الفصل التاسع

342 28 2
                                    

الفصل التاسع

يعود ويلعن حماقته بعد تذكره لما حدث اليوم بسببها وكاد أن يؤدي بحياة طفله، ولكن هي ماذنبها؟ إن كانت جميلة وتعشق جمالها وتلفت انظار الجميع نحوها، عاد ليلعن نفسه مرة أخرى ورأسه المشتعل بالأفكار يجعل السخونة تسري بجسده وتغنيه عن التدفئة بعدم الشعور بالبرد .

أطرق برأسه لعدة دقائق بهز اقدامه بعصبية، ثم ما لبث أن يحسم أمره، بتناول الهاتف والضغط لبدء محادثة وارسال رسالة لها:
-السلام عليكم.
انتظر الرد دقيقة دقيقتين وحينما فقد الأمل دفع الهاتف من يده على الطاولة البلاستيكية بجواره بقرف يتمتم:

-اللعنة عليكِ وعلى من يُراسلك، فلتذهبي للجحيم.
ظل يتمتم بالسباب على نفسه وعليها وعلى حظه وعلى كل شئ يأتي براسه، ليفرغ طاقة الغضب بداخله، حتى انتبه على عودة عصام ليطالعه بوجه مكفهر جعل الاَخر يسأله بقلق:

-ما الذي حدث يا رجل؟ هل جد شئ ما؟
تمتم يجيبه بطرف عينيه دون مواجهته مباشرةً:
-لم يجد شئ، ولكن غضبت لتأخرك، بالإضافة لظروفي التي تعلمها، تجعلني لا أطيق شئ

-اعتذر إن تأخرت عليك، فقد استغرقت وقتُا بالفعل وأنا أعود بالسيارة لصاحبها، ولكن عذري اني وجدت مواصلة بصعوبة لتُقلني إلى هنا في هذا الوقت المتأخر.
سمع منه والتوى ثغره المطبق على زاوية، وكأنه يتبلع عذره بصعوبة.

أما عصام فقد اقترب ليجلس بجواره ليربت بكفه على ركبته بتهوين يخاطبه:
-هون على نفسك، فلا تحملها بالهموم، وكن متفائل بالخير.

اومأ له برأسهِ يدعي التفهم، ثم سأله بمكر:
-لكنك لم تذكر لي عن هوية صديقك هذا، من هو يا عصام؟ هل اعلمه؟
نفى برأسه سريعًا الاَخير ليقول بارتباك؟

-لا لا لن تعلمه، فهذا صديق قديم لي، وقد كان زميلي في العمل السابق بالإضافة أنه كان يسكن في مدينة أخرى بعيدا عن هنا .
اومأ له مرة أخرى رغم عدم اقتناعه بالإجابة لعلمه الاَكيد أنه يكذب، وذلك يبدوا من حركة جسده وتوتره.

فعلى قدر المدة القصيرة التي قضاها معه، لكنه حفظه وأصبح كالكتاب المفتوح أمامه، يشتم رائحة نسائية في الشك به، هذا شئ يجزم به على غير علم، والايام القادمة سوف تُثبت له حسن ظنه.
-عندك شاي ساخن؟

هتف بها عصام يقطع عنه شروده، ليُطالعه الاَخر باستفهام، ليردد عصام بصوت أوضح:
-أسالك، هل يوجد شاي ساخن بالركوة؟
نفى عمران برأسهِ يجيبه:
-لا لا لم أعد اي شى على النار، لقد نسيت.

قطب عصام مندهشًا:
-في هذا البرد ونسيت ان تعد لك كوب الشاي الذي تعشقه، لابد أنك تمزح يا رجل...
تحرك من جواره يستطرد:

-سوف افعل أنا لي ولك حتى تتذكر الدفء أيضًا وترتدي معطفك.
قالها لينتبه عمران على وجود المعطف بجوراه على طرف الكرسي خلفه، ليتناوله ويرتديه على الفور، فيبدوا أن الشرود بها أنساه البرد كما ذكر عصام!

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن