؟
تفوهت بها تجفله من شروره، فرد يجيبها وهو يستقيم بجسده واقفًا:

-لا يا عزة لم أنسى ولكني يئست بجلستي التي طالت، حتى كدت أن أفقد الأمل بخروجك الليلة.
تبسمت ترد بمودة مشاكسة:
-إذن فلتحمد الله أنني خرجت قبل مرور الليلة.
-حسنًا سأفعل.

قالها باستجابة لممزاحتها، ثم أكمل وهو يتناول هاتفه:
-اجلسي وانتظري حتى اتصل برفقائنا الاَخرين.
قالها قبل أن يتصل بعصام جاره وشريكه في كل شئ:

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)Where stories live. Discover now