الفصل الخامس عشر

344 32 5
                                    

الفصل الخامس عشر

-ماذا حدث؟ الم نتفق على الإبتعاد خصوصًا هذه الفترة؟
سأل بها فور ان فتحت باب منزلها له لتستقبله، ادخلته وأغلقت خلفه الباب جيدًا، قبل أن تجيبه وهي تلج معه للداخل:
-لم اطلبك إلا لشئ مهم وضروري يا عصام.

قطب حاجبيه يردد بدهشة:
-مهم، وضروري، وما هذا الشى المهم والضروري؟
ردت بعدم معرفة:
-لا أعلم يا عصام، ولكني طلبتك لأتأكد.

-تتاكدي من ماذا؟
سالها وقد أزادت في قلبه الحيرة، ثم جلس على اول كرسي وجده أمامه، جلست هي الأخرى على الكرسي المقابل، لترد وهي تفرك بكفيها بتوتر:
-لا أعلم كيف اشرحها لك، ولكني أشعر بشئ ما غير مطمئن، كلما حادثت زوجي في الهاتف.

تنتابني الريبة من نبرته، حتى أسئلته العادية تصلني بمغزى غير مفهوم، أنا قلبي يحدثني بذلك.
سمع منها ليزفر بقوة وهو يشيح بوجهه عنها يغمغم بالسباب، قبل أن يعود إليها ويخاطبها من تحت أسنانه:

-وبما انك تشعرين بالريبة من قول زوجك، وقلبك يحدثك انه ليس بالطبيعي، لماذا اتصلتي وطلبتيتي؟ اتريدين تثبيت التهمة إن كان بالفعل يشكِ بكِ يا امرأة؟
خرجت الاخيرة بصيحة أجفلتها فردت تخاطبه بعتاب:

-لمَ هذه العصبية المفرطة نحوي يا عصام؟ انا لم أطلبك للأذية او تثبيت التهمة كما تدعي، هذه مجرد افكار تتواتر بعقلي منذ مجيء زوجتك والذي فعلته معنا؟
سألها منتبهًا:
-وما دخل زوجتي؟

طالعته قليلًا بتردد قبل ان تحسم الأمر بسؤاله:
-اخشى أن تكون اخبرت احد ما عما حدث، فوصل إلى زوجي.
عبس وجهه يحرك رأسه بعدم رضا، ليجيبها عن ثقة:
-اتركي أمر زوجتي وارفعيها من حسبتك.

  انا واثق بأنها لم تخبر احد، لأني أوصيتها وحذرتها الا تتفوه بهذا الأمر حتى امام جارتها العزيزة عزة، ثم وللعلم، زوجتي فهمها قليل، ليس من المعقول ان تصل إلى زوجك.

تهكمت تردف ساخرة:
-اها، وكيف فعلتها إذن وأتت إلى هنا ؟
رد يجيبها بحدة:
-لم تأتي من نفسها كما تظنين، لقد اخبرتني بأمر امرأة اتصلت بها تحذرها من خيانتي انا مع امرأة بأسمك.

شحب وجهها لترد بجزع:
-يا وليتي، معنى هذا أنني فعلا مراقبة، يا إلهي لقد بدأت أخاف بالفعل يا عصام.
عاد ليغمغم بالسباب وقد شعر الاَن ان الخطر يقترب منه بقولها، لذلك نهض يخاطبها بحزم:

-إذن اعقلي ولا تتصلي بي مرة أخرى، لقد اتفقنا على الإبتعاد، إذن فلنفعل خصوصًا هذه الفترة، بمعنى ألا تهاتفيني مهما حدث والأفضل هو أن تمسحي رقمي من عندك.

تمتمت ساخرة وهي تنهض مثله:
-هه ألهذه ألدرجة أنت خائف؟
هدر بها غاضبًا:
-إنتقي كلماتك يا حبيبة ولا تجبريني على الرد القاسي، أنتِ الخائفة، وانتِ من تشكين في تغير زوجك،

ما بين العشق والهوس ( النسخة الفصحى)Where stories live. Discover now