الفصل الواحد والعشرون

187K 2.5K 1.1K
                                    


( نعم أنا عاقر , لقد تم استئصال الرحم لي بعد اصابتي بورم خبيث ......... آسفة لحضورك و تعطيل وقتك ......أراك يوم الأحد في الشركة .... )

لحظات تلك التي فصلتهما عن العالم بعد أن نطقت بكلماتها الهادئة المقصودة ... و لم تنسى الابتسامة المدروسة على شفتيها .....

لم تنسى الا تفقدها ......

بينما كانت عيناها تتجولان بلا تعبير على ملامح وجهه ......

ربما كان الذهول يظلل تلك الملامح الرجولية الجذابة .... الا أن شعورا آخر فاق الذهول أشواطا ....

الألم ....

بدا و كأنه رجل يتألم .....

انعقد حاجباه ببطىء و كأنه يستوعب ما نطقت به للتو .... لدرجة ان ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيه بعصبية ... تدعوها , بل تتوسلها كي تضحك و تخبره أنها كانت تمزح بأكثر المزاح دناءة في الكون ....

و مع ذلك سيسامحها .... فقط فلتضحك و تقول بعجرفتها المعتادة و أنفها المرتفع

" خدعتك ..... نلت منك .... "

الا أن ملامح مسك الهادئة و النظرة الزجاجية الشفافة في عينيها العنبريتين ... اخبرتاه بما لا يقبل الشك , أنها لا تمزح ......

حينها ازداد انعقاد حاجبيه كرجل يعاني .... و التوت شفتاه وهو يهمس باختناق أجش

( مسك !! ............ )

رمشت مسك بعينيها مرة واحدة ..... اشارة آدمية واحدة فقط , جعلت الابتسامة على شفتيها تفتر قليلا , قبل ان تقول بنبرة متسلطة .... قوية كالجبال

( اياك ...... اياك و الشعور بالشفقة نحوي الآن , و في هذه اللحظة تحديدا ...... )

ما لم تتوقعه .... أن الابتسامة التي فترت على شفتيها , كانت و كأنها انتقلت الى شفتيه ....

نفس الابتسامة الفاترة .....و التي كانت كالقناع لمشاعر عنيفة هائجة .....

و رقت عيناه دون ان تفقدا ذرة من الألم بهما .... ثم همس لها

( أشك في أن يوجد من هو قادر على الشعور بالشفقة تجاهك يا مسك ... فالماس لا يُكسر ,و لا يُخدش ..... )

الآن بهتت الابتسامة تماما .... و هي تنظر اليه طويلا , بينما هو يبادلها النظر بنفس الألم ....

همس أخيرا بصوت مختنق وهو يمد كفه اليها ببطىء

( مسك .......... )

لا تعلم ما كان يريده بمد كفه ..... و تشك في أن يكون مدركا لما يريده فعلا ......

كان بامكانها البقاء لعدة لحظات اضافية في هذا العالم المنفصل كفقاعة تفصلهما عما حدث للتو .....

الا أن بعض الصيحات المفاجئة تعالت .... و هتاف باسم والدها

" سالم !!! ....... "

طائف في رحلة ابديةWhere stories live. Discover now