"كما يجب أن يكون"

633 97 19
                                    

الفصل الحادي والعشرين... "كما يجب أن يكون"
الحصان والبيدق
بكِ أحيا 2

"الحب أفعال، ليس أقوال.. والفعل هو ما يصل للقلب أسرع، ويكون ترسيخه أقوى من مجرد قول يُقال"

_ خديجة؟ حبيبتي؟

انتبهت لصوته ينتشلها من شرودها، نظرت له بتيه للحظة قبل أن تعي أنها الآن معه، يلتقطون صور العرس، وليست في غرفتها تتحدث مع حسن وتسمع تهديده عبر الهاتف، ابتسمت بزيف وهي تجيبه:

_ نعم؟

ضيق عيناه ينظر لها بتفحص:

_ مالك؟ أنتِ كويسة؟ سرحانة في ايه للدرجادي!؟

_ حسن مش هيسيبك... هيدمر حياتك يا خديجة زي ما دمرتي حياتي.

تحولت عيناها فورًا تنظر لجهة فارغة، لترى "سارة" تقف بها، بابتسامة شامتة، وملامح منتصرة، تحدثها، وتكمل:

_ هيفضحك واللي خبتيه هيتكشف، أنتِ خدتي مكان مش مكانك يا خديجة، خدتي حق مش حقك.

ادمعت عيناها رغمًا عنها وهي تستمع لحديث الأخيرة قبل أن تعاود قول:

_ قوليله؟ تقدري تواجهيه؟ قولي لمراد حقيقتك، عرفيه أنتِ مين، ده لو أنتِ نفسك عارفة!

تساقطت دموعها عجزًا وقهرًا، وهمست بصوت وصل له رغم خفوته:

_ معرفش... معرفش.

أقلقه حالتها، وتأكد أنها ترى "سارة" لقد عادت هلاوسها مرة أخرى، بعد أن مضى أكثر من خمسة عشر يومًا على آخر مرة رآها بحالة كهذه، وأخبرته أنها لم تراها منذ أسبوع، لم تطاردها كالعادة، لكنه توقع أن تفعل اليوم، وقد أنبأه الطبيب بإمكانية هذا، فعقلها الباطن لن يدعها تستمع بيومها بهذه البساطة، ر فع كفيهِ يكوب بهما وجهها، ووجهه لينظر لوجهه، قبل أن يحدثها:

_ خديجة، حبيبتي بُصيلي، خديجة ركزي معايا يا حبيبتي.

وأخيرًا نظرت له، ليدرك أنها بدأت تعي، أشار للمصورين برأسه أن ينصرفوا ففعلوا، توجه بها لكرسي موجود في ساحة التصوير، وجلس فوقه وجذبها لتستقر فوق قدميهِ باستسلام تام وكأن عقلها غائب عن الحاضر، أمسك كفها الأيمن يمسده بكفه، والكف الآخر يمرره على خدها بلطف ليزيل أثر دموعها، وهو يقول:

_ اهدي، مفيش حاجة أنتِ معايا.

نظرت له صامتة، فاستحثها على الحديث يسألها:

_ شوفتيها؟

اومأت برأسها بضعف، ليميل رأسه قليلاً بألم من حالتها وما وصلت إليه، أليس مقدر لها أن ترتاح؟ وأكثر ما يؤلمه هو عجزه عن مساعدتها، و كونه السبب فيما تعانيه مهما أنكر...

_ ليه ردتِ عليها؟ مش اتفقنا إنك مش هتسمعي لكلامها، مش هتردي ومش هتبصيلها حتى.

ارتعشت شفتيها تنذر بالبكاء وهي تجيبه بانكسار:

(بكِ أحيا) ناهد خالد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن