الفصل الحادي عشر

285 23 2
                                    

الفصل الحادي عشر

تصلب عصام وهو يتطلع إلى زميله وجاره للحظات دون رد، فهذه القرارت المفاجئة، لم يحسب لها حسابًا قبل ذلك، هذا بالإضافة، أنها رغم حزم عمران بها، ولكنها بالفعل صائبة في كل كلمة، تحمحم يمسح بطرف سبابته على أرنبة أنفه، يحاول بطريقة أخرى معه:

-نعم صدقت فهذا هو الجدوى الحقيقي خلف عملنا هنا، ولكننا لا نقصر بشئ يا رفيقي، لا أنا ولا أنت، أعلم أنك متشدد الاَن لفورة غضبك مني لأني تأخرت عليك، ولكني أعدك ألا أفعلها مرة ثانية.

-لا ثانية ولا تالتة، انتهى الأمر إلى هذا الحد يا عصام وكفى.
هتف بها عمران قاطعًا لينهي النقاش او الجدال معه، عبس وجه الاَخر فظلت ابصارهما معلقة ببعض لعدة لحظات، مابين غاضب، معترض، ولكن لا يجد الحجة في الإقناع، وبين اخر جامد، حاد الطبع، لا يقبل التنازل.

قطع عصام  لينهض بملامح تغيرت مئة وثمانون درجة عن قبل قليل:
-أنا ذاهب لألقي نظرة حول المبنى وخلفه.
قالها وانصرف على الفور، لينظر في أثره الاَخر ويخرج تنهيدة حادة من صدره، فقد يكفيه الان تعكير مزاجه.

❈-❈-❈

"أنت رائعة يا ابتسام في كل شئ جميلة جمال لا يوصف وعلى من يتزوجك أن يعي بهذا جيدًا"

تقرأ في الكلمات وتعيد عليها وتكررها الاَف المرات، من وقت عودتها لمنزلها في الصباح الباكر، بعد قضاءها ليلة أمس كالعادة مع عزة، لتفاجأ بهذا الخطاب الرائع في رسالة واحدة منه، وهو يعبر فيها عن إعجابه بها، لا بل هيامه...  يا إلهي، الطبيب عزيز بجلاله قدرة يهيم ويتغزل بها هي! بكلمات أجمل من الشعر نفسه.

تشعر أن قلبها كأرنب بري يتقافز في الغابة المخضرة، من فرط السرعة والفرحة، تبحث عن أجمل فقرة أو أجمل عبارة، فترفع الهاتف أمام عينيها لتُعيد على إكمال الفقرة نفسها كي تستمع، بوقع الجملة على أسماعها:

"امرأة بجمالك تستحق الأفضل، تستحق من يقدر جمالها، من يعطيها حقها من الدلال، من يدغدغ أنوثتها بالكلام الرائع دائمًا، أن يستمع إليكِ ويستمتع بخفة ظلك"

أثارتها العبارة لتهف بصوت عالي:
-اَه والله، إنني في أشد الحاجة لذلك أيها الطبيب العزيز، يا طبيب القلوب أنت، يا إلهي ما أروعك تعبيرك، إذهب وأخبر الأحمق زوجي بدلك، قل له على المعلومات الرائعة، عله يسمع أوي يفهم الغبي.

-لقد رأيتك بالفستان المنقوش اول أمس، ولا تسأليني كيف؟ ولكني رأيتك وكاد قلبي ان يتوقف من جمالك،  صرت أحقد على زوجك والدم يغلي بعروقي، كيف سمح لك بالخروج هكذا؟ لقد كنتِ فاتنة بحق، وكنت أخشى عليكِ من عيون الرجال التي كانت تأكلك بنظراتها.

-ااااه
صرخت بعد هذه الفقرة بتأؤهٍ حارق، حتى عادت لتلمس بكفيها على وجنتيها تتحسس السخونة التي تشعر بها في الداخل، وتتابع بحديث نفسها:
-ما هذا الذي يحدث معي؟ أشعر أني بالغت في أحلامي حتى عيشتها بالفعل.

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)Where stories live. Discover now