نهاية الخفاش

81 14 0
                                    

لازلت أنا في سكرات الموت و في لحظاتي الأخيرة .. المكان حولي في فوضي عارمة و أنا أمسك بالحجر .. كم يمكن أن تكون أشياء بسيطة مثل ذلك مدمرة لهذة الدرجة .. يمكنك أن تري الظلم ولكن أن تصمت و تستسلم ولا تحاول المقامة لكي تظل آمناً في مكانك .. لا تعتقد أنك ستكون آمن
لا تأمن الأرانب أبداً من السكين ... عادت الذكريات تتابع وكأنها حلم
عندما اتفقت معها .. نسرين .. علي أنني سأخلصها من رعبها في مقابل ....
كان علي حمايتها بالتأكيد ..
انطلقت بالسيارة .... التفاصيل الدقيقة قد لا تعلق في الأزهان إذا كان خارج السياق الذي تدور حوله خيوط العقدة ...أقول ذلك لأنني فقط أتذكر لحظات حية تسللت فيها داخل فيلا المقدم
كنت في مطبخه أرتدي لبس الطباخ و كان الطباخ ملقي علي الأرض مذبوح .. كنت فقط أجهز لنفسي كوب من الشاي منتظراً أن يبدأ البيه في النوم ... شيء لم أتوقعه حقيقة أن يكون وحده في الفيلا .. بدون فتيات ليل للأسف
طبعاً قتلت الطباخ بعد ما المقدم أكل و أنتهي من الأكل لم أكن لأقتله علي معدة فارغة.. شربت الشاي لأكون في تركيزي .. غسلت الكوباية و وضعتها مكانها كانو يعلمونني هذا في الملجأ .. أخذت أكبر سكين و انطلقت للمقدم سامح سليم

تعلمون في لحظاتهم الأخيرة يظهرون علي حقيقتهم.. إذا كان جباناً  أو جسوراً تظهره المواقف الصعبة كتلك .. لقد كان نائما بدون سلاح ، تعلمون عندما تعتمد علي شيء لفترة طويلة تضمر بقية أعضاءك البديلة .. إذا كان السلاح هو ما يحدد شخصيتك عندما تفقده لن تكون شيء لكن عندما تكون أنت بنفسك قائم بسلاح أو بدونه عندما تفقده و كأن شيء لم يكن لن تتأثر لأنك قائم بنفسك ... تلك الجملة ذكرتني بمقولة لتوماس چيڤيرسون الرئيس الثالث لأمريكا " الحقائق بإمكانها أن تدعم نفسها "
كان سامح خائفاً مصدوماً عندما أيقظته من نومه و أنا أحمل له السكين
طلبت منه أن يخبرني بتفاصيل قضية سامي علاء محمد .. السجين في زنزانة رقم ١٣ .. الذي تم إعدامه
و بدأت الكلمات تتقاطر منه في شرح القصة
"سليم فؤاد كان عايز الأرض اللي بيته مبني عليها ، هو رفض ميعرفش إن سليم فؤاد مسنود من حد مهم جداً .. مجدي سليمان .. سليم فؤاد كان بيمونله حملاته الإنتخابية أيام ما كان عضو في مجلس الشعب .. وهو اللي عرف يتصرف لأنه ليه مداخل كتير مع الكبار اللي هو واحد منهم .. عرف يجبله أوراق صحيحة و تثبت ان الأرض أملاك دولة .. مجدي سليمان ده اللي في خلال عشر سنين نقل نفسه من عضو مجلس شعب لوزير لرئيس وزرا دلوقتي"
" لا دا الموضوع كبير جداً .. انت عارف يا سيادة المقدم أنا كان ممكن أشك في كلامك بس أنا عارف إنك بتقول الحقيقة .. بس أنا ملتزم بواجب ، الراجل اللي مات ده قصدي اتقتل أو اتعدم ، حقه راح كدا ، حياته و حياة أهله و حياة اللي خلفوه باظت عشان ورق "

" أخوه المعاق حي .. أمه ماتت بس أخوه حي و أنا الوحيد اللي عارف مكانه "
" مش مهم "
ولكنني طعنته بالسكين في معدته و هو يتكلم .. لم يتوقع ذلك .. ثم أمسكت برقبته و ذبحته .. لقد كان رجل كثير الكلام
"هعمل إيه أنا بأخوه المعاق هو شايفني قدامه شمس الزناتي .. أنا مش هعقد أعمل خير و خلاص كدا .. زائد إن يعني هيكون مخبيه فين مثلا هوصل لأخوه المعاق آجلاً أم عاجلاً .." .
. . ثم بعد ذلك أكملت بنفس الأسلوب و جررته و أجلسته في الريسبشن و أمام سبيستون .. طبعاً رسمت علي وجهه رقمه بالسكين و غسلت يدي و كما يقولون بالمصري ..شقلبت الفيلاً ..  لأسرق  أي فلوس أجدها ..
" أعذرني بقي البنت مرمية في الأوتيل بالشيء الفولاني ( لفظ معناه إنه الأوتيل غالي جداً ) "
و أنا بدور علي الفلوس وجدت ملفات و مستندات مركونة في الدولاب جنب الخزنة الرقمية .. و ندمت حينها أنني قتلته قبل أن أعرف رقم الخزنة

الفاسدونWhere stories live. Discover now