23 | للظلِّ أم للنور

3.6K 254 193
                                    



______

كانوا يجلسون أربعتهم حول المائدة ، اثنان منهم فقط يأكلان ، وبالطبع ليست شارلوت التي تشعر وكأنَّ تلافيف دماغها قد عُقدت ببعضها وطبعاً ليس تاي الَّذي يتوقع قدوم جونقكوك بأيّة لحظةٍ حاملاً قنبلة ليفجرها بتايهيونق ..

جيمين كان جالساً مستمتعاً بما يحدث أمامه ، وشوقا كان فقط يأكل بهدوء .

ثوانٍ حتى فُتح الباب وظهر جونقكوك من خلفه ، خطوةٌ تلتها أخرى ليتوقف محدَّقاً بهم .

تايهيونق أصبح بلا لون وهو يحدِّق به ، شارلوت لم تستوعب شيئاً بعد ، جيمين استعد للحماس وشوقا استعد لحماية تاي .

ابتسامةٌ عريضة أظهرت اسنانه ارتسمت على محياه ، تقدّم بعدها نحوهم سريعاً .

"صباح الخير يا رفاق .. لمَ لم تدعوني للفطور أيّها الخائن؟!" ، قال معانقاً رقبةَ تاي الذي ظنَّه سيخنقه على غفلة وحاول التخلص من ذراعه .

"أن.. أنا ، لا دعوتك أعني لم .." ، كان يتلعثم بشكل واضح ، والخوف جليٌّ عليه وعلى جسده المرتجف .

أدركت شارلوت ما حدث وأدركت لم تايهيونق يتصرف كالفأر منذ الصباح .

ثوانٍ معدودة حدث فيها انقلاب لملامح جونقكوك قبل أن يعيد تزييفها لتلك المبتسمة وكان تايهيونق هو الوحيد الذي لاحظ ذلك .

________

انتهوا من الفطور وسمح شوقا لكلِّ واحد منهم بالذهاب لأشغاله إلّا أن جونقكوك أعدَّ خططاً أخرى للتي كانت تجلس بجانب خطيبها .

وقف لثوانٍ أمامها ثمَّ التقط يدها ساحباً إياها ، نظرت هي لتايهيونق عاقدة حاجبيها تنتظر منه وضع حدٍّ لصديقه ، لينظر هو لجونقكوك الذّي كان ينظر له باستهزاء ، اكتفى بالابتسام له مظهراً اسنانه وكأنّه يسلم خطيبته بالكامل لحبيبها السابق ، حسناً هو يفضل حياته طبعاً!

أخذها لإحدى غرف المنزل ، أقفل الباب خلفه ووضع المفتاح في جيب معطفه الداخليّ.

"ماللعنة !! ماذا تظنُّ نفسك فاعلاً ؟ "
صرخت بعد أن دفعها على السّرير .

اطلق ضحكة قصيرةً ساخرة قبل أن يجلس على الأريكة المقابلة للسرير واضعاً قدماً فوق الأخرى .
"لا أعلم ، أخبريني أنتِ مالّذي أفعله ؟"

"تتجاوز حدودك!" ، قالت بحدّة ، ولو كان معها مسدسٌ في الوقت الحالي لأطلقت ... على نفسها ، بعد أن نظر إليها بتلك النظرة .

كُومُـوْرِبي || Komorebi [مكتَملة]Where stories live. Discover now