"تجعلني أُفكر"

160 7 1
                                    

** ما من أحد ينجو بنسيان الماضي فأكثر الضائعين في لحظات الحاضر هم من تخلو عن الأمس بتطلعهم الى الغد،ففقدوا اليوم في فجوة لا متناهية من التكرار**

توقفت خطواتها بصدمة عندما إلتقطت أُذنيها صوت تأمين المُسدس، إستدارت بسرعة الى الوراء لتواجه ولكنها عقدت حاجبيها بذهول، فقد كان هو الأخر يُعطيها ظهره ليُحدق في الرجل العجوز الذي ظهر فجأة مُمسكاً ببندقية صيد،، كان يحدق بأدريان ثم قال بصوت عالي:

_توقف مكانك من أنت؟ وماالذي تفعله في هذه الغابة

أنزل الرجل العجوز عينيه الى يديّ أدريان المغطى بالدماء ثم حول أنظاره الى ماري في الخلف قائلاً وقد تغيرت نبرته:

_ هل أنتِ بخير؟

أمالت ماري رأسها بعدم فهم،،هل يظن هذا الرجل أن أدريان يحاول أذيتها؟ رفعت ماري كفيها لتريه الدماء ثم أجابت بصوت هادئ:

= إنها ليست دمائي،، كما أنه لن يؤذيني

أحكم العجوز قبضته على البندقية ثم قال بحدة إستغرب منها الاثنان:

_ إذاً مَن أنتما ومالذي تفعلانه في هذه الغابة؟ هل بقية الأشخاص أيضاً معكم؟

عقد أدريان حاجبيه مُردداً خلف العجوز:

= بقية الأشخاص؟

ضيق العجوز عينيه ثم قال:

_ لا يُمكنك أن تخدعني فأنا أحفظ هذه الغابة أكثر مما أحفظ أسمي،، هناك خطوات أخرى غيركما،، الكثير منها ولكنكما الوحيدان اللذان وصلا هنا أولاً

تقدمت ماري إلى الأمام فحول العجوز سريعاً البندقية نحوها قائلاً بحزم:

_ لا تتقدمي!

أجاب أدريان بتفكير والذي كان لا يلقى بالاً الى الفوهة الموجهة الى رأسه:

= هل تستطيع معرفة عددهم بالزبط؟ أم أن قُدراتك فقط للتباهي

أجاب العجوز بخشونة وهو يتقدم خطوة نحو أدريان:

_ لقد مر وقت طويل منذ أن إلتقيت بشخص يُريد الموت بِشدة!

إرتفعت زاوية فمه بإستفزاز وهو يمُسك فوهة البندقية قائلاً:

= إذا مُجرد تباهي!،،
ألم تقل أنك تحفظها أكثر من إسمك؟

حدق العجوز في كلتا عينيه ثم سحب بندقيته من يده قائلاً بتحدي:

سلفادورا__ Silvadoraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن