الفصل الخامس والعشرين ..الجزء الاول

99.9K 1.9K 523
                                    


( حسنا لا بأس ....... أنا أقبل ....... )

للحظات و بعد أن نطقت عبارتها الهادئة المتزنة دون انفعالٍ يذكر .... وقف أمجد ينظر اليها , عاقدا حاجبيه بسبب غضبه على أبيها و قراراته الظالمة ... حتى أنه لم يدرك على الفور معنى ما نطقت به ..

الى ان بدأت عيناه تتسعان قليلا , وهو يستوعب ما سمعه ... قبل ان يقول بخفوت مضطرب

( عفوا !! .......... ماذا قلتِ للتو ؟! .... )

ارتفع حاجب مسك بسخرية و هي تقول

( أراك قد تأثرت بطريقة كلامي و استعرت الكلمة التي كنت تكرهها ..... )

برقت عينا أمجد باضطراب أكبر وهو يقول منفعلا

( توقفي عن سخريتك المقيتة الآن حالا .... و أعيدي ما قلتهِ !! ..... )

ابتسمت مسك بأناقة و هي تتجاوزه لتسير معتدلة لتتجه الى مكتبها و تجلس ببساطة بينما هو واقفا مكانه منفعلا لا يدري إن كان قد سمع موافقتها للتو أم أنه يتوهم ....

أما هي فقط اهتمت بتجميع بعض أوراقها , ثم قالت بهدوء دون أن تنظر اليه

( لقد قلت ما سمعته للتو ..... لقد قبلت عرضك للزواج شاكرة , إن كنت لا تزال مهتما بالأمر .... )

كانت تتكلم , كمن يتكلم عن عرض بيع تذكرة مسرح زائدة عن الحاجة .... لا عرض زواج , طال به الصبر الى ان واقفت عليه أخيرا ...

وقف أمجد ينظر اليها طويلا و هي تجلس خلف مكتبها , تنظر الى أوراق المشروع التي عكفت على تحضيرها طويلا ... كانت ملامحها هادئة دون تعبيرات , الا أن بعض الحسرة كانت ظاهرة في عينيها .....

في تلك اللحظة شعر بشعورٍ غريب .... شعور مناقض للسعادة التي كان من المفترض أن يشعر بها لقبولها عرضه أخيرا ....

شعر بالغضب عليها .... غضب عنيف ازاء جرأتها على التفكير في المشروع في تلك اللحظة التي سرقت كيانه كله و قلبته رأسا على عقب ... و جعلته فاقدا للقدرة على الكلام , كما هو حاليا ....

لذا و ما أن بدأ يستوعب الأمر كله دفعة واحدة , حتى اندفع اليها بكل قوته الى ان وصل الى حافة مكتبها , و بحركة خاطفة , اختطف ملف الأوراق من بين أصابعه , ليقذفه بعيدا بكل قوته , حتى تطايرت الأوراق منه في سماء المكتب قبل أن تتساقط أرضا على بعد .... بينما مسك تنظر الى ما حدث بذهول , قبل ان تعيد عينيها غاضبتين عنيفتين الى عيني أمجد و هي تهتف بغضب

( هل جننت ؟!! ...... ما الذي ...... )

الا أن أمجد انحنى مستندا الى سطح المكتب بكفيه حتى اصبح وجهه قريبا من وجهها المشتعل و قاطعها بنبرة صارمة

( اصمتي ....... )

برقت عيناها , بانفعالٍ رافض لتسلطه , الا أنها آثرت الصمت و هي تواجه عينيه غريبتي المشاعر في تلك اللحظة .... و ما أن كتفت ذراعيها و جلست صامتة منتظرة و متظاهرة بالملل ... حتى قال أمجد بهدوء صارم ... آمر

طائف في رحلة ابديةWhere stories live. Discover now