غالية

11K 555 362
                                    

جبلان يُماثِلان الشمس هيبةً، ها هو اخيراً يلتقي به بعد اعوام من الإبتِعاد، إقترب جان هامِساً بإبتِسامة جانبيّة خبيثة
- لم أكُن لأُفوّت فُرصةَ رؤيتِكَ عريساً، مُباركٌ لك تلك الجميلة، فإختياراتك دوماً رائعة.

إلتفت كِنان ليجِد انّ ريفال تتقدّم إليهم فهمس بغضب
- لنا حديث يا ابن غالية، ولكن ليس الآن.
إحتدّت عينا جان بتحدي ما ان اقتربت منهم ريفال ليلتقِط يدها مُقبّلاً إياها بنُبل هاتِفاً بإبتسامة
- مرحباً بعروستنا الجميلة، أنِرتِ العائلة.
رفعت ريفال حاجِبها بحيرة وإبتِسامةً صغيرة داعبت شفتيها ليكُمِل جان بمرح
- يبدوا انّ زوجكِ لن يعرِفنا على بعضنا البعض، انا جان رضوان الأكبر، عمّ هذا الفتى.
- ابن غالية؟!
هتفت ريفال بصدمة ليكبح جان مشاعر غضبه قائلاً بضحكة
- هو بذاته.

إبتسمت ريفال بغموض واعادت يدها لكفّه هامِسة
- ريفال ايمن رضوان، تشرّفتُ بمعرِفتِك.
إنتزع كِنان يدها من يده بعُنف و همس بتحذير خفيّ قائلاً
- استأذِنُكَ يا عمّي الحبيب، إستمتع بالحفل.
سحب ريفال التي تذمّرت بحدّة ليحتضِنها هامِساً بجنون
- إيّاكِ والتحدُث الى جان، إياكِ ريفال لكي لا اقتُله.

ظهر الفزعُ على ملامحها من نبرة الكُره بحديثه فأخمد خوفها مُقبّلاً جبينها بعُمق مُغمِضاً عينيه وانامله تعبثُ بوجنتيها لمُدّة من الزمن الى ان هدأ قليلاً فإصطدمت عيناهُ بنظراتها الضائعة فإشتعل قلبه مُدرِكاً انّها تتأثّر به بصورة توجِعُ فؤاده فلا يرغب بعد هذه النظرة سوى إشباعها بما تفتضِحهُ عيناها، وليتهُ يفعل فهو بحاجة لذلك اكثر منها بحجم فراغ اعوامه بدونها.

.
.

إقتربت ليليان من والدتها بعد ان قادتها لتجلِس بعيداً عن اعيُن الحضور وقد بدأت بالبُكاء فضمّتها ليليان هامِسة
- لن يحدُث شيء، ذلك القذِر سيعود من حيثُ أتى ولن يؤذينا مُجدّداً، ارجوكِ يا اُميّ اهدأي؛ فكِنان سيجِنُ إن رآكِ باكية.

إنتفضت اسمهان برُعب و ذكريات سيئة تُداعِبُ خيالها،
فذات يومٍ غائمٍ شاحِب القمر دلف عمّها رضوان الأكبر وشقراء فاتِنة تتأبّطُ ذراعهُ، وثمّة فتاة بالخامِسة عشر من عُمرِها برفقتهم وكانت المُفاجأة، تلك المرأة الاربعينيّة قد تزوّجها عمّها اما الفتاة شريرة الملامِح تكون إبنتها من رجُلٍ آخر، ثار الجميع وقد عصفت رياح الغضب اسوار القصر منذ قدومهما إلاّ ان رضوان لم يتنازل عن قراره فتقبّل ابنائه زواج والدهم بعُمر الخمسين على مضض، إلاّ انّ جواد- الذي كان خطيبها وقتها- لم يقبل بالأمر وحاول مِراراً وتِكراراً تحذير والده ولم يفلح الى ان افاق الجميع على خبر حمل غالية.

كان الامرُ سريعاً غريباً ولكن لم ينتبه للأمر سوى جواد الذي اصرّ على إقتِلاع تلك المرأة من حياتهم، ولكن لم يجِد ايّ ثغرة بالأمر فغالية قد امّنت نفسها جيداً، مرّت الاعوام وقد تربّى جان الابن الاصغر لرضوان في قصر العائلة برفقة والده ووالدته التي علّمت ابنتها سِحرها فأغرت رضوان لإجبار ايمن على الزواج مِنها.

سُكّر غامِقWhere stories live. Discover now