حب وحرب

10.9K 440 280
                                    

توحّشت ملامِحها وتفجّرت الدماءُّ على وجنتيها وعيناها تتتأكّدُ من حقيقةِ مجيئها للبيت الذي قضيا فيه شهر العسل ومع ابتسامة الظفر على شفتيه لم تجِد بُدًّا من الصُراخ بجنون:
- كيف حدث هذا؟!
وضع يداهُ على أُذناهُ بإنزِعاج وهمس بهدوءٍ يُحسدُ عليه:
- هل يُمكِنكِ خفضُ صوتكِ قليلًا؛ ستنزعين طبلة أُذُن الصغير قبل مولده.

- هل تتهِمني بإيذاء طفلي؟!
تسائلت بنبرةٍ حانقة ليزفِر بضيق فتُكمِلُ صارِخةً بحدّة:
- أتعلمُ كمّ الآلام التي تحمّلتها لأجل الإحتفاظ به، بالطبع لن تفعل وانتَ غارِقٌ بمُراقصة النِساء.
لم يعرف أيضحكُ ام يُمثّلُ الصرامة وهو يرى الغيرةَ تشتعِلُ بعيناها القاسيتين، إلاّ انّهُ اختار الحلّ الثاني ليُغلِق الحِوار هامِسًا بجديّة:
- ريفال، لا ارغبُ بأن نتشاجر مرّةً أُخرى، ارجوكِ!

خرجت من الغُرفة بغضبٍ واضِح لينهض خلفها هامِسًا بنفاذ صبر:
- يبدوا انّها ستكونُ فترةً مُريعة.
تعالى صوت تحطُّم شيءٍ بالاسفل فسقط قلبه راكِضًًا بفزع وقد مرّ بخياله صورًا لسقوط ريفال عن الدرج وما ان وصل للأسفل وقف لسيترِدّ نبضاته المُتعبة وهو يراها تُحطُّم أثاث الصالة التي طالما جمعتهما سويا.

جلس على إحدى الأرائك يُراقِبُ ثورتها بهدوء وقد صُمّت أُذُناهُ عن صوت صُراخها بألفاظٍ نابية مُمعِنًا النظر بمظهرها الجديد الذي يروقهُ بشدّة، فقميصه الأسود يلتهِمُ يداها الصغيرتان غير قادِرٍ على ستر ساقيها مُنهيًا رحلته على مُنتصف فخذيها وكانّهُ صُمّم خِصّيصًا لإمراةٍ مثلها.
نزع عيناهُ عن جسدها بقوّةٍ جبّارة ليجِد انّ وجهها قد شحب بشدّة من فرط ما افتعلتهُ من جنون فنهض مُقترِبًا منها وقبل ان تهِمّ بالصُراخ وضع اناملهُ على شفتيها مُحذّرًا بحدّة:
- سأضرِبكِ، وأُقسِمُ انّني لن اتردّد في فعلها إن لم تصمُتي.

اجلسها على الأريكة وغادر ليأتي بكوب من الماء ومنشفة مُبلّلة مسح بها على وجهها برقّة وساعدها على الإستِلقاء على الأريكة واضِعًا كوب الماءِ بيدها هامِسًا بإنزِعاج:
- ارتشِفي بعض الماءِ فبالتأكيد قد جفّ ريقكِ من هذا الصُراخ.

طاوعتهُ مع شعورها بالإنهاك الشديد وما ان ابعدت الكوب عن فمِها حتّى شعرت بغِطاء دافئ يوضعُ على جسدها مما جعلها تسترخي بصمت، وعندما غادر للمرّة الثانية سمحت لعقلها بمُحاولة استِيعاب ما يحدُث فآخرُ ما تذكُرهُ كان دخولهُما للقصر الذي حجب ضجيج الحفل وما ان وقفت امامه مُطالِبةً بالطلاق كعادتها وجدتهُ يقترِب بشدّةٍ مانِحًا إياها قُبلةَ شوقٍ مجنونة غيّبتها عن كونها ولم تسمع بعدها سوى همسٍ بعيد:
- سنكونُ بخير حبيبتي.

داعب التفكيرُ عقلها المُتعب غير قادِرٍ لتذكُّر ما بعد ذلك فأغمضت عيناها مُستنشِقةً بقايا عطره على الغطاء بينما شرع هو بتأمُّل ما طلب من الخادمة المسؤولة عن المنزِل بتحضيره، خضروات، بيض، نقانق، لحوم حمراء وبيضاء، فواكه، العديد من الأشياء الغريبة التي لا يعرف مسمياتها
- حسنًا ماذا قد اصنع؟!

سُكّر غامِقWhere stories live. Discover now