الفصل السابع والعشرون

100K 2.1K 344
                                    


" خائنة ....... خائنة ........ "

نظر اليه الشاب الذي يجلس بجواره , فضحك بعصبية وهو يقول متوترا

( اهتدي بالله يا رجل ..... من هي تلك الخائنة ؟! ..... هيا بنا لننهي أمر بيع السيارة , و دع عنك من تراقبها تلك ...... )

نظر اليه قاصي بصمت .... قبل أن يعاود النظر اليهما وهو يتنفس بسرعة و خطورة ....

كانت تبتسم بين كلمة و أخرى و هي تنظر اليه ....

بينما كان هو ينظر اليها بطريقة !!! ....

كان يبتسم بتلاعب ... عيناه تلمعان , .... بامكانه رؤية اللمعان في عينيه رغم المسافة التي تبعدهما عنه ...

رآها تحاول الإبتعاد ... الا أن راجح تجاوزها و اعترض طريقها ليمس ذراعها !!!! ...

عند هذه اللحظة لم يستطع السيطرة على النار المتقدة بداخله أكثر ....

فلم يدري بنفسه الا وهو يفتح الباب و يخرج من السيارة يصفقه خلفه بعنف ....

خرج الشاب الذي كان يرافقه من السيارة وهو يناديه بدهشة ...

( الى أين يا رجل ؟!! ..... الشاري ينتظرنا لننهي البيعة .... )

الا أن قاصي كان أصم الأذنين عن صوته ... و صوت العالم المحيط به , وهو يسرع الخطا بينما عيناه لا تبصران سوى الإثنين الواقفين من بعيد ....

لقد جذبت ذراعها من كف راجح و هي تعقد حاجبيها .. تتكلم بسرعة و حدة على ما يبدو و كأنها غاضبة ...

لقد مسها .... لقد لمس زوجته ......

سيكسر له كل عظمة صغيرة في كفه و ساعده و ذراعه ......

لكن ....

و بينما هو يسرع الخطى أكثر .... ألم يكن من المفترض أن تبتعد بعد أن عنفته على لمسه لها ؟!!!

لكنها لا تزال واقفة تتحدث !! ...

وقف قاصي للحظة في منتصف الطريق الذي قطعه رغبة منه في الوصول اليها على الجانب الآخر ...

وقف ينظر اليها بملامح غريبة ....

وهو يراها لا تزال واقفة تتكلم .... الثواني تمر و هي لم تبتعد بعد أن لمسها !!!! .....

في هذا الطريق الطويل .... كان واقفا متسمرا .... بشعره الطويل و ذقنه الغير حليقة .... و عينيه اللتين لا تريا الا ما يصوره له عقله المعذب فقط ....

صوت بوق عالي و صرير قوي جعله ينتبه من شروده القاتم ... فالتفت خلفه وهو ينظر بجمود الى سائق السيارة اللذي أخذ يشتم و يلعن ... بعد أن كاد يدهسه في وقفته الغريبة بمنتصف الطريق ...

لكن قاصي لم يحاول الرد حتى , بل عاد و استدار ليتابع عبور الطريق وصولا اليهما ... لكنه كان بطيء الخطى هذه المرة ...

طائف في رحلة ابديةWhere stories live. Discover now