25 | قصةُ اللَّطيف : طَيف

2.9K 236 89
                                    


ليس مناسباً لمن هم دون السادسة عشر
_______

"ابتعدوا عنهُ أيُّها السَّفلة !!" ، قالت بغضبٍ عارم لتتقدم نحو الرَّجلان الَّذان يتحرشان بذلك الشاب .

"ماذا ؟! أتريدين الأنضمام له ؟ بكلِّ سرورٍ عزيزتي ."
قال الرَّجلُ المتحرِّش الكريه .

زفرت ما تختزنه رئتيها ثمَّ نظرت له مبتسمةً بتكلف
"أنظر عزيزي ، كنت لأرغب بذلك بشدّة ، ولكن كما تعلم لا يوَفرون أماكن جيدةً كهته بالسجن ، وبضعُ ثوانٍ وتصبحانٍ تحت رحمة الشرطة ." ، قالت ليفرّا سريعاً ، نظرت للشابِ الساقط أرضاً وهو في حالةٍ يرثى لها ، فيما يعدِّلُ ملابسه .

تقدّمت نحوه ثمَّ هزَّته بقدمها ، أردفت بصوتٍ دافئ رغم ارتفاعه : "هاي ، يا أنت .. أأنت بخير ؟"

لاذ بالصَّمت ، انحنت وعدَّلت جلسته لتساعده على الوقوف بعدها ، نظرت في عينيه الحزينة لثوانٍ ثمَّ أردفت :
"هل أنتَ مخنثٌ ؟!"

نظرَ إليها موسعاً عينيه ، عقدَ حاجبيه بعدها باستنكار .

شعرت بحجم المصيبة الّتي قالتها ، لتحاول التبرير :
"أ-أعني ، إنَّك جميلٌ كاللَّعنة ، لا أصدقُ أنَّ هناك رجلاً بهذا الجمال ، إنَّك أجمل منّي حتى !"

نظرَ نحوها بلطف ، شعرت لوهلةٍ بأنَّ من أمامها طفلٌ لولا مشاهدتها لعضلاتِ معدته ، لتأكدت .

"لكنَّكِ جميلة .."

"أيُّها الوغد السّافل ، كيف تجرؤ ، على أيِّ حال كنت أكذب ، أتسمي نفسك رجلاً بينما سمحت لهما بالاعتداء عليك ؟!" ، زمجرت بغضب .

"يا أنتِ فلتسكتي ." ، قال بانزعاجٍ وشرع بالخروج .

"ماذا ماذا ماذا ؟! عذراً ؟ مالَّذي قلتهُ للتو ؟ أعتقدُ أنَّني لم أسمعك جيِّداً ، عزيزي لقد إِغتُصبتَ منذُ قليلٍ ومن أنقذك ؟ اوه نعم إنّها أنا أيُّها الجاحد الوغد السّافل اللَّعين ."
زمجرت مجدداً ، بدت له مخيفة ، ولكنَّه تجاهلها فحسب ، أزعجها ذلك لتقوم بقرصه ، سقطَ كما لو أنَّ أفعى قرصته .

"فلتتعلم الأدب يا ولد ! " ، صرخت موبخةً إيّاه ، لاحظتْ شحوبه المفاجئ حين كان ينظر خلفها ، التفتت لتجد فتاةً تعرفها مسبقاً ، ثمَّ نظرت له عاقدةً حاجبيها وهو كانَ قد وقف .

تقدَّمت تلكَ الفتاةُ نحوهما .
"أوه ، أنت أيُّها الجميل ، لقد كنتَ ممتعاً ، لكن فلتكن أقوى في المرة المقبلة ، حسناً ؟" ، قالت بصوتٍ كريه .

كُومُـوْرِبي || Komorebi [مكتَملة]Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt