الفصل الرابع عشر

259 28 8
                                    

الفصل الرابع عشر.

لأن ما بداخلها من كراهية نحوه تجعلها تفضل الموت على معادوته للمسها أو تقبيلها، كما فعل بالخدعة بالامس.
عاد الهاتف ينبه برسالة ثانية، فتناولته بإيدي مرتعشة، لترى الجديد وترى ما يخبئ لها مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت رسالة تخاطبها بأمر:

-ارتدي عباءتك المنزلية السوداء وتعالي إلي على الفور أنا في انتظارك في الأسفل، لا تطيلي وتجبريني على الصعود إليكِ، انا اريدك في شئ هام.
قرأت لتشعر بغلي الدماء برأسها، هذا الحقير، يوقعها في الفخ والاَن يأمرها كالخادمة، ويظن انها سوف تطيعه، ولكن هذا لن يحدث.

انتفضت فجأة بانفعال غضبها، لتذهب  نحو حوض الغسيل، لتُلقي المياه على وجهها حتى تستفيق جيدًا قبل أن تسجيب بالنزول إليه.

❈-❈-❈

-نعم ماذا تريد؟
هتفت بها إليه حادة أجفلته بوقفته مستندًا على حائط الملحق، ليفاجأها بابتسامة متسلية، وهو يجيبها بمرح:
-ولما كل هذا الانفعال يا امرأة؟ إهدئي وهوني عن نفسك، لقد قولت لكٍ من البداية، أني لن أنالُك إلا برضاك.

رددت خلفه باستخفاف:
-هه لن تنالني إلا برضايا! على أساس استجابتي لابتزازك لي بالصور التي ارسلتها، هذا لن حدث؛ ولن يكون أبدًا برضايا.
طالعها قليلًا بصمت، ليزيد من حنقها، ثم قال بعجالة وهي يتلاعب في هاتفه:

-ضعي أمر الصور على جمب قليلًا، المهم الاَن ما طلبتكِ بسببه.
قال الأخيرة ليضع الشاشة على مستوى طولها وامام عينيها، لتسأله بعدم  فهم:
-ما هذا؟

تبسم بانتشاء وهو يغير وضع وقفته ليكون بجوارها، ويشرح لها بتمرير الصور:
-هذا هو المنزل الذي يدخله زوجك يوميًا، وهذه المرأة.
توقف يكبر صورة المرأة التي كانت تطل من شرفة منزلها بشعرها وذراعيها المكشوفان من البلوزة التي ترتديها، ليُكمل بعد ان سرق انتباهها

هي المرأة التي يخونكِ عصام معها.
إلتفت إليه بحدة قائلة:
-أنت كاااذب، زوجي تاب عن الخيانة التي تشتاق إليها أنت، وابتعد عن طريقي حتى اذهب.
استدارت وهمت بالذهاب ولكنه تصدر بجسده امامها يرد عليها:

-لست انا بالذي يكذب يا ابتسام، لقد رأيته بأم عيني الاَن وهو يدخل اليها، وانا على علم بعلاقته بها منذ فترة طويلة.
اعترضت بهز رأسها لا تريد التصديق وتريد الصعود إلى منزلها، لتهتف به رافضة:
-لن اصدقك ولو حتى اقسمت، ابتعد عن طريقي.

ازداد غيظه من غباء ما تردف به، وإصرارها على عدم التصديق، لذلك اقترب برأسه يرد كازًا على أسنانه:

-ولما ترفضي التصديق يا كونتيسة؟ لثقتك الزائدة به؟ أم بسحر جمالك الذي سيمنع رجل كزوجك عن الخيانة؟ أم لرفضك مبدأ ان تكون امراة جميلة غيرك، او ربما تكون أجمل منك،  تلك التي استطاعت التأثير على زوجك حتى جعلته يعود عن توبته من الخيانة؟.

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)Where stories live. Discover now