الفصل الثاني عشر

239 23 4
                                    

الفصل الثاني عشر

أشاح عصام بوجهه للناحية الأخرى، لا يود نعت زميله وإحراجه بشئ يستحقه، فالتف إليه يردف الكلمات بتمهل وكانه يخاطب إنسان بطئ الفهم:
-قلت امرأتي وأمرأتك وليس حراسة الملحق فقط، فا سمع وافهم جيدًا يا حبيبي معنى الكلمات.

استوعب عمران اخيرًا فتوسعت عينيه بارتياع وهو يسأله:
-تقصد جلسة لهن معنا؟
-نعم، فقد أمرت ابتسام ان تنزل إلي وتأتي بزوجتك أيضًا.

قالها عصام ببساطة كادت ان تصيبه بجلطة دماغية برأسه، هم ليصب جام غضبه عليه ويخبره بالأعتراض حتى يُثني الزوجتين عن المجيء، ولكنه أُجفل برؤيتهن بالفعل.
عزة تخرج من الملحق بالخطوات البطيئة مستندة على ذراع ابتسام التي لا يثبت نظرها على شئ حولها.

وتحرك عصام على الفور ليقرب الكرسي لعزة، كما ساعدتها ابتسام في الجلوس والاستراحة عليه، قبل ان يأتي بالاَخر لزوجته، ليفاجأ بقول عمران:
-ما كان بجب عليكن النزول في هذا الجو البارد؟
بوغتت عزة بقوله فانعقد لسانها عن الرد الذي لم تتأخر به ابتسام لتصدمه:

-وهل بداخل الشقة المنطفئة عنها الكهرباء يوجد الدفء؟
تلجلج في رده لها بعد ان أحرجته:
-اا على الأقل الشقة بها غطاء يدفئها، لكن هنا البرد شديد.
-والنار التي أشعلتها انا، ماذا تفعل؟
هتف بها عصام من خلفه ليزيد من سوء وضعه، فتابعت له الأخرة وقد تشجعت برد زوجها لتخاطبه بحدة:

-صدقت يا عصام، هنا يوجد نار للتدفئة، كما يوجد بشر حولنا نستأنس بهم، خيرًا من الجلسة في وحشة الظلمة او على نور الكشاف العادي أو الهاتف....
-لا داعي للشجار، أنا أبتغي العودة.
تفوهت بها عزة مقاطعة لتزيد من حرج الاَخر وسخط عصام وزوجته عليه وهي تحاول الوقوف.

اقتربت منها ابتسام لتمنعها بعد أن حدجته بنظرة كارهة:
-انتظري حتى تستريحي الأول ياعزة.
وتدخل أيضًا عصام بقوله:
-اسمعي منها يا عزة، فلن يستطيع منعك.

كز على أسنانه عمران، فهذا العصام لا يعطيه فرصة أبدًا في تحسين صورته أمام المرأتين، بل يبرع بحيله الغريبة في اظهار ابشعها، وهو الذي يرفض جلستهن بسبب لا يستطيع البوح به، ولأنه لم يملك حجة بأي شئ يساهم في اقناعهن بالعودة، لذا فاستسلم بالموافقة مع فعل يحاول به حفظ ماء وجهه:

-اجلسي يا عزة واسمعي من الأثنين .
هتف بها وهي يخلع عنه معطفه ليضعه عليها، وتابع ليزيد من دهشة الثلاثة:
-تُصرفي كان ينبع فقط من  واقع خوفي عليك وعلى الجنين.

صعقت عزة وهي تفاجأ بدفء المعطف عليها وكفي زوجها تحاوط كتفيها، حتى كادت أن تصدق حجته.
لولا هذه النظرة التي انتبهت لها وهو يرمق بها جارتها،
زوجة رفيقه عصام والذي طالعه بشبه ابتسامة ماكرة غافلا عن نظرة رجل نحو زوجته لا تفهمها سوى امرأة تعرف زوجها جيدًا.

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن