العودة الى نقطة البداية

135 15 15
                                    

" كانت الخطأ الوحيد الذي لا أود إصلاحه،والخطأ الوحيد الذي أحلم بتكراره"

مكان مُشرق للغاية تستطيع الشعور به حتى وعينيها مُغلقة،ورائحة التربة المبلتة المُتشبعة بالعُشب تقتحم أنفها مع رائحة خافتة لا تعلم ماهيتها،حاولت التحرك ولكن لم تستطع حاولت فتح عينيها ولكن دون جدوى وكأنها في حالة شلل بكامل وعيها،،صداع حاد يُثقل رأسها تُخفف من حدته الرياح الحانية التى تُحرك خصلاتها يميناً وشمالاً

أخيراً حركت أصابع يدها ثم فتحت عينيها ببطئ،عقدت حاجبيها وهو تُحدق الى السماء الصافية وأغصان الشجرة المُتفرعة فوقها،،تحسست يديها العشب الرطب تحتها وإزدادت الرياح فحركت يدها لتُبعد خُصلاتها القصيرة

إستقامت في جلستها وهي تسند ظهرها الى جزع الشجرة وتحدق في المكان بإستغراب وحيرة! تشعر أن هناك فراغ أبيض في رأسها،وشعور غريب بنسيان شيئ ما،،جالت أنظارها في المكان والذي كان حقل شاسع ذهبي تحت أشعة الشمس

ضيقت عينيها لترى شخص في منتصف ذلك الحقل على بُعد أمتار،أمالت رأسها بتفكير وهي تقف لتتقدم بخطوات مُترنحة ولازالت تشعر بالخدر في قدميها

كلما إقتربت كلما إتضحت معالم الفتاة الواقفة،، رداء أبيض ناصع وشعر أسود طويل يتمايل مع حركة الرياح،،توقفت قدمها قبل أن تخطو الخطوة الثانية! وإتسعت أعينها،،بينما يمتلئ الفراغ الأبيض في رأسها بكل الذكريات!

الذكريات التي لم تكن حلماً بل واقع عاشته لشهور! الذكريات التي تحمل مع الرياح إسمها، خرج صوتها بقوة ونداء عالي:

_ ما..ر..يسا !!

إستدارت الفتاة سريعاً،بأعين تحمل أمواج البحر الضائعة،وملامح تبحث عن المرساة والمرفأ، كانت تفصلهم أمتار قطعتها الفتاة في ثواني لتحضن جسدها الذي ترنح الى الوراء،إلتفت زراعيها المرتعشة حولها وصوت الأخرى يقول براحة:

=ماري!!

جسد ماريسا كان دافئ للغاية مقارنة بجسدها البارد وأطرافها التى يصعب تحريكها!،كانت تشعر بقلب ماريسا النابض بدقات سريعة ينعكس صداه على جدران صدرها الفارغ،،أنفاسها الباردة جعلتها تُدرك حقيقة مُرعبة

حقيقة جسدها الميت بالفعل"

إبتعدت ماريسا بأعين قلقة وهي تضع كلتا كفيها على وجه ماري قائلة بتساؤل:

= هل أنتِ بخير؟ هل تشعرين بالبرد؟

عادت ماري خطوة الى الوراء وهي تقول بإبتسامة باهتة:

سلفادورا__ Silvadoraحيث تعيش القصص. اكتشف الآن