السلطان المملوك 18

5.4K 342 13
                                    

بعتذر عن التأخير 🤕
#السلطان_المملوك
الفصل الثامن عشر
"مولاي شاهين.. ما الذي تقصده بقولك أنك لن تفعل شيئاً؟" " عنيت ما قلت.. لن أفعل شيئاً." "و لكن كيف ذلك يا مولاي؟" " أليست الحرب خدعة يا سلطانتي؟" "بلى، و لكن يجب أن تفعل شيئاً كي تنفذ الخدعة؟" " و لكنني يا عزيزتي لن أفعل أي شيء، فخالي العزيز يظن أنني على فراش الموت أحتضر.. لا علم له بأن الله قد رد إلى عافيتي. أو فلنقل جزءاً منها. إن أول مهارة للإمساك بالعثة هو أن تشعل ضوءاً تجذبها به إليك، ثم تظل ساكناً حتى تأتي هي إليك، دون أن تبذل أي مجهود يذكر، حين تطمئن العثة ستحط بجناحيها في قبضة يدك، ساعتها.. إما أن تعيد إطلاق سراحها أو أن تسحقها في قبضة يدك، و هذا ما أنوي فعله بخالي العزيز. سأجعل الجيش يستسلم، حتى يدخل عمي القصر دخول الفاتح بدون إراقة دماء، و بعد أن يستقر به المقام، سيبحث عني في أرجاء القصر ليتلذذ بتعذيبي، فأنا أعلم تمام العلم أنه لن يكتفي بقتلي سريعاً.. في هذه الأثناء ستكون الجيوش الموالية لي قد وصلت، و يكون خالي محاطاً من داخل القصر بجيوشي الوفية التي إدعت البلبلة و الإضطراب لمرضي، و لذا إستسلموا له بدون مقاومة، و بين الجيوش الداعمة لي من الخارج، و أنا كما أنا نائم."

" و أين أنا من كل ذلك؟" " أنت يا عزيزتي، لن تكوني هنا.. فأول خطوة هي أن أرسلك إلى عمك. لا أريد أن يقع ولدي سبياً. هيا إنهضي.." " لا أوافق على خطتك المليئة بالثغرات، و لن أرحل!" " بل سترحلين!!! إن خالي سيقتلك مخافة أن تكوني قد حملتي بطفل مني في أحشائك، و ..." " و لكن أن تعرض نفسك للتعذيب ليومين! هذا لن يكون.." " يا إمرأة أطيعي و لو لمرة واحدة! يا عنيدة!" " بل إسمعني أنت.. الأفضل أن ندعي موتك،  و أن أتنكر أنا في زي خادمة بالقصر، أو فلنقل إحدي جواريك كي أظل جوارك.. زيادة في الإحتياط ، فأجلب لي يا قائد االجيش أسرع صبي جندي لديك، شخص له مثل قامتى فيرتدي عبائتي و ملابسي كاملة، و يخفي وجهه كما أخفي وجهي بوشاح. عليه أن يهرب بإتجاه مملكة عمي، فإن أرادوا الإمساك بي، لاحقوه. أما مولاي فسيوضع في نعش خاص ذي فتحات مخفاة لإدخال الهواء. يمكن للطبيب أن يعطيك دواءاً فتبدو بعد تناوله بلا حراك كي يصدقك خالك أنك بالفعل قد مت، ..."

" أولاً أريد أن أكون على دراية بكل ما يحدث حولي، لا أن أذهب في غيبوبة أفيق منها بعد انتهاء الحرب. ثانياً إن كنت خادمة أو حتى جارية، فإن ذلك لن يمنع خالي أو أياً كان من حاشيته بوضع أيديهم عليكي، و إن حدث ذلك أقتلك و أقتلهم!!"

ظل كل من شاهين و زوجته يتجادلان، حتى تنحنح قائد الجند و من معه تحرجاً، فإضطر لمقاطعتهما قائلاً، " مولاي.. مولاتي.." "ماذا؟!" صاح بها كلا الزوجين في نفس واحد، فتقهقر الرجل دهشة. " كلاكما قد إقترح أفكاراً رائعة، فلنصل لحل وسط نجمع به الرأيين، و نخرج من الورطة بسلام. إن أول شيء سيفعله العدو بعد دخول القصر هو البحث عن مولاي شاهين، في هذه الأثناء تتناول جرعة بسيطة من دواء الطبيب فتغفو.. لنقل ساعة أو أثنتين، في تلك الأثناء مولاتي تتنكر في زي خادمة لتخرج من القصر لبيت آحد الرعية الموثوق بهم، لتمكث بينهم، فتكون بعيدة عن عين خالك، و في نفس الوقت تتابع أخبارك. أما جثمانك يا مولاي، فبعد وضعه في تابوت خاص ليتم الدفن، نهربك للمقابر خارج أسوار القصر، و عند مجيء الدعم من الجيوش الخارجية تكون سموك قائدهم من الخارج و أنا مع الحرس من الداخل، فيصبح العدو محاطاً بين مخالب الجيوش، لنصطادهم كالدواجن بسهولة." "أحسنت!!"صاح بها كلا من زهر و شاهين في ذات الوقت. " و لكنها أفكاركم أنتم يا مولاتي و مولاي!"  هذه المرة ضحك الجميع.

بدأ كل منهم دوره على أقصى سرعة ممكنه. فأرسلت زهر لعمها بالخطاب الذي أوصاها به شاهين، ثم زارت الطبيب ليعد لها الدواء المطلوب. قام شاهين بوضع خطة الحرب و المراسلات مع قادة جيشه. كل قام بدوره على أكمل وجه لم يبقى سوى التنفيذ. ابتسم شاهين بسعادة، فقد ظل يسعى طويلاً لتحقيق غرضه، فلم ينله إلا عندما قرر ألا يلاحقه. سيترك خاله يأتي إليه بقدميه فيقع في الفخ بإرادته.

" ياللعبقرية! ترى هل سيكون كل شيء على ما يرام؟ أعرف ردك.. إنتظر للغد. 😒" كانت شهرزاد قد ذهبت في رحلة للنوم، فما سمعت قول زوجها و لا تهكمه.

السلطان المملوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن