موت قلبي

509 43 12
                                    

هل افرح على خلاصي ؟؟ ام احزن على موتهم؟؟
حدقت في نقطة سوداء كانت في السماء لعلها كانت منقذتي ،اتضح لي انها طائرة كانت متوجهة نحونا اعتقدت ان ذلك ما يبدو عليها
من بعيد ،بعد بضع ثواني ذهب الشك ،انها متوجهةفعلاً نحونا،الجميع كان يحدق بها ،من ثم اشتعل نار من تحتها وكأنها اطلقت قذائف نحونا ،هلع الجميع يصرخون خوفاً الا انا فقد كنت ميتاً في كل الاحوال ،كانت المشنقة في وسط باحة السجن .
هرع الجميع يركضون الى السجن ليختبئوا لعلهم ينجوا من ذاك الموت المحتم.
ظللت واقفاً مكاني فهنا يكمن الأمل لقد كانوا اغبياء اذا ارادت طائرة قصف اي شيئ فلن تقصف الباحة الخاصة به او المكان المجاور بل ستقصف السجن ،فالسجن يقع في صحراء كاحلة لايعرف بدايتها من نهايتها لم اسمع الصوت ابداً لقد طرت عشرة امتار ووقعت على الارض اغمى علي وعندما استيقظت سمعت فقط صوت طنين في اذني والم في وجهي وضعت يدي على وجهي ومن ثم نظرت اليها اعتقد انه قد جرح فالدماء قد غطت يداي،لم اهتم ابداً لم اكن محظوظاً يوما ولكن ذلك اليوم بالذات كنت محظوظاً وكثيراً رحت احاول الركض ولكن قدامي و يداي كبلتا بإحكام كان الكل ملقاً على الارض البعض يصيح من الم الجراح والبعض قد فارق الحياة وبعض السجان كانوا قد رأوني واستنجدوا بي ان اخرجهم اشرت لهم ان ينتظروا ، ركضت الى احد السجان اخذت المفاتيح كلها منه كان قد فارق الحياة اصلاً ،فككت قيدي وركضت الى اول سيارة وبدأت اجرب ...هيا ...هيا ...هيا
لم استطع تشغيلها، الكثير من السيارات هنا لا استطيع تجريب المفتاح على الكل رميت المفتاح كنت قد تعلمت كذلك كيف استطيع ايقاف وتشغيل السيارة من دون مفتاح كان ذلك افضل ما تعلمت قطعت الاسلاك واوصلتها في اول محاولة دار المحرك ،هنا بدأت اصوات المساجين تعلو ،اسف يا اصدقائي لا استطيع انقاذكم
إن اخرجتهم سيصبحوا كالثيران الهائجة.
لن استطيع حتى الهروب اصلاً ، ولا اريد ان افعل خيراً واخرجهم بالنهاية ادركت ان الحياة مضرة بالصحة عليهم الموت جميعاً ،
لم اعد اثق بأحد ابداً ومايدريني ان اخرجتهم انهم لن يخونوني ويلقون بي على الارض ويأخذو السيارات ويهربوا بها وسأصعد كالأحمق على تلك المشنقة لكن هذه المرة بلا عودة.
نظرت الى وجهي في مرأة السيارة كان قد تشكل ندب بين عيني وزالفيالايمن  ندب قد احببته كان جميلاً ولكن مؤلماً .
وضعت عليه الضماد الذي وجدته في السيارة ثم قدت السيارة الى المنزل لكنني كنت على وشك الضياع في تلك الصحراء ،في الصدفة مر عجوز وارشدني الى الطريق ، اسرعت لأرى وجه امي وابي وزوجتي اخوتي الذين لم ارهم منذ سنتين ،استغرق الطريق ثلاث ساعات ،كنت انظر الى الشوارع والبيوت التي قد تهدمت ،
اصوات رصاص الأطفال المشردين وكانني دخلت الى عالم اخر.
اخيراً وصلت وليتني لم اصل الى هناك ،لم اجد بيتنا كل ما وجدته هو حطام ودمار ذاك كان بيتنا واليوم لم يعد كذلك .
البيت الذي تربيت به وعشت اجمل ايام حياتي اصبح محلاً لرمي القمامة ولكن لماذا ؟؟
رأني احد الجيران اقف امام البيت باكياً،
لم اكن اعرفه لم يكن يعرفني هو ايضاً،
فقال متسائلاً مابك تبكي؟؟؟
قلت له اين هم اصحاب المنزل ؟؟؟ قال لقد توفوا جميعاً ماعدا ابنهم اظن انه كان في السجن .
لم اعرف ماذا افعل هل اصرخ؟؟؟
هل يساعدني الصراخ ام البكاء ام النوح؟؟؟؟
لم اشعر بشيئ سوى الم في البطن كنت جريحاً لكنني لم اعلم بذلك سقطت على الارض وقد أغمى علي .
استيقضت وقد كنت في نفس المكان الذي سقطت به والرجل قد رحل علمت في تلك اللحظة ان الرحمة قد اختفت ، عندما تنشب حرب في البلاد ترحل الرحمة بعيداً عن هناك ، استطعت النهوظ بصعوبة ضمدت جرحي وصعدت الى السيارة مات قلبي في تلك اللحظة لم يعد لي مكان في هذه البلاد سأرحل من هنا.

الانتقام المميتWhere stories live. Discover now