تعتقدون أنني أُبالِغ ؟!

37 12 0
                                    

لابد أن تكون روايتي لتلك الأحداث طالت لكنها سكرات موتي .. تريدونها أن تنتهي و هي آخر ما اتعلق به في الدنيا الكئيبة التي عشتها .. نعم نحن جميعاً نتعلق بالحياة .. أنا لست مختلاً لأنتحر .. ربما قد أعاني بعض الإختلال في آراء البعض لكن الكثيرين سوف يرون أن هذا هو المنطقي ..
ربما أفعالي تعدت المنطق .. قد تعتقدون ذلك ، تعتقدون أنني أسرفت أو جننت .. تعلمون في صعيد مصر قد يموت الآلاف و الآلاف في سلسال للدم لا ينتهي بسبب الطار أو الثأر .. قد يترك أحدهم ( الموكل بالأمر أو المعني به .. صاحب الثأر) قد يترك حياته كلها خلفه .. تتوقف حياته عن التقدم ، بدون ملذات أو متاع أو شيء حتي يظفر بدم قاتل أخيه أو أبيه أو أي كان ذلك الشخص المقتول .. و عندما يحقق هدفه يرجع ليهرب من الثأر الذي ينقلب عليه حتي يأتي دوره و يموت هو الآخر
أنا لست مجنوناً في هدفي .. لأنني سأنتقم لك يا سامي من كل من شارك في موتك .. سامي لم يموت أو يعدم بل هو قُتِل بالإعدام .. قتله كل من ساهم في تلك القضية
من ماتو هباءاً في الطريق .. طريق تحقيقي للهدف الذي يشكل المعني لحياتي .. أنا لن أخبركم باسمي لأنه لم يعد موجود
تعلمون لماذا .. لأن المقدم أخفي أوراقي لأحقق هدفه .. لا أعلم هل تلقي المساعدة من يد أعلي من يده .. لكنه كان في النهاية يسير بنور من مجدي سليمان .. لكن في النهاية أصبحت بدون أوراق .. و في مصر التي أعيش فيها الآن .. الإنسان هو أوراق .. إذا لم تكن لي هوية تعرفها الحكومة إذا لم تجد لبصماتي أو صورتي أثر عندها فأنا غير موجود .. محذوف الهوية و كأنني لم أكن في السجن الذي لم أعرف غيره طيلة حياتي
قد تتعجبون من إختفاء كل ذكري لي فجأة .. أخبركم أنني في السجن .. حتي في السجن لم أعرف سوى يحي .. وعرفته بصدفة خلاقة .. عندما ساعدته في خناق أو قتال أو أياً كان ما تسمونه أنا لا أتذكر بالتحديد التفاصيل الدقيقة تلك ولا تعجبون من عقلي كيف يتذكر محادثات تافهة و لا يتذكر تفاصيل فارقة ولا  تنسو أنني مخبول و مجنون و مريض نفسياً في نظركم .. و كأنني أكلم جمهور من الناس و أنا أهذي في سكرات موتي تلك
هل أكون قد تماديت في كل ذلك .. ربما تماديت قليلاً ولكن ليس في ما فات بل في ما أتي

الفاسدونWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu