وجوه الحب

9.9K 467 177
                                    

شعرت زمرُّد بأنّها على وشك السقوط وألمٌ مريرٌ يستقِرُّ بمُنتصفِ قلبِها لمرأى رضوان فؤاد، ولكنّ الكفّ التي ربّتت على ظهرها بحنوٍ لذيذٍ أجبرتها على نصب قامتها بإعتِدال ورسم أكبر إبتسامةَ نصرٍ بالكون وهي تهمِسُ بقوّة:
- "إفيت" نحنُ هُنا، بعد أعوامٍ من الغياب، هل تذكُرني رضوان فؤاد؟!

إقتربت خطوات رضوان بإتجاهها وكأنّهُ يسيرُ على جمرٍ شائك مع كُلّ خطوةٍ يزدادُ فيها تشبُّثُ عينيه بعيناها الجميلة، كيف غفل عن هذا الشبه الغريب بينها وبين والدتها؟ تلك الفتاة إبنة إيفان بكل تأكيد.

كانت ريفال ستدخُل برفقة زُمرُّد وزين ولكن هاتفها الذي رنّ مُنبِئًا عن مُكالمة من كِنان جعلها تُشير إليهِما بالتقدُّم بينما تراجعت هي بضعة خطوات وقلبها يقرعُ بعُنفٍ بات مُلازِمًا لسماع نبرة صوته.

إبتسمت بشوق وهي تسمعُ عبارات سلامه المُقترن بحنانٍ دافئ يغمُر كُلّ مشاعرها البارِدة، ولكنّها ردّت عليه بجمودها المُعتاد ردًّا عن سؤاله عن احوالها واخبار حملها، ولم تستطِع الإستِرسال معهُ في الحديث وهي تهمِسُ بغموض:
- نتحدّثُ في المساء؛ فأنا الآن أعمل على قالبٍ مُهِم، ويجِب ان أُزيّنهُ ببراعة.

بالرغم من رغبتها بإنتهاء المُكالمة إلاّ انّ إنصياعه لإغلاق الهاتف فورًا ألقى بقلبها شعورًا مريرًا مؤلما؛ فبحياتها لم تتوقّع ان يصلا لنُقطةٍ كهذه في علاقتِهِما، فقد تعوّدت ان تتدلّل وتؤذيه كما تشاء فبالنهاية ينصاعُ إلى رغبة قلبه بها ولكن يبدوا انّهُ لم يعُد لديها ذات التأثير عليه، او رُبّما خبى بريق العشق الزائف.

تنهّدت بضيق وسُرعان ما إبتسمت وهي تفتحُ باب غُرفة الإجتِماعات هاتِفة بمرحٍ زائف:
- مرحبا! أعتذِرُ عن التأخير فقد كُنتُ أُحادِثُ كنان، وتعلمون كم من الصعب الإفلات من تحقيقاته التي لا تنتهي.
إتسعت أعيُن الجميع بدهشةٍ واضِحة بينما تمتم أدهم بتلعثُمٍ مُختنِق:
- أنتِ؟!

- مالِكة شركة "إيفت" للمنتجات الغذائيّة، "أكبر" سابِقًا.
قاطعتهُ هامِسة بإستِعلاء ليُقهقِه بغير مرحٍ بينما يهمِسُ كريم بإستِهزاء:
- أخبرتُ أخي انّكِ مُجرّد جروٍ اجربٍ ينبحُ على فتات طعامٍ لن يكون له.

حاول زين الإقتِراب من كريم الذي تقدّم إليه مُستعِدًّا للقِتال إلاّ انّ ريفال أمسكت به لتقترِب من كريم قائلة بنظرةٍ أربكتهُ بشدّة لعُمق ما تحمِلهُ من غموض:
- على الأقل الجِراء وفيّة لأصحابها ولكنّ الثعالب أمثالكُم خُلِقوا للغوص في الدناءة وحياكة المؤامرات ولو على أقرب الأشخاص إليهم.

وجّهت نظرتها لرضوان الذي يُطالِعها بصمتٍ لم تستطِع تفسيرهُ؛ فطالما أذهلتها قُدرتهُ العالية على الصمود الذي إستفزّها فهتفت بحدّة:
- أُقسِمُ ان أجعلكَ تعُضّ أصابع الندمِ على ما فعلتهُ بي، وخُذهُ منّي وعدًا امام الجميع، سأستولي على كُلّ ما تمتلِكُ من مال واجعلك تستجدي لُقمة خُبزٍ لن أُشفِق عليك بها، إوقفني إن إستطعت.

سُكّر غامِقWhere stories live. Discover now