المحكمة

39 12 0
                                    

عندما حملتني عربة الترحيلات بعد كل هذه الفوضي إلي مركز الشرطة لم يكونو يعلمون أنني لست مجرد شخص عادي .. إنني الهيستيري يا قوم .. إنني السفاح . رجل يساوي عشرين طن سبيكة ذهب عيار ٢٤ .. تعلمون حتي بعد إنفجار الكوبري .. بالتأكيد أنا حزين علي تلك الأرواح التي زهقت لكن كان ذلك قدرهم .. لم تجد قوات الشرطة أو البوليس أياً كان ما تسمونها في النهاية لم يجدو أي أثر للذهب بعد كل هذه الفوضي
فتشوني و أخذوا مني أعز ما أملك .. الحجر الذي كتب به سامي قصته
لكنني طالبت به .. أخذت أطالب و أطالب بالحجر حتي أحضروه لي .. لم يعلمو اسمي ، بالتأكيد يجب عليهم ألا يعلمو غير الهيستيري
يحي صديقي .. الشخص الوحيد الذي يعلم اسمي و تعلمون لما وثقت في شخص واحد فقط مثل يحي .. ولماذا يساعدني مجرم مثله في .. الإجابة الأولي تكون الذهب و المال بعد الصداقة و رد الجميل ... لكن كانت هناك إجابة أخرى لن تكون موجودة غير في يحي .. ان يحي مريض بسرطان في المخ .. درجة متقدمة .. لن يعيش لفترة أكثر من شهر .. هو في نيشان الموت .. نعم حتي المجرمين و أصحاب القلوب الحديدية يمرضون و يموتون
ستكون نهايتك عظيمة يا يحي أنا أؤمن بذلك
أعود لسرد الحديث .. توقفت أو توهموا أنهم أوقفوني لكن الأوان كان قد فات .. لقد خرج الموضوع عن السيطرة .. و سأحقق قائمة الأحلام خاصتي .. سوف أنتقم لك يا سامي حتي يكفيك الإنتقام
حملتني السيارة إلي قسم الشرطة .. بدأت التحقيقات معي .. و لم أكن لأقول غير قصة سامي علاء محمد
سيتم ترحيلي غداً للعرض علي النيابة العامة .. أري الأحداث تمر أمامي .. تعلمون إنها أحداث لا تهمني لأن الأحداث الحقيقية تحدث في الخارج ..
ليس بالتأكيد الإحتفال الإعلامي بالقبض علي السفاح أو الكلب المسعور
ليس التحليل النفسي لشخصية الهيستيري
ليس كيف ذلك الشخص بدون تفاصيل .. كيف يكون بدون أوراق أو أي شيء .. كيف أكون غير موجود في أوراق و سجلات الدولة .. و كيف تصاعدت الكلمات التي تقول إنني دخيل أو خائن أو جاسوس .. إسرائلي أو إيراني أو يهودي أو بوذي أو فضائي حتي
ليست تلك الأحداث بذات قيمة .. لكن أتعلمون لقد كانت الأمور كوميدية عندما أوجدوا لي شخصية .. لا أريد تذكر الاسم
لأن الأمور ذات القيمة الحقيقية كانت تتكلف عشرين طن ذهب
و في اليوم الذي تتم فيه محاكمتي .. في المحكمة العليا بحي الأحلام ..
أخيراً يوم مثير يستحق أن أتوقف أمامه .. عندما لم يتردد القاضي في كلمته و حكم بالإعدام شنقاً .. و كأن المحكمة كانت بدون أي صوت رغم تهافت الصحفيين علي تصويري و اللغط الكثير و كل الكلام و لكنني كنت لا اسمع شيء .. منتظراً بهدوء الحكم الذي سينطق به القاضي بكل هدوء و راحة و إبتسامة عريضة لا تفارقني .. و عندما إنتهي الأمر طلبت أن أقول كلمتي

" شكراً ليكم مقدماً لأنكم هتسمعو كلمتي البسيطة المتواضعة شكراً للناس و للسادة القضاة ..
سامي علاء محمد .. مجرد اسم ثلاثي بالنسبة للدولة .. لكن بالنسبالي هو الشخص الذي رسم بدون قصد خط سير حياتي لنهايتها .. بالعربي الصريح "
.
أخرجت الحجر من جيبي .. " شخص اتقبض عليه و اتظلم و مكنش قدامه غير انه يشتكي و ينحت قصته بالحجرة دي ..
قاضي زي حضرتك .. مات من يومين .. أنا قتلته ، عموماً ما علينا من تفاصيل بسيطة .. مات لأنه افتكر انه ممكن ينهي حياة الناس بكلمة و نسي حياته هو .. مفكرش انه ممكن بكلمة .. كلمة تحوله من قاضي بينطق بالحق لقاتل
متترددش في انه يأخذ حكم بالإعدام علي شاب موصلش لسة لسن التلاتين
.....
قصة سامي علاء محمد .. وكل شخص باع غصب عنه .. أو بإرادته .. كل شخص اتظلم عشان تقفو دلوقتي علي الأرض دي .. علي حي الأحلام
عشان تعرفو تحلمو
عشان تحققو أحلامكم .. ماهي الدنيا كدا يا جماعة ناس عايشة علي ناس
ناس بتاكل ناس .. و ناس بقر عايشين عشان يتاكلو .. و ناس زي كدا
أخطاء فنية في الحياة ........ "
........................
و بدأ الأكشن .. و تم الهجوم علي المحكمة .. تخيلو بقي ان كل عسكري أمن برا قاعة المحكمة اتقتل .. تخيلو جيش كامل .. كأن داعش ظهرت فجأة في حي الأحلام ..
إنفجارات و حرب برا القاعة .. أنا للأسف كنت بالداخل .. في القفص ، فاتني الأكشن و التفاصيل ... لأجد من يتقدمون للقاعة .. مقنعين بقناع السفاح .. لكن الفضي ... أغلقوا القاعة خلفهم ..
ثبتوا الناس .. و تقدم جزء نحو القفص ... فتحوا الباب وفكوا القيود و أحضروا معهم ردائي و قناعي الذهبي ..
بالتأكيد قُتِل القضاة قبل هروبهم .. و عاد الهيستيري من جديد
صعدت مكان القضاة
" الهيستيري هو اللي بيحكم دلوقتي .. طبعاً .. مفيش حركة أو أي صوت .. انتو يا جماعة رهاين ( رهائن .. بس باللهجة المصرية برضو ^  ^ ) .. و مش لوحدكم ..............................................................................................

الفاسدونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن