الفصل الاربعون

112K 2K 392
                                    


( انتظر ...... انتظر , لا يمكنك أن تفعل بي هذا ثم تدير الي ظهرك هكذا بكل بساطة .... )

أمسكت بملابسه , تشبثت بظهره ... أدارته اليها بكل قوتها البدنية , أو ما تبقى منها .....

استدار ليث ينظر اليها بصمت .... ملامحه رجولية ثابتة الملامح , أما هي فقد كانت في حالةٍ يرثى لها ...

وجهها غارق بالدموع , لكنه كما اعتادها ... قوية لا تبكي , تبدو كنمرة مفترسة و هي تنظر اليه بقهرٍ غاضب على الرغم من غزارة تلك الدموع ...

عاطفية .... و عاطفتها جياشة .... قوية و ذات جموحٍ سافر .... لا تقبل الترويض أو السيطرة عليها ...

لا تقبل أن يحط أحدهم من قدرها ... لأنها ملكة ..... ملكة على عرش قلبه .... عرش لم و لن يحتله سواها مطلقا ....

بكل همجيتها و الشرر الذهبي المنطلق من عينيها العنيفتين .... حتى في بكائهما ....

و شعرها الأسود الطويل الذي نزعت عنه الوشاح ما أن تبعته الى داخل شقتهما و كأنها على وشك الإختناق و تحتاج الى الهواء فورا ....

بات يحفظ كل تفصيلة من تفاصيل غضبها ... هجومها .... عنفوانها ....

بات يحفظ كم مرة ترمش بعينيها و هي في أشد حالاتها غضبا .....

ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيه اللتين تذوقا الشهد من شفتيها فارتوى , دون أن يجد من قلبها ما يروي ظمأ قلبه ... نعم ابتسم , الا أنها ابتسامة لم تصل الى عينيه أبدا ....

صرخت سوار بعنف و هي تنشب أظافرها في لحم ذراعيه تهزه بقوة

( أجبني ...... لا تظل صامتا بهذا الشكل ...... أخبرني ,أنك كنت تكذب .... كنت تعاقبني فقط بأكثر الطرق دناءة و انحطاطا بالكذب علي .... الا أنك لم تصل الى الأدنى ..... وهو أن تكون صادقا و فعلتها ..... هل خطبتها ؟؟ ....... هل خطبت امرآة ثانية يا ليث ؟!! .... بل ثالثة ؟!! ..... )

رفع ليث كفه ليضعها على وجنتها المبللة ... يمسح دموعها الغزيرة باصابعه .... فلم تكفيها , فانحنى ليلتقط تلك الدموع المالحة بشفتيه مما جعلها تغمض عينيها و هي تقبض على مقدمة قميصه بكلتا قبضتيها ....

و دون سابق انذار وجدت نفسها مسلوبة الإرادة تقبله بكامل قوتها و دون مبادرة منه ... تلتقط أنفاسه بشفتيها كما كان يلتقط دموعها ...

همست بأنفاسٍ حارة متقطعة من بين قبلاتها التي حاولت بها تهدئة نفسها , و بأنه كان فقط يعاقبها .... كذبا ....

( أنت كنت تكذب يا ليث .... أنت لم تخطب هذه الفتاة ..... اليس كذلك ؟! ... أخبرني أنك لم تفعل .... )

تخلل شعرها بأصابعه يرفع رأسها اليه , حتى نظرت لعينيه بعينيها المبللتين و أنفاسها المتهدجة ما بين استجداءه و في نفس الوقت الغضب منه ...

طائف في رحلة ابديةOnde histórias criam vida. Descubra agora