قبلة و هروب

11.4K 553 374
                                    

قطع الصمت المُفجِع-الذي دام لثوانٍ-هُتاف رضوان الحادّ هادِراً
- كادي!
إهتزّت حدقتيّ كادي بخوف إلاّ انّ جسدها لا زال مُنتصِباً بتحفُز وهي ترمقُ ريفال بنظرات حارِقة جابهتها الاُخرى ببرود وهي تكبح جِماح كِنان -الذي كاد ان يتحدّث- بوضع يدها على صدره مُستمِرّةً في لعِب دورٍ رقيقٍ لا يمِتُّ إليها بِصِلة وهمست بإبتِسامة لا مُبالية
-رأيكِ التافِه إحتفِظي به لنفسكِ يا ابنةَ ايمن، وإن كان هدفكِ إفقادي السيطرة لأُضيّع وقتي الثمين بشتمكِ او ضربكِ ستنتظِرين طويلاً، كُنتُ أُفضّل ان يكون هذا الحديث بعد العشاء فأنا جائعة للغاية ولكن بما أنّكِ بدأتِ فأُحبّ أن اُخبِركِ أمراً، انا أكون "ريفال" إبنةَ عِطر وزوجةَ كِنان رضوان، ويجب ان تتقبّلوا جميعاً هذا الواقِع الذي لن يتغيّر ابداً، فإن كُنّا حُثالةً او اقذر من ذلك فسنظلّ أفراداً من هذه العائلة.

علت الدهشة وجوه الجميع وأولهُم كِنان الذي لم يتوقّع هدوء ريفال بهذه الطريقة إلا انّ انهُ شعر بمرارة ما تُعانيه مُتأكِداً انّ روحها تحترِق ببُطء و الدمع الذي تُخفيه عيناها يتسرّبُ الى داخل قلبها كشظايا بُركانٍ ساخِن فهتف بحدّة
- إعتذري الآن يا كادي، فقد أخطأتِ بحقّ زوجتي وهذا ما لن اسمح لكِ به بعد الآن، هيّا!
إنتفضت ريفال من صُراخ كِنان بينما شحب وجه كادي وكأنها تلقّت صفعةً مدوّية فبحياتِها لم تتعرّض للذُلّ كما تعرّضت لهُ بهذه اللحظة إلاّ انها إستجمعت خُبثها وهمست بإختِناق والغلّ يتمثّلُ بنبرتِها
- كم أخذتِ مِنهُ مُقابل جسدكِ؟

دوّى صوت صفعة أسقطتها أرضاً فسالت دمعةً على خدّها المُلتهِب بالتزامُن مع تجرُعها لطعم الدم الصدِئ بداخل فمِها بينما اخذ أوس يُطالِعها من علوّه المهيب كمارِدٍ شريرٍ وهو يهمِسُ بأعيُنٍ حمراء من فرط الغضب
- الحُثالةُ امثالنا يا صغيرة ليسوا نبيلون كأفراد طبقتكِ المخمليّة لِذا إنتقي ألفاظكِ عندما تُحادِثينا حِفاظاً على ملامِح وجهكِ.

شعرت ريفال بأنّها على وشك الإنهِيار وقد كبحت لمعة عينيها بقوّة جبّارة وهي تُفلِت يد كِنان مُتوجِهةً الى أوس الذي يرتجِفُ كأسدٍ جريح فحطّت يدها على ظهره هامِسة بإسمه بخفوت وغصّة الدمع تتعاظمُ بحلقِها وفي اللحظةِ التالِية دُفِعت بقوّة وكادت ان تسقُط لولا حماية كِنان الذي أسندها بعد ان لكم كريم فكّ أوس بقوّة ليسقُط ارضاً وقد وصل به الغضب لمرحلةٍ مجنونة فنهض مُسرِعاً يكيلُ الضربات واللكمات لكريم الذي لم يكُن مِن مُحبّي العُنف إلاّ ان رؤية إبنةَ عمّه وهي تُصفع بهذه الطريقة اثارت جنونه فلم يوقِفهُما سوى ادهم وبُراق وشِهاب بينما لا زال كنان مُمسِكاً بريفال التي تُشاهِد الوضع بعينان شرِستان عميقتيّ الكُره وقد تملّكتها رغبة عارِمة بقتل جميع من امامِها وأوّلهُم ذلك البعيد الذي كُتِب في صحائف القدر انّهُ ابيها، لقد كان مُتجاهِلاً لكُلّ ما حوله ولم يفعل شيء سوى ان يرمقها بنظراتٍ عجزت عن تفسيرها إلاّ ان شعور التقزُز الذي تملّكها تِجاههُ جعلها تُشيحُ ببصرها بِحدّة وهي تهدِرُ بصوتٍ فاق صوت نحيبها المكتوم راجّاً اجزاء المكان
- كفى! قلت إصمُتُوا، اللعنة عليكُم.

سُكّر غامِقWhere stories live. Discover now