"الفصل الحادي عشر"

223K 3.8K 113
                                    

"يوم الخطبة"..اليوم المنتظر..

يوم جميل مشرق ..تتوسط الشمس كبد السماء ببزوخ ..محمل ببعض النسمات والريح الخفيفه ..بداية يوم تبشر بالخير والمحبة..
ترتسم البهجه علي منزل الزيني ..الجميع يقف علي قدم وساق ..فرحين بتلك المناسبه ..أميمه وأروى بالمطبخ من الصباح الباكر وبالطبع تساعدهم الست فاطمه وأطفال اروي يلهون أمام التلفاز بالعابهم ..اما هايدي لم تتحرك من فراشها منذ البارحه بعد ان تناولت بعض الحبوب المسكنه والمقاومه للبرد ..اعتقاد منها ان برد اصيب معدتها .. مرهقه ..!!

استيقظت سارة مبكراا..ادت فريضتها داعيه متمنيه من الله ان تتم امورها علي خير..توسطت الفراش ..مستنده بظهرها علي الوساده ..أمسكت بهاتفها وارسلت رساله نصيه لصديقتها رغد .."تصر فيها عليها ضرورة الحضور مبكرا ..ف هي صديقتها المقربه ..بل صديقتها الوحيده " وضعت الهاتف بجوارها
..تجهمت ملامحها قليلا ..تذكرت يوسف علي حين غرة ..حديثه بالامس معها ..نبرته التي لم تسمعها منه قبلا ..حتي نظراته كانت غريبه او بالمعني الصحيح نظراته غير معتاده عليها ..لم تري منه سوا نظرات الوقاحه والوعيد والخبث ..ايخطط لشئ ما "هكذا همست لنفسها "فليضرب رأسه بالحائط ..لم يعد يهمها ستتزوج قريبا وتتخلص من رؤيته البغيضه بالنسبه لها .."مهما فعل خيرا لن تنسي انحطاطه معها واستغلاله لضعفها ..هي تهابه قليلا ..بل كثيراا مهما ارتسمت الصلابه وادعت القوة امامه ..
نفضت عن رأسها التفكير به ..
ما هذا ..ايعقل ان تفكر به في هذا اليوم ..
تململت فراشها بتثاقل ..ثم أمسكت باحدي الربطات وقامت بتجميع خصلاتها علي غير تساو وعقدته للخلف ..ثم نهضت عن مطرحها ..وتوجهت صوب الخزانه وفتحتها وقامت بانتقاء احدي البناطيل الجينز واختارت عليه تيشرت باللون الأحمر ..وولجت من غرفتها لتنزل اليهم بالأسفل ..

اما عند يوسف ..الوضع مختلف ..يجلس علي طرف الفراش يستند بساعديه علي فخذيه ..منكس الرأس ..محاولا التخلص من هذا الشعور ..شعور يخنقه .يكبله رغما عنه .لم يذق النوم من البارحه ..
"اللعنه..انها مجرد خطبه ..من السهل افسادها ..لن يخسر سيفوز بها بالاخير ..سواء كانت رغبتها او رغما عنها مستخدما ضغطه عليها وأساليبه .."ف جراب الحاوي ملئ بالالا عيب.."
...
بمنزل المستشار"سالم الحوفي"...
دلفت أمل"والده امير "لغرفة ابنها ..مبتسمه والبهجه تحتل معالمها بوضوح ..وجدته يغط بنوم عميق ..نزعت عنه الغطاء برفق ..ثم أمسكت بجهاز التحكم الخاص بالمكيف وقامت باغلاقه .."كأي ام مصريه أصيله تغلق التكييف او المروحه علي ابنائها وهم نيام"ثم توجهت صوب النافذه وقامت بفتحها وسحبت الستائر للخلف ..هتفت به بحنو ونبرة مرتفعه قليلا..كي يستفيق ..
"أمير..أميير ..قوم ياللا ياحبيبي الساعه بقت 10..
تململ بفراشه بتثاقل شديد ..استدار بثقل بوجهه لامه ونظر لها بنصف عين ..
"هتف بتحشرج"صباح الفل ياماما ..
تتحرك بعمليه في غرفته "ف علي الرغم من انها تجاوزت الخمس وخمسون عاما ..الا ان جسدها نحيف وقليل ..خفيفه الحركه " هتفت بتذمر وهي تنحني لتلتقط ملابسه وأشياؤه الملقاه ارضا .."امته ساره تيجي بقي ..عشان تشيل كراكيبك دي.
علي ذكر"سارة"ابتسم ابتسامه واسعه حتي برزت اسنانه ..تحرك مكانه قليلا ..ثم نهض بثقل ..جلس قليلا علي طرف فراشه ..
قذفته أمه بالمنشفه بخفه "ياللا عشان تاخد دوش كده بسرعه ..وتفطر مع بابا "
امسك بالمنشفه ..وهو يهتف "شكلي مش هفطر ..لسه عايز اروح اشوف البدله ..اشوف الراجل ظبطها ولا لاا..
امل :كل حاجه بسيطه قبل ماتخرج يأأمير..
همت بترتيب غرفته وهي تدعي له بالخير وصلاح زواجه ..
.......

أبن عمي للكاتبه ريهام محمودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن