الفصل السادس والعشرون

100K 2K 386
                                    


( سوار غانم الرافعي ....... هل ستبقيني على الباب أكثر ؟!! ........ )

ساد الصمت ثقيلا بينهما ... بينما راقبت سوار اتساع عيني المرأة أمامها حد الهلع .... فظلت واقفة بصبر و هي تنتظر منها أن تفتح الباب ... و حين طالت بها الصدمة , تابعت سوار بصوتٍ بارد ثقيل

( يمكنك ادخالي دون قلق .... فلن آخذ من وقتك الكثير .... )

الا أن عيني سوار انخفضت الى أصابع المرأة التي تصلبت فوق حافة الباب حتى ابيضت مفاصلها بشدة ....

فعادت و رفعتهما الى عيني المرأة و قالت بهدوء ساخر

( يمكنك تفتيشي قبل أن تسمحي لي بالدخول إن أحببتِ ..... لكن أنصحك بسماع ما أريد قوله , لأنه هام .... لذا لا تتسرعي بصرفي من هنا .... )

ظلت المرأة متشبثة بالباب .... و كأنها تحولت الى تمثالٍ حجري لا ينطق و لا يسمح ...... حينها قالت سوار مجددا بهدوء آمر

( افتحي الباب و لا تخافي ... أعطيتك الأمان , و سوار الرافعي لن تغدر مطلقا ...... )

رمشت المرأة بعينيها مرة , فأدركت سوار بأن كلماتها قد بدأت تتسلل الى ذهنها المرتعب أخيرا ... الى أن تراجعت خطوة و هي تزيح الباب بتردد , مصدرا صوت صرير مزعج زاد من توتر الجو بينهما ...

انتظرت سوار مرتفعة الرأس بإباء ... حتى فتح الباب أمامها بأقصى اتساعه .... ثم همست المرأة أخيرا بصوتٍ ضائع

( تفضلي ................ )

رفعت سوار حافة عبائتها , ثم خطت الى داخل الدار .....

بنظرة واحدة كانت قد ألمت بالمكان المحيط بها .... دار بسيطة التأثيث .... متواضعة أكثر و تعبر عن ضيق الحال ....

الا انها نظيفة و مرتبة .....

توقفت نظرات سوار على طاولة صغيرة عليها عدد من الكتب و الدفاتر المفتوحة .... خاصة بطفلٍ في مرحلة دراسية مبكرة على ما يبدو .....

ثم عادت لتدور بوجهها الى أن رأت طفلا صغيرا عند ممر داخلي يتعثر في خطاه !! ...

تصلبت عينا سوار عليه للحظة ... كان طفل جميل أسمر الملامح , لا يتعدى عمره العام ... يترتدي جلباب صغير زاد من قربه للقلب لكل من يراه للنظرة الأولى ....

مرت لحظتين و هي شاردة النظر في الطفل الصغير مما جعل أمه تنتفض و هي تندفع اليه معمية القلب , تحمله بين ذراعيها لتترفعه عن الأرض و تضمه الى صدرها بكل قوة و كأنها تخشى عليه منها ...

ضيقت سوار عينيها و هي تنظر الى المرأة ذات العينين الواسعتين المذعورتين , و هي تضم الطفل بشدة تكاد أن تخنقه و تضيق عليه أنفاسه .... فبدأ يتململ منها , غير مستوعب لتقييدها له بهذه الطريقة ...

طائف في رحلة ابديةWhere stories live. Discover now