الموت المحتم

1.6K 78 36
                                    

تلقينا اخبارية في المركز عن وجود حريق في منطقة بعيدة تجهزنا وخرجنا مسرعين، كان حريقاً في الطابق الثالث وكان هناك رجل يلوح بيده من النافذة مددنا السلم الى النافذة وصعدت لأنزله وعند إقترابي من النافذة وجدت ان عائلته كانت في القسم الاخر اي ان بينه وبين عائلته حائط من النار، كانت ثيابي صعبة الاحتراق لذلك قررت ان اعبر من النار واصل لعائلته، اشرت الى الرجال الذين في الاسفل ان يصعد احدهم وينزل هذا الرجل ، ركضت بسرعة لاعبر النار الى الطرف الاخر فاشتعلت يدي ناراً كان ذلك غبياً جداً لقد نسيت وضع القفازات ركضت مثل المجنون ابحث عن المغسلة او اي ماء في البيت، كان هناك حوض اسماك في الغرفة ركضت ووضعت يدي به وسرعان ما انطفأت كان هناك ثلاثة اطفال وامهم والدخان بدا رهيباً، كنا عالقين كان اصدقائي يحاولون اطفاء النار من جهة باب المنزل كي نخرج ، كان الامر اشبه بكابوس كبير امرتهم ان ينبطحوا على الارض كما تعلمت في دورة الاطفاء، فالدخان الناتج عن الاحتراق يصعد للاعلى اما في الاسفل فتكون
كمية الدخان اخف.

استطاع اصدقائي اطفاء القسم الاخر ونجحنا في اخراجهم كان يوماً متعباً نقلت الى المستشفى،واتضح انه حرق من الدرج الاولى لم يكن
بشيء خطر ولكنه مؤلم .

عدت الى المنزل ولم امر على بيت اهلي لم ارد ان ترى امي ذلك ،كانت ميشيل في انتظاري وقد وضعت العشاء وسرعان ما رأت يدي وسألتني
ما الذي حدث؟
فقلت لا شيئ حرق صغير اثناء عملية انقاذ، قبلت ميشيل يدي وقالت: هل هو مؤلم؟
قلت: لا لاتهتمي حضنتني ميشيل وقالت: لاتتركنا، انت كذلك لديك عائلة ، قلت حسناً لا تحزني ، ادرت التلفاز ولكن لا شيء مهم على الاطلاق، فقط ازدياد الفساد في المدينة وازدياد الخطف وطلب الفديات.

تلقيت اتصالاً هاتفياً وانا في مركز الاطفاء كانت ميشيل اخبرتني بأن ايلول لم تعد للمنزل حتى الان كانت الساعة الثانية ما بعد الظهر اي انه قد مر ساعتان على انتهاء المدارس، ركضت مسرعاً الى مدرسة ايلول ولم اجد فيها اي احد سألت في ادارة المدرسة فاخبرني ان كل الطلاب قد انصرفوا اين ذهبت ؟؟
لاتعرف اي شيئ بحثت في كل الطرقات بلا جدوى وسألت ناساً كثر لم يراها احد حل المساء وايلول غير موجودة .

رن هاتفي فأجبت كان رجلاً ذا صوت اجش
قال: هل ايلول ابنتك؟
قلت: نعم اين هي؟؟!! هل هي بخير ؟؟
قال: نعم إلى حد الان .
قلت: ماذا تقصد ؟؟؟
قال: إذا اردت ان ترا ابنتك مرة اخرى عليك ان تجهز مليون ليرة واغلق السماعة،يالهي مليون ليرة .

من اين سأحصل على هذا المبلغ ؟ إقترح ابي ان ابيع البيت وان اسكن مع عائلتي بعد الان كان بيتي يساوي مليون ونصف ليرة عرضته بمبلغ مليون ،اتصل الرجل مرة اخرى وقال لي انه علي الاسراع والا انها ستموت ،
قلت له انني ابيع البيت وجعلني اسمع صرخات ايلول ، صرختُ وجعاً......ايلول، لكنه اغلق الخط انهارت ميشيل من الحزن احتضنتها ووعدتها انني ساجلب ايلول لم تاكل ميشيل منذ ايام وكنت بانتظار ان يباع ذلك البيت اللعين لاستعيد ابنتي، وبعد اسبوع استطعت بيع البيت بمليون واتصلت بالرجل الذي حدد لي الوقت والمكان للتسليم حملت المال وذهبت الى المكان كان خرابة في اطراف المحافظة الساعة الثانية عشر منتصف الليل لم اخبر رجال الشرطة فهم سيفشلون كل شيء وقد سمعت من قبل انهم افشلوا عمليات كثيرة وتسببوا بمقتل الرهائن ذهبت لوحدي فقط انا والمال تاخروا في الظهور ولكنني لاحظتُ احداً يراقب من بعيد اعتقد بأنهم راقبوا المكان جيداً حتى يتأكدو من عدم وجود الشرطة.

صرختُ هل من احد هنا؟
خرج الكثير من الرجال ووجهوا مسدساتهم نحوي وقال قائدهم هل احظرت المال؟
قلت نعم هنا، اخذوا المال مني قلت لهم : اين ابنتي؟
فأشار انها وراء التلة قلت:ولكن هذا ليس الاتفاق
لم يرد علي، صعدو سياراتهم وذهبوا ركضت نحو التلة اصرخ ايلول ...ايلول...ايلول...

لم تجبني ايلول إلتففتُ خلف التلة رأيتها ملقاة على الارض اعتقدتُ انهم قد خدروها حتى لا تستيقض فحملتها وانا احاول ايقاضها وضحكتي لا تفارق شفتاي احسست بان ضهرها رطب كان المكان مظلماً لم استطع رؤية اي شيئ كانت ميشيل تنتظرني في السيارة مع ابي وامي في مكان قريب ،غطيت ايلول بسترتي وركضت وعندما وصلت الى السيارة لاحظت ان يدي قد ملأتها الدماء ،انزلت ايلول على الارض وجسيت نبضها كانت قد فارقت الحياة فصرخت لا..لا..لا..ايلول

الانتقام المميتKde žijí příběhy. Začni objevovat