الفصل التاسع والثلاثون

110K 2.1K 179
                                    


( لا بأس ...... أنا هنا و لن أتركك ....... لا تخافي ...... )
كانت ثريا ترتعش بقوة بين ذراعي تيماء التي ضمتها اليها اكثر ....
لقد اعتادت على فعل هذا كثيرا منذ طفولتها , كلما مرت أمها بنوبة ضيق و كم كانت كثيرة تلك النوبات ...
لكن الآن كانت تشعر بحال أمها مختلف .... فقد كانت ترتعش حقيقة , و جسدها ينتفض بالكامل , بينما لاحت في عينيها نظرة انكسار مؤلمة ... لم تراها تيماء بعيني ثريا من قبل , ...
نظرة اذلال موجعة ....
وضعت تيماء شفتيها على جبهة ثريا و همست لها بخفوت
( اهدئي يا أمي ....... خذي نفسا عميقا و هدئي من روعك ...... )
رفعت ثريا وجهها المتورم المكدوم , تنظر الى عيني تيماء بذهول و ارتياع ... ثم هتفت بصوت مختنق من بين شهقات بكائها المتتالية
( انظري ماذا فعل بي هذا الهمجي ..... انظري الى وجه أمك يا تيماء ..... )
رفعت تيماء كفيها , لتمسك بجانبي وجه ثريا برفق و هي تطالع الألوان المخزية التي تفسده ..... فأظلمت عيناها و توترت شفتاها اكثر , الا أنها قالت بصوتٍ قاسٍ مشتد
( كان عليكِ توقع هذا منه يا أمي ...... إنه مجرد كتلة عضلات تبيع نفسها بالمال لمن تحتاجه , فماذا كنتِ تنتظرين منه أكثر !! ..... )
رفعت ثريا كفها لتلامس بأصابعها المرتعشة موضع الكدمات و هي تهمس ذاهلة بشرود و كأنها تهذي ...
( و أنا لم أمنع عنه شيئا ..... لقد كنت أعطيه كل ما يطلب , حتى قبل أن ينطق به , ... لكنه لم يكتفي بي و بدأ في خيانتي .... ثم لم يعد يكتفي بما أعطيه من مال .... فبدأ يطلب أكثر .... )
انعقد حاجبي تيماء بشدة و هي تستمع الى أمها , ثم قالت بنفس النبرة القاسية
( و ما الذي حدث و فجر الأمور الى هذا الحد ؟!! ........ )
نظرت أمها اليها بعجز و هي تهز رأسها بإشارة غير واعية , ثم رفعت كفها تقول يائسة
( واجهته بخيانته لي ,..... فلم ينكر ..... حينها جن جنوني و أمرته أن يبتعد عن الحقيرة التي يعرفها , أو أكثر .... لا أعلم كم مرة قام بخيانتي فيها .... الا أنه رفض بكل وقاحة , حينها لم أستطع السيطرة على جنوني , ظللت أصرخ و أصرخ و أخبرته بألا ينتظر مني قرشا واحدا ..... و صفعته .... حينها بدا لي و كأنني حررت وحشا لا أعرفه من قيوده ..... رأيته أمامي يتحول الى كائن مرعب , صفعاته و لكماته تتوالى علي وجههي قبل حتى أن أستوعب ما يحدث ....)
صمتت فجأة و هي تنظر الى عيني تيماء مجددا , ثم التوت شفتاها على نحوٍ مثيرٍ للشفقة و هتفت بنشيجٍ ذليل ...
( لم أستطع فتح فمي بكلمة من شدة الرعب .... ظللت أتلقى ضرباته الى أن وقعت أرضا , فغادر بعدها و لم يعد حتى الآن .... )
أغمضت تيماء عينيها دون كلمة .... بينما بدا وجهها شاحب و ملامحها ميتة المشاعر .....
أما قاصي فكان يراقبهما عن بعد بعينين عميقتي النظرات .... داكنتين حد الظلام ....
لطالما كانت تيماء بالنسبة له هي الأم ... و ثريا هي الإبنة ....
