01 | متاهةٌ وعينانِ مُغلقة

24.3K 1.1K 270
                                    

'لا تدعها تلهيكَ عنْ ذكرِ الله' ✨🥀
تستطيعُ قوْلَ رأيك :) 🗯
*إذا أعجبتك vote لو سمحتِ ⭐️*
_____

"سأذهب .. وداعاً"
قالت بصوتٍ هادئ ، غطّت نصف وجهها بالوشاح الَّذي يغطي رقبتها ثم خرجت تمشي بخطىً هادئة وكأنها لا تكترثُ إن غرقَت بالمطر الغزيز . .

صوت رنين الجرس الخافتْ نبه الرَّجل الهرِم حينما فُتحَ البابُ على أنَّها وصلت ، ابتسم بهدوء ، وقف ثم تقدَّم ليخرج من ذلك المكان .

جَلَست مكانه ، أمسكتْ كتاباً وشرعت بقرائتِه .

يومٌ عاديٌّ جداً ، ذهبت لعملها الجزئيّ بعد أن انتهت من محاضراتها ... تحبُ عملها كأمينة مكتبة ، كما أصبحت هذه المكتبة جزءاً لا يتجزأ من حياتها .

قاطع سكون المكتبة صوت الجرس الخافت ، نظرت نحو البابِ لتجدَ شاباً مبتلٌ بالكامل ، حدَّقت به لثوانٍ معدودة ، كانَ يضع كمامة سوداء ، صوت انفاسه كضجيج موسيقى صاخبة ، نظرت للساعة كانت الخامسةٌ مساءاً .. تنهدتْ ، نادراً ما يأتي أحدٌ في هذا الوقت ، عادت لقرائة الكتاب الَّذي بين يديّها .

___

بعد جولاتٍ طويلة وبحثٌ بين تلك الكتب التي لا نهاية لها ، صوته سائلاً إياها ارتفع :
"عُذراً .."

رفعت نظرها إليه منتظرةً إياه أن يتحدَّث .

"هل أجدُ كتابَ هاملت لِـ ويليام شكسبير هُنا ؟ "

حولتْ بصرها للكتابِ الَّذي بين يديها ، أغلقته ثمَّ مدَّته نحوه بصمت .

"لا بأس إن كنتِ تقرأيه .. سأكمله لاحقاً ."

تنهدت ثم قالت :
"لقد كنت أتصفحه ، وجدته هنا فلفتني عنوانه لا أكثر ، تفضَّل "

تناوله ثم ذهبَ لإحدى الطاولات الموجودة هناك وبدأ يقرأ بصمت .

كانَت المكتبةُ هادئة ، صوت تقليب الأوراق بين الفنية والأخرى فقط ما كان يُسمع ، وهيَ كانت تحب العمل هنا لتستطيع النَّوم ، ففعلت بعد أن انتهت من وضع الكُتبِ في أماكنها المخصصة .

مضتْ حوالي ساعةٌ ونصف ، أغلق الكتابَ ثمَّ مدد يديه ووقفَ يتألمُ ؛ بسبب جلوسه الطويل ، تقدَّم نحو ذلك المكتب الخشبيّ الكبير ليعيد الكتاب .

نظر للفتاة فوجدها نائمة .

هل يجب أن اوقظها ؟

سأل نفسه ، تنهدَ ثم تحمحم بخفة وأردفَ قائلاً بصوتٍ باهت :
"يا آنسة .."

كُومُـوْرِبي || Komorebi [مكتَملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن