( انتظر ...... انتظر , لا يمكنك أن تفعل بي هذا ثم تدير الي ظهرك هكذا بكل بساطة .... )
أمسكت بملابسه , تشبثت بظهره ... أدارته اليها بكل قوتها البدنية , أو ما تبقى منها .....
استدار ليث ينظر اليها بصمت .... ملامحه رجولية ثابتة الملامح , أما هي فقد كانت في حالةٍ يرثى لها ...
وجهها غارق بالدموع , لكنه كما اعتادها ... قوية لا تبكي , تبدو كنمرة مفترسة و هي تنظر اليه بقهرٍ غاضب على الرغم من غزارة تلك الدموع ...
عاطفية .... و عاطفتها جياشة .... قوية و ذات جموحٍ سافر .... لا تقبل الترويض أو السيطرة عليها ...
لا تقبل أن يحط أحدهم من قدرها ... لأنها ملكة ..... ملكة على عرش قلبه .... عرش لم و لن يحتله سواها مطلقا ....
بكل همجيتها و الشرر الذهبي المنطلق من عينيها العنيفتين .... حتى في بكائهما ....
و شعرها الأسود الطويل الذي نزعت عنه الوشاح ما أن تبعته الى داخل شقتهما و كأنها على وشك الإختناق و تحتاج الى الهواء فورا ....
بات يحفظ كل تفصيلة من تفاصيل غضبها ... هجومها .... عنفوانها ....
بات يحفظ كم مرة ترمش بعينيها و هي في أشد حالاتها غضبا .....
ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيه اللتين تذوقا الشهد من شفتيها فارتوى , دون أن يجد من قلبها ما يروي ظمأ قلبه ... نعم ابتسم , الا أنها ابتسامة لم تصل الى عينيه أبدا ....
صرخت سوار بعنف و هي تنشب أظافرها في لحم ذراعيه تهزه بقوة
( أجبني ...... لا تظل صامتا بهذا الشكل ...... أخبرني ,أنك كنت تكذب .... كنت تعاقبني فقط بأكثر الطرق دناءة و انحطاطا بالكذب علي .... الا أنك لم تصل الى الأدنى ..... وهو أن تكون صادقا و فعلتها ..... هل خطبتها ؟؟ ....... هل خطبت امرآة ثانية يا ليث ؟!! .... بل ثالثة ؟!! ..... )
رفع ليث كفه ليضعها على وجنتها المبللة ... يمسح دموعها الغزيرة باصابعه .... فلم تكفيها , فانحنى ليلتقط تلك الدموع المالحة بشفتيه مما جعلها تغمض عينيها و هي تقبض على مقدمة قميصه بكلتا قبضتيها ....
و دون سابق انذار وجدت نفسها مسلوبة الإرادة تقبله بكامل قوتها و دون مبادرة منه ... تلتقط أنفاسه بشفتيها كما كان يلتقط دموعها ...
همست بأنفاسٍ حارة متقطعة من بين قبلاتها التي حاولت بها تهدئة نفسها , و بأنه كان فقط يعاقبها .... كذبا ....
( أنت كنت تكذب يا ليث .... أنت لم تخطب هذه الفتاة ..... اليس كذلك ؟! ... أخبرني أنك لم تفعل .... )
تخلل شعرها بأصابعه يرفع رأسها اليه , حتى نظرت لعينيه بعينيها المبللتين و أنفاسها المتهدجة ما بين استجداءه و في نفس الوقت الغضب منه ...
VOCÊ ESTÁ LENDO
طائف في رحلة ابدية
Romanceمن بين جموع البشر ... كان هو الاول والاخير... واخر من رغبت بمواجهته في هذه الارض القاصية الواسعة صرخ بها والنار المشتعلة باللون الفيروزي تزيد من جذور روحه اختاري - فتبسمت شفتاها بمرارة بلون اكثر قتامة وهي تهمس بغضب وهل بين القانون والحياة اختيار...