منذ طفولتها و هي التي تعتني بثريا بكل طريقة ممكنة , بينما ثريا , تزيد من تدللها على تيماء حتى بلغت درجات من الأنانية في الكثير من الأحيان ...
لم يستطع الآن الشعور بأي تعاطف مع ثريا ... على الرغم من وجهها المكدوم المثير بالشفقة , و عمرها الذي بات لا يسمح بما حدث لها ...
الا أن تعاطفه بالكامل كان تجاه تيماء ....
فملامحها الباهتة الصامتة دون تعبير كانت اكثر اثارة لكل خلايا تعاطفه معها ... و حتى خوفه عليها ...
لو كان الأمر بيده لأمسك بيدها و سحبها بعيدا عن هنا و لتتحمل ثريا نتائج اختيارها ....
فتحت تيماء عينيها أخيرا و كانتا متوهجتين كحجرين من الفيروز القاسي ... ثم قالت بصلابة
( تعالي معي يا أمي ...... لنرحل من هنا ...... هيا ..... )
رفعت ثريا وجهها الممتقع الى تيماء , و هي تمسح دموعها بأصابعها المرتجفة ... ثم قالت بصوتٍ باهت مرتعش
( الى ...... الى أين ؟!! .......... )
عقدت تيماء حاجبيها بشدة و قالت بصوتٍ أكثر حزما و تعجبا
( ستعودين معنا بالطبع ....... أتيت كي آخذك معي ....... )
كان هذا دور قاصي كي يعقد حاجبيه بشدة , بينما برقت عيناه رفضا ... الا أنه لم يتكلم , بل تكلمت ثريا قائلة بصوتٍ أكثر ارتباكا
( لكن هذا بيتي ...... لماذا أتركه ؟! ........ )
ارتفع حاجبي تيماء لتقول بحدة
( ستتركيه لأنه سيعود في أية لحظة .... فهو كالكلب لن يترك عظمة حتى ينهيها تماما بأسنانه , ثم يليقي بها بعيدا ما أن تصبح غير ذات نفع ...... )
بدت ثريا أكثر ترددا و ارتباكا أمام عيني تيماء الذاهلتين .... الى أن قالت أخيرا بصوتٍ خفيض ذليل و هي تخفض وجهها أرضا ....
( لكن يا تيماء ..... إنه ...... ربما ....... أقصد ....... )
صمتت و هي لا تدري كيف تصوغ كلماتها , فعقدت تيماء حاجبيها بشدة و هي تقول بشكٍ ذو نبرةٍ شرسة شريرة ...
( أمي !!!! ...... هل تنوين البقاء معه بعد ما فعله ؟!! أم أنني أتوهم فقط بسبب نوازع حاقدة داخلي لا أكثر !! ..... )
ساد الصمت لبضعة لحظات , الى أن رفعت ثريا عينيها العاجزتين الى تيماء و همست
( افهميني يا تيماء ...... لو كان يريد تركي لكان طلقني قبل أن يخرج , لكنه لم يفعل ..... أعي أنه أخطأ خطأ لا يغتفر لكن ربما لو ...... )
انتزعت تيماء كفيها قبل ان تقفز على قدميها واقفة و هي تصرخ بذهولٍ و استنكار
( لا أصدق ما أسمع ...... لا أصدقك ..... هل وصلتِ الى هذا الدرك من اذلال الذات ؟!! .... و لماذا ؟!!.... ما هو هذا الشيء الساحر الذي يقدمه لكِ و لا تستطيعين الإستغناء عنه !!! ..... )
هتفت ثريا بألم و قسوة في نفس الوقت
( اخرسي يا فتاة و لا تنسي أنني أمك ............ )
ضحكت تيماء عاليا بعصبية و هي تصرخ بقسوةٍ أشد
( بل نسيت ..... نسيت هذه المعلومة منذ سنوات ..... فأنتِ دائما ما تضعين نفسك في موقف العاجز و أقوم أنا برعايتك و حمايتك و الدفاع عنك ...... )
صرخت ثريا هي الأخرى و هي تبكي بشكلٍ مثير للشفقة و النفور
( لم أتصور يوما أن تقفين أمامي هذه الوقفة و تذليني بما قدمته لي من مساعدة , بينما أنا منحتك الحياة نفسها و رفضت التخلص منكِ كما كان يريد والدك ....... )
كانت تيماء تنظر اليها بذهول و قد عجز الكلام عن الخروج الى شفتيها , مما ترى و تسمع ......
فهزت رأسها و هي تحاول جاهدة السيطرة على نفسها و أعصابها , ثم لم تلبث أن أغمضت عينيها و رفعت وجهها تأخذ نفسا عميقا مرتجفا , قبل أن تعاود النظر الى وضع أمها المخزي .... ثم قالت بقسوة و برود
( لماذا اتصلتِ بي اذن طالما أنكِ لا تريدين تركه ؟!! ....... ما هو المطلوب مني ؟؟؟ ..... )
لعقت ثريا شفتيها المرتجفتين , ثم همست بعد فترة طويلة
( ربما لو بقيتِ معي حتى يعود .... و قمتِ بتهديده و تحذيره من أن يكرر فعلته , فلن يعيدها و هو يرى بعينيه أنني لست وحيدة ..... )
فغرت تيماء شفتيها أكثر , و هي تظن أن الذهول قد نضب لديها , لكن على ما يبدو أن أمها لن تتوقف عن ابهارها ....
لذا قست ملامحها و قالت بنبرة صارمة لا تقبل الجدل
( انسي ........ لست هنا لأتفاوض مع هذا القذر ..... لا أصدق أنكِ أحضرتني الى هنا سفرا ليلا , كي أحذره من أن يضربك مجددا !!! ..... أي ذلٍ هذا ؟!! ...... )
لمعت عينا ثريا فجأة بالغضب على الرغم من احمرارهما و الكدمات المتورمة من حولهما ... فصرخت بقوة و عنف
( اذن اخرجي ..... اخرجي من هنا , لا اريد منكِ شيئا ........ )
بهتت ملامح تيماء للحظة و لم تستطع الرد , فتدخل قاصي في تلك اللحظة وهو يفك ذراعيه , ليمد كفه اليها قائلا بصوتٍ عميق قاتم
( هيا بنا لنغادر يا تيماء ..... لقد قمتِ بما عليكِ ........ )
انتبهت ثريا لوجوده للمرة الأولى , فالتفت رأسها اليه و هي تنظر اليه بذهولٍ غاضب , قبل أن تصرخ به
( أنت ...... أنت السبب ...... لقد كنت أنت السبب منذ سنوات في ابتعاد طفلتي عني .... أنت من غذيت الكره بداخلها تجاهي عاما بعد عام ...... )
انعقد حاجبي قاصي بشدة , بينما ازداد لونه عينيه قتامة , الا أنه قال متهكما بسخرية
( حين أذكر كم مرةٍ ساعتك فيها خلال هذه السنوات ..... و كم كنتِ تلجئين الي كي أساعدك على قضاء أمرٍ ما ..... أشك في ما تقولين الآن ...... )
صرخت ثريا من مكانها أرضا كحيوانٍ محتجز يصارع في لحظاته الأخيرة و ينهش كل من يقترب منه ..
( لأنك كنت تتقاضى ثمن ما تفعل ...... لا تجعل من نفسك فارسا شهما .... )
ضحك قاصي بقسوة وهو يقول بنفس الإستهزاء
( لقد رقصتِ معي في هذه الشقة الكثير من المرات .... و أكلت معكما مراتٍ أكثر ..... أما عن ما تقاضيته فقد كنت أساعدك سرا بالمال حين تنفقين كل ما لديكِ .... حتى بعد سفر تيماء ...... )
فغرت تيماء شفتيها بذهول و هي تنظر الى أمها مصدومة , الا أن ثريا اخفضت رأسها عن مرمى عيني ابنتها بخزي .... ثم لم تلبث أن صرخت مصممة
( أنا فتحت لك بيتي و أشفقت على حالك ..... الا أن وضيع الأصل يظل وضيعا طوال عمره , فقد انتهزت الفرصة و تسللت الى ابنتي و جذبتها اليك بخسة ..... بينما كنت أنا عمياء .... )
شعرت تيماء رغم عنها بالوجع عليه .... فنظرت اليه بلهفة خائنة , و بداخلها حافز غادر يدفعها الى أن تقترب منها و تضمه الى صدرها بقوة ....
أما هو فقد تحولت ملامحه الى القناع الصلب الذي تعرفه جيدا و الذي يخفي تحته ألما لا يسمح لأحدٍ بأن يراه ... ثم قال ساخرا بطريقة مهينة
( تلك هي نفس اسطوانة سالم الرافعي ..... حاولي ابتكار اتهام جديد , فقد مللتها .... )
صرخت ثريا بجنون و غضب غير مسيطر عليه
( لماذا أتيت ؟!! ..... كيف تمتلك الجرأة كي تأتي الى هنا برفقة ابنتي بعد كل ما تسببت فيه من ألمٍ لها .... منذ أن عرفتك و هي تقع في كل مصيبة و اخرى حتى لم تعد قادرة على رفع رأسها بين الناس .... )
ساد صمت موحش بين ثلاثتهما ..... و تحولت ملامح قاصي الى قناع آخر , أشد رمادية و تحجر ... أما عيناه فنظرتا الى عيني تيماء التي كانتا تنظران اليه بصمت .... نظراتٍ عميقة ..... شديدة العمق .....
و طال بهما النظر .....
الى أن قطع هذا التواصل المؤلم , ثم أعاد عينيه الى ثريا و قال باستهزاء
( بصراحة لا أرى هنا من لا تستطيع رفع سواكِ .... من شدة الصفعات و الكدمات التي تملأ وجهك , و هذا بالتأكيد لأنكِ توقفتِ عن الدفع ...... )
صرخت تيماء فجأة
( قاصي .................. )
نظر اليها بنظراتٍ متحجرة , خالية المشاعر ....الا أنها صرخت مجددا بنبرة تهديد غاضبة
( انتظرني خارجا ...... رجاءا ....... )
نقل قاصي عينيه بينهما , فهتفت تيماء بحدة
( أريد الكلام مع أمي على إنفراد ............. )
رمقها قاصي بنظرة أخيرة , لم تفهم معناها تماما , الا أنه خرج من الغرفة ناظرا الى ثريا بنظرة اشمئزاز ....
لم يبتعد ..... لم يجد القدرة أو الرغبة في الإبتعاد خوفا من أن تملأ ثريا رأس تيماء بأفكارٍ شريرة كي تهجره ...
فوقف بجوار الباب , مستندا بظهره الى الجدار وهو يرهف السمع دون خجلٍ أو أي ذرة من تأنيب الضمير ....
اما تيماء فقد أخذت نفسا مجددا أشد حدة , ثم التفتت الى أمها و قالت بصرامة
( هذه هي فرصتك الاخيرة يا أمي ..... دعيني أساعدك و أبدل لكِ ملابسك , ثم نخرج من هنا لنحرر ضده بلاغا في قسم الشرطة .... ثم تسافرين معي .... )
هتفت ثريا بألم و رفض
( أنتِ لا تفهمين ....... هذه هي فرصتي الأخيرة بالفعل , هذه الزيجة هي فرصتي الأخيرة بعد سنواتٍ من الحرمان ...... إنها التعويض عن ..... )
صرخت بها تيماء بقسوة
( أي تعويض ؟!! ....... أي تعويض بالله عليكِ .... انهضي و انظري الى نفسك في المرآة , ..... أي تعويضٍ تنتظريه من شخص كهذا ؟!! ......)
كانت ثريا في أسوأ حالاتها فباتت تجرح دون وعي ...و قالت بصوتٍ يحترق
( كيف لكِ أن تلوميننني على شيء أنتِ تفعلين أسوأ منه ..... أنا من تنظر الى نفسها ؟!! بل انظري أنت الى نفسك ..... انظري لكل شيء خسرتيه بحياتك لأجله .....
تذكري كل اهانة مررتِ بها بسببه ....
هل نسيتِ هروبه منكِ و ما فعله بكِ والدك بسببه ؟!! .....
هل نسيتِ طفلك الذي حملتهِ داخلك شهور طويلة , ثم فقدته وهو غير موجود بجوارك .....
و ماذا عن دراستك التي توقفت ؟!! ..... أخبريني عن انجاز واحد قمتِ به منذ عودتك من السفر ... و منذ عودتك اليه ؟!! ..... لا شيء .... صفر ..... بل كنتِ تخسرين فقط .....
و الأغرب من كل هذا هو أنكِ لازلتِ معه ...... فكيف لكِ أن تلومينني ..... )
أغمض قاصي عينيه في الخارج ...وهو يرجع رأسه للخلف ... يضربها في الجدار دون صوت , بينما انقبضت كفاه بشدة حتى ابيضت مفاصل أصابعه ...
أما تيماء فقالت بصوتٍ بارد ... لم يستطع محو نبرة الألم به
( اتركي قاصي خارج الموضوع يا أمي .... لأن الأمر يختلف .... )
صرخت بها ثريا
( لا شيء يختلف ...... أنتِ اخترتِ أن تقضي حياتك جريا خلف رجلٍ أقل منك في كل شيء ... الأصل و النسب و التعليم و المال ..... و لم أستطع إيقافك , فهل تلومينني الآن لمجرد أنني أريد البقاء مع رجل أقل مني عمرا !!!!! ..... )
كانت تيماء مطرقة الوجه طويلا و هي تسمع ثريا بصمت , بينما خلا وجهها من أي تعبير ....
و ما ان انتهت أمها من تفريغ كل ما بداخلها من شحناتٍ سوداوية ... حتى ساد صمت كئيب مضني لبضعة لحظات ...ثم رفعت تيماء وجهها ...
و نظرت الى عيني ثريا طويلا ... الى أن صرخت فجأة بنبرة مريعة جعلت أمها تنتفض مكانها
( قاصي .... قاصي ..... قاصي ...... الجميع يحاكمني على وجود قاصي في حياتي , بينما عليكم أن تحاكموا أنفسكم قبلا .... أنتم السبب , أنتم من أقحمتوه الى حياتي ..... حين اشتد عودي قليلا , لم جد غيره في حياتي ..... والدا و أخا و صديقا ....
أتدرين ماذا ؟!! ..... لقد اكتشفت مؤخرا أنني لم أحظى يوما بصديقة .... لأنني لا أستطيع ... لم أتعلم كيفية الحصول على أصدقاء ... افتقدت وجود الأخت الوحيدة و التي لم أعرفها ....
افتقدت وجود أبي الذي رفضني تماما و كأنني مجرد حيوان أجرب .... و أرسل قاصي نيابة عنه
و افتقدت وجودك ..... لطالما تتشدقين بالتمنن علي لأنكِ لم تتخلصين مني كما طلب منك أبي , الا انكِ نسيتِ شيئا هاما بعدها ..... نسيتِ أن تكوني أما ...
لم أشعر بكِ أم لي أبدا .... بل كنتِ مجرد حملا على عاتقي .... ادافع عنكِ و أرعاكِ .....
و أثناء ذلك كنت أشعر بالوحدة ..... وحدة لم يملأها سوى قاصي .....
أنتم السبب في لعنة اسمها قاصي الحكيم دخلت الى حياتي و تمكنت منها ....
لأنه حل محل كل واحد منكم و ملأ الفراغ الذي تركه .....
عليكم أن تحاكموا أنفسكم قبل أن تحاكموني على علاقتي به , فربما لو كنت نشأت في أسرة سوية ... من والدين و أخت .... لما كنت سمحت له بدخول حياتي , و لكنت رأيت الفروق التي تحدثتِ عنها بكل تقزز للتو .... )

طائف في رحلة ابديةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن